أطلق امتحانات “البيام” من غرداية..وزير التربيـة:

لا مجال للغشّ والتسريب..ومصداقية الامتحانات الرسميــة مضمونـة

مبعوثة “الشّعب” إلى غرداية: خالــدة بــن تركي

عنايـة خاصـــة بذوي الاحتياجـات والمترشّحين في المستشفيــات 

مواضيع الأسئلة من الدروس المتلقــاة حضوريا بالأقسـام  

 تراجع حالات الغشّ يعكس وعي التلاميذ وفعالية الإجراءات 

تعديل مرتقب في البرنامج الدراسي للثالثة ابتدائـي.. الموسـم المقبـل

أشرف وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، أمس من ولاية غرداية، على الانطلاق الرّسمي لامتحانات شهادة التعليم المتوسّط لدورة جوان 2025، وجرت الامتحانات في أجواء تنظيمية وبيداغوجية حسنة بفضل التعاون بين مختلف الجهات المعنية، والجهود المبذولة لتوفير الراحة للتلاميذ وضمان نجاح هذا الحدث الدراسي المهم.

 ذكر وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، خلال إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق الامتحانات من مركز إجراء محمد بوضياف بحي ثنية المخزن، أنّ عدد التلاميذ المترشّحين لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا هذه السنة تجاوز 826 ألف مترشّح بينهم 13.447 مترشّحا حرّا، موزّعين على 3070 مركز امتحان في مختلف ولايات الوطن، وأكّد أنّ كل الظروف التنظيمية والبيداغوجية جاهزة لإنجاح هذا الموعد الوطني الهام.

تأمــــين الإمتحانـات

 وأكّد وزير التربية الوطنية في ندوة صحفية على هامش انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسّط من غرداية، أنه تم تسخير جميع الإمكانات اللّازمة لضمان إجراء الإمتحانات في ظروف ملائمة، مشيرا إلى جديد المترشّحين من أبناء الجالية الذين عادوا إلى أرض الوطن، حيث استفاد هؤلاء من مواضيع مكيفة، خصوصا في مواد اللغة، تراعي مستواهم وظروفهم اللغوية، في إطار ما يسمح به القانون المنظم للإمتحانات الوطنية.
وأشار الوزير إلى الجهود المبذولة من طرف الأسرة التربوية، من أساتذة، مديرين، مفتشين، ومستشارين، ومشرفين تربويّين، ومقتصدين، وموظّفين، ومخبريّين، ومديري المؤسّسات التربوية، سواء داخل الوطن أو على مستوى المدرسة الدولية في فرنسا، على جهودهم الكبيرة طيلة السنوات الأربع الماضية في تأطير التلاميذ ودعمهم المتواصل.
وأكّد سعداوي أنّ قطاعه يولي أهمية قصوى للمترشّحين من ذوي الاحتياجات الخاصة المقدّر عددهم 1582 مترشّحا من جميع أصناف الإعاقة، إذ تم توفير كافة الظروف اللّازمة لضمان اجتيازهم للامتحان في ظروف طبيعية مثل باقي زملائهم، كما قامت الوزارة بتوفير الظروف المناسبة للتلاميذ الذين حالت ظروفهم الصحية دون التنقل إلى مراكز الامتحان، واضطروا للبقاء في المؤسّسات الاستشفائية.
وبخصوص الإجراءات الجديدة المتخذة لتأمين سير امتحانات شهادة التعليم المتوسّط من الجانب التقني واللوجيستي، ومكافحة الغشّ وتسريب المواضيع، أكّد سعداوي أنّ الوزارة اعتمدت هذا العام عدة آليات مستحدثة مقارنة بالسنوات الماضية، تتعلّق بتأمين المواضيع على مستوى الطباعة والتوزيع، تطوير آليات مكافحة الغشّ باستخدام أدوات رقمية وتكنولوجية، دعم التكوين المسبق للموظفين المعنيّين بالإشراف والتأطير، تحسين ظروف الإجراء داخل المراكز، وتوفير الإمكانات اللوجستية اللازمة لذلك.
وعرّج الوزير للحديث عن التحديات التي يواجهها القطاع في مثل هذه الامتحانات، مثل محاولات الغشّ باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة، تبادل المعلومات بين المترشّحين داخل قاعات الامتحان، تقديم الدعم غير القانوني من طرف الحراس أو الأعوان، ولهذا الغرض، تم اتخاذ حزمة من الإجراءات الصارمة، تشمل التحضير المحكم للامتحانات، بداية من صياغة المواضيع، والتي تتم وفق مسار دقيق.
وأكّد الوزير حرصه الكامل على ضمان مصداقية الامتحانات الرّسمية، تم اعتماد سلسلة من الإجراءات لتأمين الامتحانات تشمل مراكز التحضير، ومراكز التجميع، ومراكز التوزيع ومراكز الإجراء، ومراكز التصحيح وفي كل هذه المراحل، تطبّق إجراءات صارمة تضمن سلامة وأمن الامتحانات من أي اختراق، كما شدّد على أنّ دخول المترشّحين إلى مراكز الامتحان يكون بدون هواتف أو أوراق أو أي وسيلة غير مسموح بها، ويحملون فقط أدواتهم الخاصة ومعلوماتهم الشخصية.

