تجسيد استراتيجية ترقية الخدمة العمومية وتعميم برنامج الرقمنة
أكد المدير العام للأمن الوطني علي بداوي، أمس، أهمية نظام التسيير بالأهداف المعتمد من قبل المديرية العامة للأمن الوطني، كخطوة استراتيجية هامة من شأنها تقديم قيمة مضافة لتحقيق الأهداف الأمنية حفاظا على أمن المواطن والممتلكات، وفي إيجاد الحلول للإشكاليات المطروحة وهو ما يعتبر نقله نوعية في عصرنة أساليب الإدارة والتسيير للمرافق الإدارية والعملية للأمن الوطني ومن أنجح الآليات لدعم الحوكمة العمومية.
أوضح المدير العام للأمن الوطني خلال يوم دراسي تحت عنوان «التسيير بالأهداف وإدارة الأداء باعتماد لوحة القيادة» بالمدرسة العليا للشرطة على تونسي شاطوناف، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، بأن تبني هذه الرؤية الجديدة تندرج في إطار عصرنة مناهج التسيير مركزيا ومحليا، وتجسيدا لاستراتيجية الدولة في ترقية الخدمة العمومية وتسهيل آلياتها من خلال تعميم برنامج الرقمنة المسطر من السلطات العليا للبلاد.
وبحسب بداوي، يترجم هذا النشاط حرص المديرية على مواكبة إحدى الممارسات الإدارية والاستفادة من مضامينها، بما يساهم في المزيد من التطوير للقدرات البشرية بتقديم خدمة عمومية بكفاءة متكيّفة باستمرار مع العالم المتغير ومع التحديات الأمنية المتزايدة، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يفرض تبني أساليب حديثة تعزز القدرة على التخطيط، التنفيذ، المتابعة والتقييم.
وأشار المتحدّث، أن أساليب العمل، التصور والتنظيم هذه، قد أثبتت فعاليتها لدى العديد من أجهزة الشرطة عبر العالم، في ظل التحديات الأمنية الراهنة والمخاطر المتزايدة التي تواجهها بلادنا، لاسيما مختلف أشكال الجريمة التقليدية وصور أخرى للجريمة المستهدفة، ما يدعو إلى العمل باستمرار على تسخير كافه الجهود والطاقات لتطوير منظومة العمل الشرطي لمواجهة مثل هذه التحديات، من خلال تبني هذا النظام الذي يمثل خطوة استراتيجية هامة من شأنها تقديم قيمة مضافة لتحقيق الأهداف الأمنية.
وأشار بداوي، إلى أن نظام القيادة بالأهداف يعتمد على رسم سياسة عمل مبنية على تحديد أهداف واضحة ومحددة المعالم لقياس درجة ومستوى الأداء بشكل دوري ويضمن بالموازاة موضوعية التقييم والتقويم المستمر للنشاطات، ما يجعل منه نظاما فعالا يرتكز على توجيه الجهود الجماعية نحو الفعالية ويدفع الجميع إلى العمل بروح الفريق الواحد، واضعا بذلك الأهداف المسطرة في صلب اهتماماتهم، كما يعزز ثقافة المساءلة الإيجابية والنزاهة.
وبحسب المدير العام للأمن الوطني، بدأت تتجلى بوادر الإدارة الذكية على مستوى المصالح الشرطية، من أجل بناء منظومة إدارية متكاملة ذات نوعية ونجاعة، مؤكدا أن نجاح هذا النظام يتطلب التزاما حقيقيا وعزيمة قوية واستعدادا كليا لضمان إقلاع فعلي للتغيير نحو الأفضل لمواكبة التطورات التي يشهدها عالمنا اليوم على أكثر من صعيد.
وتخلل اليوم الدراسي إلقاء عدة محاضرات، الأولى من المدير العام للمدرسة الوطنية للإدارة عبد الماليك مزهودة بتقديم محاضرة بعنوان «التسيير الاستراتيجي للأداء.. مفاهيم ومقاربات». تلاها تقديم مداخلتين من قبل خبراء مختصين من ذات المدرسة، تمحورت حول موضوع «التخطيط وقيادة الأداء.. مقاربة مدمجة» وعرض البرنامج التكويني المتخصص الموجه لقائدة إطارات الأمن الوطني على المستويين المركزي والجهوي.
وتوجت أشغال اليوم الدراسي باتفاقيات تعاون في ميدان التكوين المتخصص بينها وبين المديرية العامة للأمن الوطني، تستهدف تعزيز القدرات المهنية للمورد البشري الشرطي المؤهل، حيث تم توقيع اتفاقية- إطار للتعاون في مجال التكوين بين المدير العام للأمن الوطني ورئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا محمد هشام، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيتي- إطار في ذات المجال بين المديرية العامة للأمن الوطني وكل من المدرسة الوطنية للإدارة ومركز البحث في الاقتصاد المطبق من أجل التنمية بحضور مديره أحمد زكان.