مناورة دنيئة من الطغمة الانقلابية بباماكو وأكاذيب مفضوحة
أكدت الجزائر، أن الطائرة بدون طيار التابعة للطغمة الانقلابية المستأثرة بالسلطة في مالي، دخلت فعلا المجال الجوي الجزائري، وفضحت أكاذيب هؤلاء الانقلابين المحتمين بالمرتزقة، وأن الأمر لا يتعلق بعملية أولى، وإنما بثالث اختراق من نوعه، ما تطلب وضع حد لهذه الانتهاكات غير المبررة.
نجحت منظومة الدفاع الجوي الجزائري بكل احترافية عملياتية في رصد وإسقاط طائرة بدون طيار مسلحة اخترقت الحدود الجنوبية مع دولة مالي، كانت بصدد القيام بأنشطة عدائية وجمع معلومات استخباراتية من داخل التراب الوطني.
تمكّن الجيش الوطني الشعبي من رصد وتدمير درون عسكري بمجرد دخوله إلى المجال الإقليمي الجوي، على الرغم من صغر حجمه وتحليقه على ارتفاعات جد مرتفعة، وتميّزه ببصمة رادارية تضليلية، حيث أثبتت هذه الواقعة جاهزية عملياتية لا مثيل لها في التعامل مع الطائرات بدون طيار بكل أشكالها.
وقد أشارت وزارة الدفاع الوطني، في بيان لها، إلى تمكن وحدة تابعة للدفاع الجوي عن الإقليم بالناحية العسكرية السادسة، ليلة أول أفريل 2025، في حدود منتصف الليل، من رصد وإسقاط طائرة استطلاع بدون طيار مسلحة بالقرب من مدينة تين زاوتين الحدودية، وذلك بعد اختراقها المجال الجوي لمسافة 2 كيلومتر.
ووفقًا للمصدر، جاءت هذه العملية النوعية في سياق الجهود المبذولة لصون حدودنا، لتؤكد مرة أخرى، اليقظة العالية والاستعداد الدائم لوحدات الجيش الوطني الشعبي في حماية حدود الجزائر البرية والجوية والبحرية من أيّ تهديد يمس بالسيادة الوطنية.
الطغمة الانقلابية في مالي، وفي مناورة دنيئة، تعكس المستوى المتدني في إدارة العلاقات مع الدول، أصدرت بيانا يدينها أخلاقيا وأمنيا، ويضعها محل سخرية، فقد أعلنت في البداية أن الطائرة بدون طيار سقطت نتيجة خلل تقني، ثم قالت في البيان «إنها علمت عن طريق وسائل الإعلام بأن وزارة الدفاع الجزائرية أعلنت إسقاط الطائرة».
وفي تناقض صارخ، يؤكد غياب الاحترافية وانعدام الرؤية، قدمت هذه الطغمة إحداثيات عن مكان سقوط الطائرة، لكنها تقول في ذات «البيان أن الطائرة تكون قد أسقطت بمقذوف أرض-جو أو جو-جو»، فإذا كانت غير قادرة على تحديد نوع السلاح الذي أسقطت به، فكيف تستطيع التثبت من الإحداثيات؟.
وفي ضوء ما سبق، أبرز الخبير السياسي والأمني، الدكتور سيغة عمار، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، تتمتع بكفاءة وجاهزية عاليين لمواجهة التحديات الأمنية التي تتربص بالبلاد جوًّا وبرًّا وبحرًا.
واعتبر الدكتور سيغة، في اتصال مع «الشعب»، إسقاط الطائرة المسيرة المسلحة في تين زاوتين الجزائرية، إنجازًا عسكريًا استراتيجيًا للمؤسسة العسكرية الوطنية، يؤكد مدى قدرتها الكبيرة على حماية الجزائر من مختلف المخاطر المحدقة مهما كان نوعها أو مصدرها.
وأضاف الخبير، أن حادثة رصد الدرون المُنتهِك للمجال الجوي وتدميره في وقت قياسي، تظهر قدرة ردع قوية لدى الجيش الوطني الشعبي، وامتلاكه الوسائل اللازمة لحماية حدود البلاد، مع جاهزيته وتأهبه للتحديات الراهنة في سياق إقليمي متوتر ناتج عن ما تشهده منطقة الساحل والصحراء من صراعات واختلالات أمنية، موجّهًا من خلالها رسالة واضحة إلى الجهات المعادية مفادها، أنه «لا مجال للمناورة مع الجزائر».
كما تؤكد هذه العملية النوعية سيطرة الجزائر على مجالها الجوي بالكامل، وأنها لن تتهاون في الذود عن أراضيها وسيادتها، في ظل فعالية منظومتها الدفاعية المتطورة وقدرتها على رصد وتعقّب وإسقاط الطائرات المسيرة الحديثة التي صارت تهديدا خطيرا لكل دول العالم بلا استثناء، بحسب الدكتور سيغة.