استقبل مركز مكة المكرمة، التابع لبعثة الحج الجزائرية، صباح أمس الجمعة، أولى رحلات الحجاج الجزائريين القادمين عبر الرحلة رقم 8008، انطلاقاً من مطار هواري بومدين الدولي. وتمت عملية الاستقبال في ظروف تنظيمية محكمة وسط رضا عام من الحجاج عن مستوى الخدمات المقدمة لهم فور وصولهم.
أكد رئيس مركز مكة المكرّمة لبعثة الحج الجزائرية، يوسف بارود، في تصريح لـ «الشعب»، أن هذه الرحلة تندرج ضمن سلسلة من 143 رحلة مبرمجة، تشمل 63 رحلة عبر مطار جدة و80 رحلة عبر مطار المدينة المنورة. وستتواصل عمليات الاستقبال تدريجياً طيلة الأيام القادمة. وأوضح بارود أن عملية إسكان الحجاج تسير بسلاسة تامة، بفضل اعتماد نظام إلكتروني متطور يسمح بتسجيل الحاج فور وصوله وربطه مباشرة بغرفته بالفندق، مع ضمان نقل أمتعته إلى مقر إقامته دون عناء. وأشار إلى أن مركز مكّة يضم 58 فندقًا، منها 28 مخصصة لحجاج الديوان الوطني للحج والعمرة، موزعة على مناطق الجميزة، أجياد السد، أجياد المصافي والمسفلة. وفيما يتعلق بخدمات الإعاشة، أوضح المتحدث أن الحجاج يستفيدون يوميًا من وجبتي فطور وعشاء معدّتين وفق النمط الغذائي الجزائري، لضمان الراحة والتأقلم الصحي. كما تخضع هذه الوجبات لرقابة دورية من طرف لجان متخصصة في التغذية. ولم يغفل رئيس المركز الإشارة إلى آلية التعامل مع الأمتعة، حيث تم تشكيل فريق خاص لمتابعة حالات ضياع الحقائب أو تبديلها، خاصة في الرحلات المشتركة، مع ضمان إرجاعها لأصحابها في وقت قياسي. وأشار بارود إلى أن المركز يضم عدة فروع تعمل بتنسيق مستمر، من بينها فرع الإسكان، فرع الاستقبال، فرع أنظمة المعلومات، فرع الوكالات والجوازات، فرع التأهيل والإرشاد، بالإضافة إلى فرق الحماية المدنية التي تنتشر في محيط المركز على مدار الساعة، ومزودة بتطبيقات ذكية تساعدها في إرشاد الحجاج إلى مقار سكنهم في حال ضياع الاتجاه.
من جانبه، أوضح نائب رئيس المركز والمكلف بالإسكان، محمد الحبيب سايب، أن الاستعدادات لاستقبال الرحلات بدأت منذ فترة، وتم اعتماد بوّابة إلكترونية جزائرية لتسهيل عملية التحقّق من بيانات الحجاج وتمكينهم من التوجّه مباشرة إلى غرفهم دون تأخير. وكانت أستاذة الإعلام والاتصال الدكتورة وردة خلية، من بين الحجّاج الواصلين إلى مكة المكرّمة، وأعربت بالمناسبة عن سعادتها الكبيرة بمستوى التنظيم والاستقبال، مشيرة إلى أنها كانت متخوّفة من صعوبات محتملة في موسم الحج، لكنها فوجئت بما وصفته بـ»روعة الخدمات وتفاني أعضاء البعثة». وأضافت: «لن أسمح لأحد بانتقاد البعثة الجزائرية، لأن ما رأيته فاق التوقعات، وأدعو الحجاج إلى التحلّي بالوعي والانضباط لنُظهر صورة مشرّفة عن الجزائري».
وختمت تصريحها بدعوة الحجاج إلى احترام القوانين والتعامل الإيجابي مع الجميع، سواء من أفراد البعثة الجزائرية أو السلطات السعودية، مشدّدة على أهمية التحمل والصبر، باعتبار الحج رحلة روحية قبل كل شيء.
