أبرز الخبير الإقتصادي أحمد طرطار أنّ سلوفينيا من خلال اتفاقية التعاون المبرمة مع الجزائر، ستسمح لها من استيراد الغاز الطبيعي الجزائري، بكميات أكبر (1 مليار م³ حاليا)، موضّحا أنّ توريد الغاز من خلال ضخه بكميات أكبر، سيتم عبر أنبوب «تراتسماد» العابر للجارة تونس مرورا بإيطاليا ليصل إلى سلوفينيا.
أفاد طرطار في تصريح لـ «الشعب»، أنّ سلوفينيا لديها طلب كبير على الغاز الطبيعي، وهي تسعى مستقبلا للاستفادة من الممر الجنوبي المرتبط بالهيدروجين الأخضر الجزائري، الذي سيورّد لإيطاليا، النمسا وألمانيا، مشيرا إلى أنّ هناك طلبا كبيرا على هذا المورد المتجدّد، كونه يمثّل بديلا طاقويا للموارد التقليدية، كما أنّه نظيف خال من الملوثات التي يعاني منها العالم ككل، لذلك فهو مستهدف في آفاق التعاون القادمة مع الدول الأوروبية.
يعتقد الخبير طرطار أنّ سلوفينيا - في سياق تعاطيها في المجال الاقتصادي مع الجزائر - تسعى دائما إلى تعزيز مثل هذه الشراكات، مثلما أشار إليه الوزير الأول السلوفيني، في سياق حديثه عن علاقات متميزة بين الجزائر وبلده، سواء في المجال السياسي، الدبلوماسي أو الاقتصادي، وقد أبدى استعداده الكبير لفتح الأبواب، لتعاون مثمر بين البلدين في مجال الفضاء، التكنولوجيات الحديثة، وكذا التعليم والبحث العلمي، وتغيير الموارد النائية.
وأضاف الخبير أنّ الجزائر في حاجة ماسة للانفتاح أكثر في إطار تنويع شراكاتها، موضّحا أنّ سلوفينيا تسعى قدر المستطاع للاستفادة من الموارد الموجودة في بلادنا، وهذا ما يؤشّر على أنه سيكون هناك تعاون حقيقي بما يؤدي إلى تيسير عملية الاستفادة من تسيير الموارد المائية.
ولفت إلى أنّ الجزائر اتّجهت مؤخرا إلى الاستثمار في مشاريع في مجال الموارد المائية من خلال السدود، فتح الآبار العميقة، وكذا إنجاز المحطات المائية البحرية ودخلها حيز الخدمة خلال السنوات القليلة الماضية، لضمان إمداد الماء الشروب للسّاكنة، واستغلال المياه المسترجعة في الري الفلاحي.
وذكر طرطار أنّه يجري حاليا الحديث على بعث لجنة مشتركة جزائرية سلوفينية، من شأنها أن تؤطّر التعاون المثمر في مجالات مختلفة، سيما المجال الاقتصادي في آفاق مستقبلية.