فاعلية كبــيرة في تعزيـز الأمـن والسـلم والدوليين.. والانتصـار للحق الإنسـاني
الجزائر ستبقـى وفيـة للشعــبين الفلسطينــي والصحراوي مهمـا كابـر الكولونياليـون
نجـاح في توحيـد الرؤى مع مختلـف الشركـاء الدوليـين حول الملفـات المتأزمــة
الجزائـر الوحيدة فـي العالـم التـي ضغطـت ونجحـت في استصـدار قـرار لوقـف إطـلاق النار بغـزة
أبرزت الجزائر كإحدى الدول الفاعلة التي حجزت لها مكانة مهيبة في الساحة العالمية، في ضوء حاجة المجتمع الدولي إلى قوى رزينة وبارزة وموثوقة لمعالجة الملفات والقضايا المطروحة على أجهزة وهيئات الأمم المتحدة، حيث امتلك بلد الشهداء برصيده التحرري الزاخر كل هذه المقوّمات، وكان محل احترام من أعضاء مجلس الأمن الدائمين وباقي القوى المؤثرة شرقاً وغرباً.
أظهرت الجزائر منذ ظفرها بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي لمدة سنتين، في تعميق أثر هذه الهيئة الأمنية التنفيذية، وتمكينها من أداء دورها على أكمل وجه في طرح عديد المشكلات المستعصية التي يعرفها العالم في الراهن، على غرار الحرب الصهيونية على غزة، من خلال عرضها وقائعها للنقاش في كثير من المرات بهدف وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الغذائية والطبية الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع.
ونجحت الجزائر تحت قبة هذه الهيئة الأممية، في توحيد الرؤى مع مختلف الشركاء الدوليين حول الملفات المتأزمة المعروضة للنقاش، وتحتاج إلى قرارات وإجراءات ناجعة، وهو ما أرسى دينامية متسارعة في دراسة القضايا الدولية المطروحة على مستوى أعلى جهاز أمني تنفيذي ملزم في العالم.
وفي خضم هذا الزخم الجزائري الدولي، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قبل سنة، بروابط الجزائر المتينة مع أجهزة المنظمة، واصفا إِياها بالنموذجية، مبديا في نفس الوقت إعجابه برؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الحكيمة والمتبصرة في معالجة وحل مختلف القضايا شديدة التعقيد.
تعليقاً على الموضوع، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة، الدكتور سليمان نبار، أن الجزائر رعت منذ توليها مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن، الكثير من المشاريع الدولية والملفات الإقليمية محل نزاع، ونجحت في استصدار قرار وقف إطلاق النار في غزة، من أجل التصدي للإبادة والتهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين من القطاع، ناهيك عن دورها الأساسي في عرض مشروع قيام الدولة الفلسطينية والمرافعة على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة رغم التشويش على مهامها النبيلة من طرف بعض القوى الوظيفية.
وقال الدكتور سليمان نبار، في تصريح أدلى به لـ«الشعب”، إن الجزائر نافحت باقتدار في كل المنابر والمحافل الأممية، على إحقاق الحق الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، وساعدت في مرات عديدة على تسهيل دخول المساعدات الغذائية والصحية إلى غزة المنكوبة بسبب القصف والاجتياح العسكري الصهيوني، ولم تتوان في تقديم الدعم الدبلوماسي على جميع الأصعدة والمستويات للأشقاء الفلسطينيين.
وأبرز نبار أن بلد الشهداء أظهر التزاما كبيرا بتقاليده وأعرافه الدبلوماسية العريقة في سياساته الخارجية، وتسييره لعلاقاته الدولية، خاصة بعد نيله عضوية مجلس الأمن كعضو غير دائم للفترة 2024 /2025، وهذا تماشيا مع توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الهادفة إلى المساهمة الإيجابية في تعزيز السلم والسلام العالميين.
وصارت الجزائر بهذه الفعالية الدولية، صوتاً صادحاً للشّعوب الرازحة تحت نير الاستعمار، قصد تمكينها من حقها في تقرير المصير والاستقلال وفق مقررات الشرعية الدولية، وكانت رسالتها واضحة في هذا الجانب، وردّدها ممثلها الدائم في الأمم المتحدة السيد عمار بن جامع، في جلسات متتابعة لمجلس الأمن، وفقا للمتحدث ذاته.
كما أشار الدكتور سليمان نبار، إلى أن الجزائر ستبقى وفية للشعبين الفلسطيني والصحراوي مهما حاولت قوى الضغط الاستعماري وقف مسارات إقرار تقرير المصير، إلى حين دحر المحتلين، وتحقيق آمال المضطهدين في إقامة دولهم المستقلة، بحسب ما ينص عليه القانون الدولي.
من جهته، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مولود معمري في ولاية تيزي وزو، الدكتور جلال حدادي، أن الدبلوماسية الجزائرية أدت دوراً فعالاً على مستوى منظمة الأمم المتحدة، ودافعت بلا هوادة عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، على غرار القضية الفلسطينية وشرعية شعبها في استعادة أراضيه المحتلة، وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال الدكتور جلال حدادي، في حديثه لـ«الشعب”، إن نشاط الجزائر الدؤوب في مجلس الأمن الدولي، أسند القضية الفلسطينية بقوة، وأسهم في التعريف بنضال شعبها، وأحقيته في الاعتراف بدولته داخل هيئة الأمم المتحدة، وهذا بالاحتكام إلى جملة من الثوابت التاريخية التي ظلت ديدن الدبلوماسية الجزائرية منذ الاستقلال سنة 1962، على غرار التضامن مع الشعوب المكافحة من أجل التحرر ونيل الاستقلال.
ولفت حدادي إلى أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في العالم التي ضغطت ونجحت في استصدار قرار لوقف إطلاق النار بقطاع غزة في الخامس والعشرين من مارس 2024م، من خلال اعتماد القرار رقم 2728، الذي بادرت به لكونها ممثلا عن الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
وقد حال بلد الشهداء، بتأثيره الدبلوماسي بالغ الأثر، وعلاقاته الوثيقة مع الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، دون نقض هذا القرار بحق الفيتو، وحظي بتأييد 14 عضوا، وامتناع واشنطن عن التصويت، حيث أدان بوضوح ولأول مرة جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، وألزمه بوقف فوري للأعمال الحربية، وإدخال المساعدات وتسهيل وصولها إلى الغزاويين، بحسب ذات المتحدث.