توسيـع التجربــة

 أما فيما يتعلّق بامتحان تقييم مكتسبات التلاميذ، فقد تم توسيع التجربة لتشمل سنتي الثانية والرابعة ابتدائي وعلى الرغم من كون هذه المبادرة لا تزال في بدايتها، إلّا أنها ستخضع لتقييم معمّق بمشاركة الأسرة التربوية، من أساتذة ومفتّشين ومختصين في المجال، حرصا على تطويرها وضمان فعاليتها في المستقبل.
وبخصوص مواضيع الامتحان، أكّد الوزير أنها من الدروس التي تلقاها التلاميذ داخل الأقسام ولن تكون هناك مفاجآت أو أسئلة من خارج البرنامج، وطمأن التلاميذ وأولياء الأمور أنّ الامتحانات ستكون مناسبة للجميع، لاسيما وأنها تهدف إلى قياس ما فهمه التلاميذ.
وأضاف سعداوي: إنّ امتحان “البيام” هو امتحان عادي، مثل باقي الامتحانات التي أجراها التلاميذ خلال السنة الدراسية، ولا يوجد سبب للتوتر أو الخوف، وأكّد أنّ التلاميذ سيمتحنون في المعارف التي تلقوها حضوريا، وكل ما تعلموه محفوظ، ولكل تلميذ فرصة للنجاح في هذا الامتحان المصيري، الذي يسمح بانتقالهم إلى مرحلة التعليم للثانوي.
من الجوانب الإيجابية خلال هذا الموسم الدراسي، أنّ المؤسّسات التربوية في مختلف أنحاء الوطن عرفت تقدما في تنفيذ البرامج التعليمية بشكل جيد، ويعود الفضل في ذلك إلى تضافر جهود جميع المعنيّين بالقطاع، من أساتذة ومديرين وأولياء التلاميذ، إلى جانب دور النقابات التربوية.

