نفـــــي وتشتيت للسكان واستيـــــــــلاء على أموالهـــــــم
أكّد متدخّلون، أمس، في ندوة تاريخية حول انتفاضة واحة العامري (11 افريل 1876)، التي احتضنتها قاعة المحاضرات بمتوسطة الشهيد أحمد رويجع ببلدية فوغالة بولاية بسكرة، أنّ انتفاضة واحة العامري سنة 1876 (بلدية الدوسن حاليا)، تعد شاهدا آخر على الإبادة الجماعية والتهجير الممارسين من قبل الاستعمار الفرنسي.
أوضح البروفيسور محمد الأمين بلغيث الباحث في التاريخ في مداخلته حول هذه الانتفاضة، التي حدثت في أبريل عام 1876، عمل المستعمر على إخمادها منتهجا الإبادة والتهجير الجماعيين والنفي وتشتيت السكان، كما قام بقطع آلاف النخيل بها والاستيلاء على أموال سكّانها ومصادرة أراضيهم.
وحسب ذات المتدخّل فإنه تم، بعد إخماد انتفاضة سكان واحة العامري أو كما تسمى أيضا بانتفاضة ‘’لبازيد’’، أمر المستعمر بتهجير جزء من السكان نحو مناطق بالجزائر كما تم نفي بعضهم إلى كاليدونيا وكورسيكا، ضمن أحدث أساليب العقاب الجماعي.
وأبرز الدكتور علي عيادة من جامعة محمد خيضر ببسكرة، أنّ سكان واحة العامري الذين شتّتهم القوات الاستعمارية بعد إخماد انتفاضة 1876، إلى مناطق متباعدة وقطعت العلاقات بين العائلات والأسر وحرمتهم من الالتقاء، رغم طلبهم السلطات الاستعمارية بحقهم في لم الشمل وجمع أفراد الأسر في منطقة واحدة إلّا أنّ هذا الطلب قوبل بالرفض.
وأشار الدكتور صادق عبد المالك أستاذ بجامعة بسكرة، أنّ الوحشية التي قابل بها المستعمر انتفاضة العامري كان نتيجة المقاومة الشديدة وعدم الاستسلام التي تحلى بها سكان المنطقة، حيث فشلت هذه القوات في الدخول إلى الواحة وكبّدته المقاومة خسائر فادحة جعلت قادته ينفذون مخطّطا عوقب عبره السكان بالتهجير والنفي، ما حول الواحة بعد الانتفاضة إلى مناطق مهجورة خالية من السكان.
للإشارة فقد احتضنت بالمناسبة بلديتي لغروس وفوغالة ببسكرة، عديد الأنشطة تخليدا للذكرى 149 لهذه الانتفاضة الشعبية، ضمن برنامج احتفالي سطّرته جمعية الوفاء الثقافية ببلدية لغروس بالتنسيق مع السلطات المحلية للبلديتين، تضمن أنشطة رياضية وثقافية وإلقاء مداخلات بقرية العامري ومهرجانا للفروسية، بالإضافة إلى ندوات تاريخية نشّطها مختصون في المجال.