الخطاب الفرنسـي «يهـرب إلى الأمـام» من أزماتـه الداخليـة الخاصــة
يؤكد رئيس الإتحاد العام للجزائريين بالمهجر، سعيد بن رقية، أن فرنسا وقعت في الفعل المحظور وسقطت في حضيض الأوهدِ، في تعاملها مع الدولة الجزائرية، بعد لجوئها لإصدار بيانات عبر تسريبات إعلامية، أقل ما يقال عنها إنها صبيانية بتوقيع وإمضاء مراهقين سياسيين لا يحسنون فن الخطابة السياسية والحنكة الدبلوماسية.
قال سعيد بن رقية، في اتصال مع «الشعب»، إن باريس صارت تتعامل بأسلوب الهرطقات الإعلامية والسياسية والبلطجة المبطنة عبر صحف فرنسية ذات توجه يميني متطرف، من أجل تغيير مواقف معينة ومحاولة تطويع قرارات الجزائر، التي سلكت بصرامة منحى الحفاظ على سيادتها واستقلاليتها الدبلوماسية والاقتصادية، وحماية إرثها التاريخي التحرري والحضاري.
وأبرز بن رقية، أن رسالة حكام قصر الإليزيه المتمثلة في دراسة قرار تجميد أصول وممتلكات العديد من المسؤولين الجزائريين السابقين الفارين إلى فرنسا، لا يعدو كونه رسالة تهديدية وتخويفية للدولة الجزائرية، كوسيلة ضغط وابتزاز بليد ومفضوح من أجل ليّ مواقفها، والتأثير على قراراتها الصلبة والسيادية في تعاملها مع الجمهورية الخامسة الآيلة للزوال بسبب أزمة بنيوية ناجمة عن تآكل نظام الحكم الفرنسي من الداخل.
واعتبر المتحدث هذا التصرف الأرعن، ليس إلا حلقة جديدة متجددة من حلقات «مغامرة فرنسا الغبية غير محمودة العواقب» مع بلد يمتلك مجدا تليدا، ونال استقلاله بدماء ملايين الشهداء. مشيرا، أن الجزائر وكعادتها سترد بقوة وحنكة دبلوماسية عالية على هذا السلوك الشاذ من النخبة الكولونيالية، التي أفحمتها وسائل إعلام جزائرية بردها الأولي الملخّص في عبارة «تفضلوا ونفذوا ما تتحدثون عنه!».
وتابع سعيد: «أكيد أن هذه السياسة الخاطئة التي تعتمدها فرنسا في علاقتها مع الدولة الجزائرية، هي وليدة أزمة داخلية اجتماعية واقتصادية خانقة، متبوعة باستنزاف مالي وتراكم دون ترليونية خارجية، وتراجع نفوذها الإقليمي والدولي، خاصة مع مستعمراتها القديمة، نتيجة استراتيجية التعامل التي قررت دول إفريقيا انتهاجها، ومنها الجزائر التي غيرت سلوكها مع الدولة الفرنسية وصارت تتصرف وفق المصالح المشتركة وفق قاعدة رابح- رابح، ومنطق الند بالند، واعتبار سيادتها خط أحمر غير قابل للمقايضة ولا المساومة ولا التفاوض، وهذه المعادلة الجديدة تأبي باريس تقبّلها بسبب نرجسيتها السياسية ومنطق التسلط وحب الهيمنة الذي ورثته عن حقبة الفترة الاستعمارية البائدة».
وما هو واضح أمام هذا الوضع المزري، الذي يزداد تأزمًا بسبب تمادي الطرف الفرنسي في عنجهيته، أن الجزائر سوف تنتقل إلى مرحلة جديدة في تعاملها مع هذا البلد، وبطريقة عقلانية تفهمها باريس، لكنها تستند إلى الحكمة والرصانة ولا تخرج عن حدود اللباقة الدبلوماسية المعروفة عن بلد الشهداء في العالم أجمع، بحسب قوله.
وخلص رئيس الإتحاد العام للجزائريين بالمهجر، سعيد بن رقية، إلى أن الجزائر المنتصرة، التي يعتز كل جزائري شريف بالانتماء إليها، قررت وبلا رجعة المضي قدما في التعامل بندية واحترام متبادل مع كل الدول بلا استثناء ومن بينها فرنسا، وهذه الأخيرة مطالبة بتقبل الوضع الجديد إذا ما أرادت فعلا المحافظة على ما تبقى من مصالحها في القارتين الجزائرية والإفريقية.