التّمرين الميداني لإقليم شمال إفريقيا..بــن قرينــة:

الجزائـر ترسّــخ مكانتهـا كقـوّة ســلام إقليميـة

زهراء - ب

 أكّد رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، أنّ احتضان الجزائر لتمرين “سلام شمال إفريقيا 3” من 17 إلى 29 ماي 2025، وبمشاركة الدول الأعضاء في هذه الآلية الإفريقية للدفاع، يبرهن، مرة أخرى، الدور المحوري الذي باتت تلعبه الجزائر في القارة السمراء في المسائل الحيوية المرتبطة بالسلم والأمن في إفريقيا، وبقدرات ذاتية بعيدا عن أي تدخلات لقوى خارجة عن الإقليم.

 وشدّد بن قرينة على أن الجزائر أصبحت قوة عسكرية لا يستهان بها، وبلغت مستوى من الاحترافية أهّلها لتأطير عملية استراتيجية من هذا الحجم والنوع، بهدف تعزيز الجاهزية العملياتية لضمان السلم والأمن القاري، وتعزيز أواصر التعاون العسكري الإقليمي تحت راية الاتحاد الإفريقي.
وأشار رئيس حركة البناء الوطني إلى أن استضافة الجزائر ومشاركة الجيش الوطني الشعبي في هذا التمرين العسكري، الذي يهدف إلى محاكاة عملية نشر بعثة دعم سلام متعددة الأبعاد، يكرّس التحول الهام الذي جاء به التعديل الدستوري لعام 2020، والذي فتح المجال لقواتنا العسكرية للمشاركة في عمليات استتباب الأمن وحفظ السلام خارج حدودنا الوطنية، التزاما بالسياسة الخارجية لبلادنا، التي تقوم على مبادئ ثابتة وراسخة، إذ تدعو إلى السلام وتنأى عن التدخل في الشؤون الداخلية للغير.
ولفت بن قرينة الانتباه إلى أن تنظيم الجزائر لهذه العملية العسكرية الاستباقية تفرضه التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، خصوصا في قارتنا السمراء التي تشهد تزايد التوترات في عدد من الدول الإفريقية وتنامي النزاعات، لا سيما بمنطقة الساحل، وفي وقت نسجل فيه، بكل أسف، مثلما قال “لجوء بعض الدول التي شهدت انقلابات عسكرية إلى الاستعانة بمرتزقة لخدمة أجندات أجنبية في المنطقة، وفتح أراضيها لقوى دخيلة تُشوّش على أي حل سياسي، وتَرهن مصالح شعوب المنطقة لمصالحها الضيقة، في حين كان يمكنها الاستعانة بالخبرات الإفريقية لتجاوز أزماتها ليكون الحل إفريقيا-إفريقيا.”
جدير بالذكر، أنّ الجزائر تبنّت سياسة خارجية ترتكز على مبدأ عدم التدخل ودعم الحلول السلمية، وباتت اليوم تؤدي دورا محوريا في صياغة معادلات السلم والاستقرار في القارة السمراء، ويعكس تنظيم تمرين بهذا الحجم الثقة في قدرات الجزائر اللوجستية والقيادية، ويعزّز تموقعها كفاعل رئيسي في التصدي للأزمات والنزاعات المتنامية في القارة لاسيما في منطقة الساحل، ويبرهن من جديد على أن استقرار إفريقيا لا يمكن أن يكون إلا بجهود أبنائها وبقدراتهم الذاتية بعيدا عن أي إملاءات أجنبية أو أجندات تخدم مصالح غير إفريقية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025
العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025
العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025