اعتبر الدكتور حمزة حسام أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن لغة الابتزاز التي تستعملها فرنسا على لسان وزير الداخلية برونو روتايو، المتمثلة في إمكانية تجميد أصول المسؤولين الجزائريين، نقصا في الجرأة لدى الحكومة الفرنسية على مواجهة الجزائر، يعكس نقصا فادحا وفاضحا في الاحترافية الدبلوماسية لديها.
وأبرز الأستاذ لـ “الشعب”، أن فرنسا لجأت إلى استعمال لغة الابتزاز، لأنها لا تتقن أسلوبا آخر في إدارة الأزمة مع الجزائر، وهذا ما يعكس النقص الفادح في الاحترافية الدبلوماسية لديها، مثلما يعكس أيضا نقصا في الجرأة لدى الحكومة الفرنسية على مواجهة الجزائر.
ويرى المتحدث، أن طريقة الإعلان عن نية تجميد أصول مسؤولين جزائريين، عبر التلميح إلى هذا الإجراء المزمع في إحدى الصحف الفرنسية المقربة من دوائر حكومية، قد يكون في حد ذاته نوعا من الخوف من رد الفعل الجزائري، الذي لم يتوان عن استعمال الندية في قراراته منذ تأزم العلاقات بين البلدين، وبلوغ حدة التوتر ذروتها مع استمرار استفزاز اليمين المتطرف الفرنسي تحت قيادة روتايو.
وأمام هذه المواقف غير المسؤولة وغير المحسوبة العواقب، تثبت فرنسا إفلاسها -يؤكد محدثنا قائلا: كلما لجأت إلى هذه الأساليب الرثة والمبتذلة لدفع الجزائر للإذعان، كلما أثبتت أن جعبتها الدبلوماسية خالية تماما مما يمكن أن يؤثر على مؤسسات الدولة الجزائرية وقراراتها، وأنها في مواجهة المواقف الثابتة لهذه الأخيرة، لم تجد غير الشخصنة والمخالفات القانونية سبيلا علها توصلها لما عجزت عن الوصول إليه عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية.
وبحسب المتحدث، فقد بات واضحا وجليا أن باريس مقتنعة بأن الجزائر السيدة لا ينفع معها الابتزاز.. وأن الابتزازات لن تحرك في الجزائر شيئا، بل هي عادة ما تأتي بنتائج عكسية لتوقعات باريس وصادمة بالنسبة لها، بل بلغة أشد وبإجراءات أكثر، وما عبارة “تفضلوا ونفذوا ما تتحدثون عنه!” التي حملتها برقية وكالة الأنباء الجزائرية الأخيرة، سوى برهان آخر على رفض الجزائر لغة الابتزاز واستعدادها لمواصلة المواجهة، وبأن سلوكات ليّ الذراع التي تميل إليها باريس لا تزيدها إلا تمسكا بمواقفها ومطالبها.
وفيما يخص أسلوب الابتزاز، يعتقد حسام أن فرنسا لا تتقن شيئا غيره، وتستعمل منطق لي الذراع البائس، الذي لم يعد لها وسيلة سواه، بينما الجزائر راسخة في عزمها على عدم التراجع عن الندية. وبرأيه، فإن معادلة العلاقات بين البلدين نحو الصفرية أكثر فأكثر، في ظل استمرار الجو المكهرب والاحتقان الذي يغذيه السمين المتطرف الحاقد على الجزائر المنتصرة، ويحن إلى ماض ولّى بلا رجعة.