فرصة لتكوين الإطارات واكتساب تقنيات وفنيات تسيير أسوأ الكوارث
انطلقت، أمس من ولاية سكيكدة، مناورة ميدانية تحاكي حرائق للغابات، هي الأولى من نوعها من حيث حجم الخطورة والتعقيد، تم تجسيد وقائعها بين جبال سكيكدة وجيجل، وذلك تحت إشراف المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف.
تفقد العقيد بوغلاف، خلال اليوم الأول من التمرين، العتاد والتعداد المشارك في التدخل، المتمثل في الأرتال المتنقلة والمفارز الجهوية المشاركة في التمرين بالإضافة إلى مواقع إجراء المناورات ومختلف مراكز القيادة التي تسهر على سير التمارين بسكيكدة، كما عاين مختلف مراكز العملياتية المكلفة بسير التمارين، بالإضافة إلى مركز القيادة المركزي الذي يشرف على التنسيق بين مختلف مراكز القيادة بولايتي سكيكدة وجيجل، بتفعيل مخطط تنظيم النجدة الولائي.
وبتوجيهات دقيقة، أخذ من خلالها أصغر التفاصيل الكفيلة في تسيير كارثة حرائق الغابات على أعلى مستوى، أبرز مدير التنظيم وتنسيق العمليات العقيد خليفة مولاي، فن التحكم، فبأعالي جبال دائرة أولاد عطية ولاية سكيكدة، ذات الغطاء النباتي الشاسع المركب من أشجار الفلين، البلوط والصنوبر البحري المتميزة بخاصية سريعة الالتهاب، مقادير يعتبرها أهل الاختصاص بمكونات الكارثة الحقيقية، والتي يضاف إليها التواجد السكاني الكبير وسط الغطاء النباتي الكثيف، وهذه كلها معطيات منحتها الأولوية لتكون ميدانا يحاكي به رجال الحماية المدنية، أصعب السناريوهات المتعلقة بحرائق الغابات، وقد تكون المحاكاة الأكثر تعقيدا وتداخلا على الإطلاق.
وشكل تجسيد المناورة افتراضيا على أرض الواقع فرصة لتكوين إطارات ورجال الحماية المدنية، لاكتساب تقنيات وفنيات تسيير أسوأ الكوارث، في ظروف متحكم فيها مع الأخذ بعين الاعتبار كل التوقعات التي قد تصاحب نشوب حرائق بمنطقة سكانية تلتصق جدرانها بالغطاء النباتي.
وفي إطار التحضيرات المتعلقة بالتمرين الميداني لمحاكاة مكافحة حرائق الغابات بولايتي سكيكدة وجيجل، أولى المدير العام للحماية المدنية العقيد بوغلاف بوعلام، اهتماما خاصا بتعزيز التنسيق المشترك بين فريقي القيادة والمتدخلين، لاسيما على مستوى مركز القيادة العملياتي للتنسيق PCOC ومركز القيادة المركزي . PCC
وتُعدّ هذه المرحلة التحضيرية، رغم طابعها النظري، محطة استراتيجية أساسية، تهدف إلى وضع المتدخلين في سياق وضعية افتراضية لإدارة وتسيير كارثة طبيعية، في ظروف تحاكي الواقع قدر الإمكان، قصد تقييم فعالية منظومات التسيير المعتمدة من حيث جمع المعلومات، تحليل المعلومات، التواصل العملياتي، ترتيب الأولويات، واتخاذ القرار.
ويتم تنظيم تمرين على الطاولة حول كيفية التعامل مع اندلاع حريق غابي واسع النطاق، بكل من ولاية سكيكدة وجيجل تحت إشراف فريق التنشيط DERANIM، الذي يتولى تسيير مجريات السيناريو، من خلال تقديم مُدخلات تدريجية Injects، تمثل تطورات متتابعة للحالة الطارئة، على غرار: اندلاع حرائق متعددة، ظروف مناخية معقدة، انقطاعات في الاتصال، أو تحركات سكانية مفاجئة.
هذا التمرين يتم تنفيذه على منصة رقمية خاصة للحماية المدنية خاصة بتسيير الكوارث والأحداث الهامة، جمع المعلومات، أرشفة المعلومات.
وتُكلف خلايا التسيير على مستوى مركز القيادة العملياتي للتنسيق ومركز القيادة المركزي، لكل من سكيكدة وجيجل، بالتعامل مع هذه المعطيات بشكل منظم ومنسق، من خلال تحليل تأثيراتها الميدانية، وتقدير الاحتياجات العملياتية، واقتراح قرارات مناسبة يتم توجيهها إلى فرق التدخل في الميدان.
ويُفترض أن تستجيب هذه القرارات بفعالية لتطور الوضع، من خلال إطلاق الإنذارات، وتنسيق عمليات الإنقاذ، وتوجيه الفرق المتقدمة إلى مناطق التدخل، وإخماد بؤر الحريق، إلى جانب حماية السكان والمرافق الحساسة.
وعلاوة على تقييم الجاهزية العملياتية، يهدف هذا التمرين إلى تدعيم الانسجام بين مختلف مستويات القيادة، واكتشاف النقائص في مسارات اتخاذ القرار، وتحسين التكامل المؤسساتي، بما ينسجم مع مقاربة شاملة، استباقية وفعالة لإدارة المخاطر الكبرى، وفقًا للتوجهات الاستراتيجية في مجال الوقاية من الكوارث الطبيعية والتعامل معها.