في خطوة لافتة، اختار اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، الدكتور محمد دومير لشخصية العام 2024، وهو اختيار يعكس التقدير الكبير لدوره البارز في دحض الرواية المغربية حول تاريخ الصحراء الغربية، هذا الاختيار لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة لمسار طويل مليء بالعطاء العلمي لابن الجزائر، الذي يتمتع بسمعة مرموقة بين أبناء الشعب الصحراوي داخل المدن المحتلة وفي اللجوء والشتات.
يُعدُّ الدكتور محمد دومير من الشخصيات البارزة التي لم تقتصر إسهاماتها على البيطرة أو بزوغ اسمه في نجوم العلوم في دولة الامارات، بل امتدت الى الساحة الأكاديمية والفكرية، حيث لعب دوراً محورياً في مواجهة التلاعب التاريخي الذي يُمارسه بعض المؤرخين المغربيين حول تاريخ الصحراء الغربية وشمال افريقيا. فخلال العام الماضي، كان الدكتور دومير من الأوائل الذين تصدوا لمحاولات التشويه التي تسعى الى تحريف الحقائق التاريخية بشأن هذه المنطقة، الى جانب مرافعته داخل لجان الامم المتحدة التي تمكّن من خلالها من إفحام الآلة الدعائية المغربية، ودفع المغربيين الى العودة صاغرين الى كتب التاريخ الموثوقة ونصوص الاتفاقيات المبرمة.
من خلال صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وبإمكانيات جد بسيطة، عمل الدكتور محمد دومير على دحض الروايات المغلوطة التي حاول بعض المؤرخين المغربيين تسويقها حول علاقة مملكة الحشيش بالصحراء الغربية، مشيراً الى أن هذه الروايات لا تقوم على أسس تاريخية صحيحة وإنما هي أضغاث أحلام تتنافى مع الوقائع التاريخية المثبتة.
قام الدكتور دومير بنسف المصادر التاريخية الزائفة التي حاولت تبرير أطروحة المخزن المغربي حول الصحراء الغربية، وركّز على تنوير الرأي العام العالمي والمغربي المغلوب على أمره بشأن التاريخ الحقيقي للشعب الصحراوي، حيث تمكّن بالحجة والدليل من دك أساسات نُخب التلوين وأخرجهم عن طوعهم في الكثير من المناسبات.
إن اختيار اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، للدكتور محمد دومير كشخصية العام 2024، هو بمثابة تكريم للجهود الجادة التي بذلها في نصرة الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، هو تكريمٌ لشخصية أكاديمية استطاعت أن تترك بصمة في التأريخ، حيث يبرز هذا الاختيار أهمية قراءة التاريخ وتصفّح المصادر الموثوقة من أجل وضع حد للزيف والدجل التاريخي الذي تحاول بعض الأطراف فرضه على منطقة شمال غرب افريقيا.
إن هذا الاختيار، يعكس رؤية اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين في الاحتفاء بالعقول المبدعة التي تساهم في تقوية جبهة عالمية مناهضة للبلطجة التاريخية وتكبح جماح المتاجرين بتاريخ الشعوب، كما يعكس هذا الاختيار تقدير عميق لدور الدكتور محمد دومير في مجال مكافحة التشويه التاريخي، وتعزيز الفهم الصحيح لحقوق الشعب الصحراوي. هوتكريمٌ لشخصية جزائرية فكّرت وكتبت وصدحت بصوتٍ عالٍ بكل إخلاص لتصحيح مسار التاريخ، وجعلت صوت الصحراء الغربية وشعبها الحر مسموعاً على الساحة العالمية.