رسائل رئيس الجمهورية في اليوم الوطني للذاكرة

الجزائر المنتصرة أعلى من مكائد الناقمين والحالمين

آسيا قبلي

جدد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الثمانين لمجازر الثامن من ماي، التأكيد على التمسك ببناء مستقبل مشرق يستجيب لتطلعات الشعب الجزائري، ويعزز استقلالية قرار البلاد رغم «مكائد الناقمين». كما شدد على أن «ملف الذاكرة لن يكون عرضة للتناسي والإنكار».

تسير الجزائر بخطى ثابتة، داخليًا وخارجيًا، نحو بناء مستقبلها وفرض نفسها كلاعب فاعل على الساحة الدولية، بفضل ما تمتلكه من مقدرات وإمكانات تؤهلها لذلك، دفاعًا عن مصالحها ومصالح الشعوب المستضعفة، مستندة إلى سجل تاريخي حافل بالتضحيات دفاعًا عن أرض الجزائر على مر العصور. في هذا السياق، تضمنت رسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بمناسبة إحياء ذكرى مجازر الثامن ماي 1945، واليوم الوطني للذاكرة، عدة رسائل واضحة، أهمها التأكيد على مواصلة الجزائر العمل على ترسيخ مبادئها في الحرية والكرامة، وحفظ ذاكرتها وأمانة الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الوطن على مدار قرن ونيف. وقد أكد الرئيس تبون الوفاء لكفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، منذ أول يوم للاحتلال، مرورًا بالمقاومات الشعبية التي دامت سبعين عامًا، وصولًا إلى جرائم التفجيرات النووية، وقبلها ثورة نوفمبر المجيدة التي انتزعت الاستقلال واسترجعت السيادة الوطنية. وهي «الصفات» التي تحرص الجزائر المنتصرة اليوم على تكريسها في مواصلة البناء الذي بدأه الآباء والأجداد لأجل وطن يسع الجميع ويشق طريقه نحو التطور والرقيّ.
حق لن يضيع
تطلُّع الجزائر إلى المستقبل، لا ينسيها التمسك بحقها في تحقيق العدالة وإنصاف الشعب الجزائري الذي عانى الويلات من استعمار استيطاني بغيض، عمل بكل حقد على إبقاء الجزائر، القوة التاريخية، متخلفة حضاريًا، وحولها من منارة للعلم يُشهد لها، إلى حالة من التخلف لا يشعر بألمها سوى الجزائريون. في هذا السياق، قال رئيس الجمهورية في رسالته: «تمسكًا بحق شعبها، واعتبارًا لقداسة إرث المقاومة والكفاح، وارتباطًا بنهج نوفمبر ورسالة الشهداء الأبدية، فإن الجزائر لا تقبل إطلاقًا أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار».
ونظرًا لهذا التاريخ وتلك التضحيات الجسام، فإن الجزائر تتمسك بسيادة قراراتها على الصعيدين المحلي والدولي، وترفض أي شكل من أشكال الإملاءات، وتعبر بوضوح عن مواقفها من القضايا العادلة. وليس أدل على ذلك من مواقفها في مجلس الأمن الدولي بخصوص القضية الفلسطينية، حيث صدحت الجزائر بصوت الحق في مواجهة تحالف غربي مع الكيان الصهيوني، ودافعت عن القضية عندما تخاذل كثيرون، ورفضت المساومة على مواقفها رغم ما تتعرض له من مؤامرات كشفتها أمام الملأ وأظهرت من يقف وراءها لتضعهم في زاوية الخزي. وليست الأزمة بين الجزائر ومستعمِر الأمس إلا دليلًا آخر على نهج الجزائر في استقلالية قرارها وسيادته فيما يتعلق بتسيير الشأن الداخلي وتغليب مصلحة الوطن على مصالح مستعمر الأمس وأذنابه.
نهضة تنموية
هذه الرؤية الواضحة للجزائر المنتصرة، بقيادة رئيسها السيد عبد المجيد تبون، فتحت الطريق أمام تحقيق ما كان مستحيلًا في مجال التنمية، ونهضة البلاد التي كانت قبل بضع سنوات تسير نحو هاوية اقتصادية، ونفاد الخزينة العمومية التي كادت ترهن سيادة الجزائر واستقلالية قرارها مجددًا.
وتمضي الجزائر في هذا الاتجاه رغم ما يُحاك ضدها من دسائس ومناورات ترفض خياراتها السيادية، وتخشى نهضتها التنموية. لذلك، أكد رئيس الجمهورية أن «الشعب الجزائري الذي صنع من المعاناة والتضحيات أمجادًا، لن توقف مسيرته صعوبة التحديات، وسيزداد عزمًا في مواجهة الناقمين على مبادئنا واستقلال قرارنا الوطني، وإفشال مكائدهم بمواصلة التقدم على طريق تحقيق الإنجازات الكبرى».
وقطعت الجزائر أشواطًا كبيرة على صعيد التنمية، فقد حققت اليوم أعلى نسب النمو في منطقة المتوسط، إذ لامست أو تجاوزت قليلًا 4٪، بحسب تقارير صندوق النقد والبنك الدوليين، اللذين أشادا في أكثر من مناسبة بما تحققه الجزائر من نسب نمو انعكست إيجابًا على جميع مناحي التنمية، التي شملت مختلف القطاعات من فلاحة وصناعة وتعدين وطاقات متجددة، بل وأبعد من ذلك، إذ ربطت الجزائر بعمقها الاستراتيجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025