مؤشّـرات إيجابـيـة

 أما بخصوص مسألة الغشّ، فقد سجّل سعداوي “تراجعا ملحوظا في عدد حالات الغشّ، وهو أمر إيجابي، خاصة وأنّ التراجع يعكس فعالية الإجراءات التي اتخذت لحماية الامتحانات، كما يدل على أنّ التلاميذ بدأوا يبتعدون تدريجيا عن هذه الممارسات السلبية”.
وأوضح سعداوي أنّ الغشّ لا يضرّ فقط بمصداقية الامتحانات، بل يهدّد مستقبل التلميذ نفسه، لأنه سيواجه عقوبات قاسية قد تصل إلى السّجن عشر سنوات، إضافة إلى الحرمان من اجتياز الامتحانات مرة أخرى، مؤكّدا أن الصرامة في العقوبات تهدف إلى جعل التلاميذ يعتمدون على أنفسهم، وأن يجتازوا امتحاناتهم بثقة وهدوء، بعيدا عن أي محاولة غش.
وأكّد الوزير - في سياق آخر - أنّ مشروع جودة التعليم يسير نحو خطوات ثابتة، خاصة وأنه يعتمد على تجسيد مجموعة من المحاور الأساسية: أولها الهياكل التربوية التي تعد أساس تحقيق جودة التعليم، إذ لا يمكن تحقيق تعليم نوعي دون توفير مرافق تربوية تقضي على الاكتظاظ، كما أكّد على أهمية تخصّص الأساتذة الذي يسمح بربح الوقت والجهد.
وأشار أيضا إلى أهمية تكوين الأساتذة، موضّحا أنّ الأستاذ المؤهّل قادر على خلق بيئة تعليمية محفّزة، وتنمية التفكير النقدي لدى التلاميذ، وتقديم محتوى تعليمي هادف، كما شدّد على ضرورة جعل التكوين عملية مستمرة، حتى يتمكّن الأستاذ من مواكبة التحولات التربوية والتكنولوجية المتسارعة، بما يضمن تعليم نوعي.
أما المحور الرابع، فيتعلّق بتغيير المناهج والبرامج، حيث أوضح في رده على سؤال “الشّعب”، أنّ اللجنة الوطنية المكلّفة بدراسة المناهج ستعرض ما توصلت إليه بشأن السنة الثالثة ابتدائي، التي ستشهد تعديلا في بعض المواد، على أن يشمل التغيير لاحقا السنة الرابعة ابتدائي ثم التعليم المتوسّط تدريجيا.

ضمــان الشفافيــة

 في سياق حديثه، تطرّق الوزير إلى موضوع تسجيل التلاميذ الجدد في السنة الأولى ابتدائي، مشدّدا على أهمية اعتماد التسجيل الحصري عبر الأرضية الرّقمية، وأكّد أنّ هذا الإجراء يهدف إلى ضمان الشفافية وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع التلاميذ، دون استثناء أو تمييز.
وأوضح أيضا، أنّ اعتماد الأرضية الرقمية لا يقتصر فقط على تسهيل عملية التسجيل، بل يأتي ضمن المسعى الرامي إلى رقمنة المنظومة التعليمية، ويسمح هذا النظام بتكوين ملف إداري متكامل لكل تلميذ، يحتوي على كشف النقاط وكل الوثائق الإدارية الضرورية التي ترافقه طيلة مشواره الدراسي.
كما أشار وزير التربية، إلى أنّ استخدام الأرضية الرّقمية في التسجيل يخفّف العبء عن الأولياء، ويوفر عليهم عناء التنقل والانتظار في الطوابير بالمؤسّسات التربوية، وأضاف أنّ هذه الطريقة تضمن تنظيما أفضل للعملية، ممّا يسمح للمدارس بالتركيز أكثر على التحضير الجيّد للدخول المدرسي واستقبال التلاميذ في ظروف حسنة.

استغـلال أمثــل

 في السياق، واستكمالا للتربية البيداغوجية، أشار الوزير إلى ما قامت به مصالحه بتوقيع عديد الاتفاقيات، منها اتفاقية مع وزارة الشباب تتعلّق برعاية التلاميذ خارج أوقات الدراسة، سواء في نفس اليوم، أو في عطلات نهاية الأسبوع، أو خلال العطل المدرسية، هذا المشروع يمثل إضافة مهمة للتكفّل الشامل بالتلاميذ.
وأضاف مسؤول القطاع: هذا المشروع يهدف إلى مرافقة التلميذ حتى خارج وقت الدراسة، من خلال أنشطة رياضية، ثقافية وفنية تساعده على تطوير شخصيته واكتساب مهارات جديدة”، كما أوضح أنّ العمل مع وزارة الشباب سيوفر أماكن مناسبة وآمنة للتلاميذ لقضاء وقتهم بشكل مفيد، خاصة في العطل ونهايات الأسبوع.
وفي الختام، أكّد وزير التربية أنّ هذه الأنشطة ستقلّل من وقت الفراغ الذي قد يضيّعه التلميذ في أمور غير مفيدة، وتساعده بدلا من ذلك على اكتشاف مواهبه وتقوية قدراته، كما أكّد أنّ هذه البرامج ستجعل التلميذ يندمج أكثر في المجتمع ويتعلم أشياء جديدة تفيده مستقبلا، سواء في حياته التعليمية أو العادية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19789

العدد 19789

الثلاثاء 03 جوان 2025
العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025
العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025