فقدت الأسرة الثورية والجزائر، المجاهد عثمان دمارجي، أحد أبطال معركة إيسين بالحدود الجزائرية- الليبية وعضو فرقة الضفادع البشرية المكلفة بالعمليات البحرية إبان الثورة التحريرية، بحسب ما علم، أمس، من صديقه المجاهد عبد الله دباغ، في اتصال مع “الشعب “.
المرحوم عثمان دمارجي، الذي استضفناه في إحدى المرات بجريدة “الشعب”، من الشباب الجزائري الذين كانوا في عمر الزهور وشاركوا في دعم الثورة، رفقة صديقه المقرب عبد اللّـه دباغ، ومناضلين آخرين وهم أحمد شيبان، يحي رحال، مسعود بزة، شربال بن عمر، رشيد بن دريس، عبد القادر جوتي وغيرهم...
انضم إلى القوات الخاصة البحرية، أي ما تسمّى “الضفادع البشرية” التي استحدثتها جبهة التحرير الوطني في 1956، بفكرة من أحمد بن بلة، الذي كان آنذاك متواجدا بالقاهرة، وأراد أن يبتكر وسيلة جديدة لمحاربة الاستعمار الفرنسي.
التحق المرحوم دمارجي بمصر في مارس 1956 على متن طائرة كانت تقل الشباب الجزائري المتطوّعين والقادمين من وجدة، أين استقبلهم الرئيس الراحل أحمد بن بلة، وكلفهم بمهمة سرية وهي تلغيم المراكب الحربية الفرنسية.انتقل المجاهد المرحوم، رفقة رفقاء السلاح وعددهم حوالي ثلاثين مناضلا وبعض التوارق، من الإسكندرية إلى فزان، ثم غات وتمّ تسليحهم للمشاركة في معركة إيسين، بالحدود الجزائرية الليبية، بعدما أخبروهم أن هناك فرقة من الجيش الفرنسي جاءت عابرة من إليزي إلى جانت، تضم ثلاث شاحنات محملة بالبنزين والأغذية، فنصبوا كمينا وأحرقوا لهم كل شيء وقد تمّ تلقين قوات العدو درسا، ولا تزال آثار المعركة شاهدة في منطقة سيلان.وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أسدى وسام الاستحقاق الوطني بدرجة “عهيد” للمجاهد الراحل عثمان دمارجي، في 2023.