هذا هو أساس التكامل العربي..وتفعيل مقدرات الدول يجعلها قطبا اقتصاديا عالميا
تضامن وتعاون غير مشروط مع الدول الشقيقة التـي تواجه نزاعـات وأزمات
مناصرة أبديـة ثابتـة لفلسطين المحتلـة والصحراء الغربية ومناهضة بقايا الاستعمـار
ربطت رسالة رئيس الجمهورية للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية المنعقدة ببغداد، استكمال التكامل والتنمية العربيين، بضرورة إنهاء آلام وأزمات الشعوب العربية التي ترزح تحت نير الاحتلال في فلسطين المحتلة والصحراء الغربية، أو تلك التي تعيش أزمات أمنية داخلية بفعل التدخل الخارجي ما عطل عجلة التنمية في كل تلك الأقطار.
دعت الجزائر، من خلال كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى القمة العربية الاجتماعية والاقتصادية، إلى توحيد الصف العربي من أجل عمل عربي مشترك للتنمية والتكامل وتضافر الجهود لإنهاء معاناة الشعوب العربية التي تكابد ويلات الحروب، معتبرة أن أي تكامل دون تحقق شرط تمتع تلك الشعوب بحريتها السياسية وسيادتها على مواردها، سيكون منقوصا.
وأشارت كلمة رئيس الجمهورية، إلى أن أمن وازدهار المنطقة العربية لن يتحقق إلا بتعافي هذه الأقطار وزوال الغبن والظلم المسلط عليها وعودتها إلى مسار الاستقرار والنماء والرخاء؛ ذلك أن الحروب والاحتلال والأزمات الداخلية في تلك الدول، والتي تغذيها تدخلات خارجية، تستنزف المقدرات الاقتصادية والموارد في العمل العسكري بدل توجيهها إلى التنمية.
الاحتلال يحبس التنمية
يمكن ذكر حالتي فلسطين والصحراء الغربية الرازحتين تحت نير الاحتلال، ففي الصحراء الغربية يستنزف الاحتلال المغربي ثروات الشعب ويحرمه من استغلالها في التنمية، من خلال إبرام اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي على مدار سنوات نهبت فيها الثروات، قبل أن تبطل المحكمة الأوروبية نهائيا هذه العقود، غير أن المخزن يستمر في استنزاف الثروات الصحراوية بتوقيع اتفاقيات استغلال مع الكيان الصهيوني في مجالات الطاقة والسياحة، حيث منح الكيان حق التنقيب عن الغاز والنفط في السواحل الأطلسية للصحراء الغربية على مستوى مدينة الداخلة، على مساحة تمتد إلى 129 ألف كيلومتر مربع، بالإضافة إلى المياه الضحلة والعميقة إلى مسافة 3000 متر، بعد توقيع ما يسمى «اتفاقية أبراهام» التي نقلت التطبيع من الخفاء إلى العلن، وكذلك الأمر بقطاع السياحة حيث منحت له تراخيص بناء سلسلة فنادق على الواجهة الأطلسية للمدينة. وفي الوقت الذي كان يجب أن يستفيد كل قُطر من ثرواته واستغلال عوائدها لتحقيق المزيد من التنمية والتوجه إلى تكامل جهوي في إطار اتحاد المغرب العربي الكبير، يتم رهن الثروات لعدو لا يرضى إلا بلعبة صفرية لحسابه، بينما توجه المغرب والصحراء الغربية قدراتها للأعمال العسكرية.
ولا يختلف الأمر عنه في فلسطين، إذ ومن بين مسببات تدمير غزة وجعلها غير قابلة لعيش الفلسطينيين، هو الاكتشافات الكبيرة لحقول الغاز في المتوسط قبالة سواحل غزة، حيث يريد الاحتلال الصهيوني الاستيلاء عليها وحرمان الشعب الفلسطيني منها، وذلك بأبشع الجرائم من إبادة جماعية وتهجير قسري. وأكثر من ذلك، يسطو هذا الاحتلال، الذي يسلط العنف ضد الفلسطينيين، على ثروات البلد منذ ثمانية عقود ويصدر خيراته ليستأثر بعائداتها تمهيدا لمشروعه الأكبر. والمعلوم أن مشروعه هذا لا يتوقف عند فلسطين المحتلة، بل يمتد إلى دول الجوار لتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة «دولته الكبرى».
وعليه، تعكس كلمة رئيس الجمهورية إلى القمة العربية الاجتماعية والاقتصادية، وعي الجزائر بمدى تأثير التحديات الجيوسياسية في المنطقة العربية على التنمية والتكامل، ودعوة إلى ضرورة وقف التدخلات الخارجية من أجل رفع المعاناة عن الشعوب المستعمرة وتلك التي تشهد أزمات داخلية، كسبيل وحيد لتفعيل العمل العربي المشترك ومنه التكامل العربي المنشود، الذي سيمكن العالم العربي من منافسة التكتلات الاقتصادية الأخرى، خاصة وأن كل دوله تتوفر على موارد وثروات طبيعية وطاقات تقليدية وجديدة، وهي مقدرات تؤهلها لأن تكون أحد أبرز الأقطاب الاقتصادية إن فُعّلت.