يضخّ القطاع الفلاحي الجزائري سنوياً كميات هائلة من المنتجات النباتية والحيوانية بالأسواق الوطنية، محققاً الاكتفاء الذّاتي في عديد المحاصيل الزراعية الاستهلاكية مثل الخضروات بكل أصنافها، حيث بلغ ناتجه الداخلي الإجمالي الخام 37 مليار دولار في سنة 2024.
أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال ترؤس اجتماع لمجلس الوزراء أمس الأول، تناول عرضاً خاصاً بموسم الحصاد والدرس 2025، بالعمل والحرص الصارمين من أجل تحقيق نتائج أعلى في موسم الحصاد الحالي تفوق القيمة المسجلة في موسم 2024، على أن يتم عقد اجتماع دقيق نهاية العملية لتقييم النتائج المحصل عليها والمجهودات المبذولة من قبل الفلاحين وإطارات القطاع.
ووجه رئيس الجمهورية، بإعادة تجديد وضبط أكبر للهيكل التنظيمي بغية تنفيذ مخططات القطاع الفلاحي، وبأن يشمل هذا الضبط مختلف المديريات الفرعية، مع إبراز أصحاب المجهودات الميدانية الحقيقية لا أصحاب الاستعراض الفخري.
وفي هذا الشأن، قال الأستاذ بالمدرسة العليا للفلاحة الصحراوية بالوادي، البروفيسور سفيان سقاي، إن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، جعل قطاع الفلاحة أولوية قصوى، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في الأمد القريب، باعتبارهما ركيزة أساسية لاستقلالية القرار وحماية السيادة الوطنية.
وأكد البروفيسور سقاي، في تصريح لـ«الشعب”، أن عملية الحصاد والدرس لصيف 2025 في الجزائر، تشهد ديناميكية متزايدة، عكست التوجه الجديد الذي تبنته الدولة من أجل تحقيق الأمن الغذائي الوطني وتعزيز الإنتاج المحلي.
وأوضح سقاي، أن نمو القطاع الفلاحي في السنوات الأخيرة، جاء في سياق توجيهات صارمة من قبل رئيس الجمهورية، الذي دعا في مناسبات عديدة إلى مضاعفة الجهود والعمل الميداني لتحقيق نتائج أفضل بمختلف المنتجات الزراعية، خاصة المحاصيل محل استيراد من الأسواق الخارجية كالقمح بنوعيه الصلب واللّين.
وتميزّت حملة الحصاد والدرس لهذا الموسم - وفقا للمتحدث - بتعبئة شاملة لمختلف الفاعلين في القطاع، من فلاحين وإطارات وإدارات محلية، حيث تم تسخير الوسائل التقنية واللوجستية الضرورية لضمان سير العملية في ظروف جيدة، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تعرفها البلاد. وسُجل تحسن ملحوظ في آليات التنظيم والتنسيق، ما انعكس إيجاباً على المردودية الإنتاجية في عدد من ولايات الإنتاج الكبرى على غرار سطيف، قالمة، البويرة، بجاية، تيارت، أدرار، ورقلة والوادي.
وثمّن سقاي توجيهات رئيس الجمهورية، القاضية بعقد اجتماع تقييمي دقيق فور انتهاء الحصاد، لتقييم النتائج المحققة وتثمين المجهودات الحقيقية في الميدان، معتبرا إياها خطوة معزّزة للأداء، من شأنها إقصاء كل أشكال التسيير العشوائي والشكلي. كما أن التأكيد على ضرورة إعادة هيكلة الهيئات التنظيمية في القطاع الفلاحي، لا سيما على مستوى المديريات الفرعية، يضمن نجاعة أكبر في تنفيذ المخططات الوطنية للفلاحة، وبلوغ الغايات الغذائية المستدامة.
حصيلة موسم الحصاد والدرس لصيف 2025، تعدّ حتى الآن مشجعة في العديد من أقاليم الوطن الكبير، مع تسجيل زيادة معتبرة في حجم الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يبرز أهمية التسيير الفعّال والتخطيط المسبق، ويؤكد أن الاستثمار في القدرات البشرية والميدانية هو السبيل الأنجع لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي في الجزائر، يقول البروفيسور سفيان سقاي.