أستــاذ العلـــوم السياسيـــة والعلاقــــات الدوليـــة مــبروك كاهـــي لـ “الشعــــب”:

مؤسّســـــــــــــــات الدولــــــــــــــــة الفرنسيـــــــــــــة تعيـــــــــش تناقضــــــــــات صارخـــــــــــــــة

حياة . ك

 

 اليمــــــــــين المتطــرّف يســــــــــــيء إلـــــى فرنســـــــــا قبـــــــل الإســــــــــــــاءة إلـــــــى  الآخريــــــــــــــــــــــــن

 ما تزال حادثة اعتقال الموظف القنصلي الجزائري بباريس، تلقي بظلالها على الساحة السياسية والإعلامية، وتفضح أكثر من أي وقت مضى مدى الضغينة والحقد الذي ما يزال يخيّم على فكر وتوجه باريس، بافتعالها هذه المسرحية البائسة، وتورطها في خطابين، أحدهما يجنح لإعادة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها، وآخر يدفع بالوضع إلى مزيد من التأزم والاحتقان.

 يعتقد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور مبروك كاهي، أنّ اعتقال الموظف القنصلي الجزائري بطريقة استعراضية في إحدى الساحات العمومية بباريس، دون الاحتكام إلى الطرق القانونية المتعارف عليها، يبرز مدى التناقض الكبير بين أجهزة الدولة الفرنسية، حيث أنّه في الوقت الذي يجري الرئيس ماكرون مكالمة هاتفية مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تلتها مباشرة زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر، والإعلان عن فتح صفحة جديدة من التعاون بين البلدين، تحرّك أطراف أخرى أسباب التصعيد.
وأفاد كاهي في تصريح لـ “الشعب” أنّ هذه الخرجة لوزير الداخلية الفرنسي، جاءت لتبرز حجم هذا التناقض بين مؤسسات الدولة الفرنسية، ويؤكّد مدى تحكم اليمين المتطرف الفرنسي في دواليب الحكم، وفي دوائر صنع القرار في هذا البلد.
وأوضح كاهي - في هذا الإطار - أنّ العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بمرحلة صعبة وعصيبة، ويغذّي التوترات القائمة منذ أشهر بين البلدين، اليمين المتطرف الفرنسي الذي ينتهك كل الأعراف والقوانين الدولية، ويعمل دوما على كسر أي تقارب بين الدولتين، أو جعل العلاقة لصالح الطرف الفرنسي على حساب الطرف الجزائري، مضيفا أنه “من خلال الحادثة الأخيرة، تبين جليا أن المتسبّب في تعكير العلاقات بين الجزائر وفرنسا هو هذا اليمين المتطرف”.
ويرى المتحدث أنّ الإشكال القائم ماثل في ازدواجية الخطاب الرسمي وغير الرسمي في فرنسا، هو فرض الأخير لقراراته ومطالبه على حساب الأول، وبالتالي فهو يسيء كثيرا للدولة الفرنسية كقوة بارزة في الاتحاد الأوروبي، وكعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تمتلك إمكانية التأثير على مجريات الساحة الدولية.
ونظرا لكل ما يقوم به اليمين المتطرف من سقطات وقرارات غير مسؤولة، يرى كاهي أنّ الدولة الفرنسية مطالبة ببذل المزيد من الجهود لوضع حد لغطرسته من أجل تحسين العلاقات، ليس مع الجزائر فقط، وإنما “مع خاصة نفسها، كونها تمثّل إحدى الدول التي تملك مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي، وهي كذلك فاعلة على مسرح العلاقات الدولية”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025