تمرين تطبيقي بإشراف من الأمين العام للداخلية والمدير العام للحماية المدنية

الفرقة الجوية لإخمــاد الحرائق.. جاهـزية وفـاعليــة

آسيا مني

جامع: ضمان أمن المواطنين وإجلائهم أولويــة السلطات العموميـة

 في الوقت الذي تشهد فيه السواحل الجزائرية، حركة سياحية للمصطافين، تعمل عناصر الحماية المدنية في تأهّب تام على كل الجبهات لمجابهة كوارث الصيف وضمان أمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم، عبر تنظيم مناورات افتراضية ميدانية، تحاكي كوارث طبيعية متوقّعة، يتم عبرها ضبط معاير التحكّم السريع والناجع في الأخطار الكبرى.

بتكليف من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، أشرف الأمين العام لوزارة الداخلية محمود جامع، رفقة المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، على فعاليات مناورة ميدانية تحاكي إخماد حرائق بمنطقة غابية يتوسّطها تجمّع سكني هام بين جبال ولايتي سكيكدة وجيجل، وبالضبط بدائرة أولاد عطية بولاية سكيكدة وأعالي بلدية الميلية بولاية جيجل.
وأكّد الأمين العام حرص السلطات العليا للبلاد على ضمان أمن المواطنين وأولوية إجلائهم خلال تسجيل حرائق وحماية الغطاء النباتي، حيث تحرص القطاعات المعنية على تنفيذ مخطّط النجدة بتنفيذ تمارين افتراضية لتحديد جاهزيتها، مشيرا أنّ المناورة الافتراضية التي تم محاكاتها على مستوى ولايتي جيجل وسكيكدة، عرفت تجنيد عدة وسائل برية وجوية، بمشاركة وزارة الدفاع الوطني، قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، حيث تم تجنيد 600 عون وإطار حماية لأجلها.
وقد تم تدعيمهم بمختلف الوسائل المادية، بهدف التمرين ومعرفة جاهزية الموارد البشرية وتكوينهم ميدانيا، حتى يكونوا في أتم الجاهزية لأي خطر حقيقي.
وجاء تنظيم المناورة لتعزيز تنسيق بين مختلف المتدخلين في الميدان، بالإضافة إلى التنسيق بين آليات التدخّل البرية والجوية والتنسيق فيما بينها، بما في ذلك الوحدات الجوية للجيش الوطني الشعبي، عبر مراكز القيادة الجوية تحت إشراف ضباط مكونّين في المجال، مهمتهم تحديد نقاط الإشتعال، وضبط اتجاه الرياح وإبراز أماكن التعبئة، التزويد بالمياه، ونقاط قذف المياه في عمليات الإخماد.
وتأتي هذه العملية في إطار تدعيم الجهاز الوطني للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، حيث حرصت المديرية العامة للحماية المدنية على تجسيد تمرين مناورة ميدانية هامة واسعة النطاق، تشمل مشاركة الوسائل التدخلية البرية، وكذا الوسائل الجوية الخاصة بمكافحة الحرائق، بهدف اختبار مدى الإستجابة السريعة وردة الفعل، إلى جانب التنسيق بين مختلف الفاعلين للقطاعات المعنية، وكذا مدى نجاعة الإمكانات المسخّرة التي تم تجنيدها لمجابهة حرائق الغابات، لا سيما خلال فترات عالية الخطورة وعلى رأسها السرب الجوي المجنّد لإخماد حرائق الغابات.
هذه المناورة التطبيقية التي جرت فعاليتها على مستوى بلدية أولاد عطية بولاية سكيكدة وبلدية الميلية بولاية جيجل، عرفت تجنيد وتسخير الموارد والإمكانات الهامة من مختلف الجهات الفاعلة للعديد من الهيئات الوطنية منها، الوحدات المتخصّصة التابعة للمديرية العامة للحماية المدنية، الجيش الوطني الشعبي، الدرك الوطني، الأمن الوطني، المديرية العامة للغابات والسلطات المحلية.
وتضمّن سيناريو محاكاة واسعة النطاق لاندلاع حريق بمنطقة غابية، مع التجنيد الفوري والسريع للوسائل التدخلية البرية (شاحنات التدخل، شاحنات الصهاريج من الوحدات العملياتية، الأرتال المتنقلة، إمكانات مفارز الدعم الجهوية الخاصة بمكافحة الحرائق)، بالإضافة للإمكانات الجوية من (طائرات بدون طيار، طائرات الهليكوبتر، طائرات قاذفة المياه صغيرة وكبيرة الحجم)، مصحوبة بمهام استطلاعية للتعرّف والمراقبة.
وحرص التمرين بالدرجة الأولى على تأمين المناطق السكنية والمناطق المعرّضة لخطر انتشار الحريق، وكذا عمليات إخماد المواقد المندلعة، حيث تهدف المديرية العامة للحماية المدنية من خلاله إلى تقييم قدرة مختلف الجهات المعنية على الإستجابة السريعة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الفرق المتخصّصة المسخّرة سواء البرية أو الجوية، ممّا يسمح أن تكون استجابة سريعة وفعالة في الأزمات المعقدة.
وفي المقابل يتم اختبار فعالية استخدام المنصات الرقمية المُطورة لتحسين إدارة تسيير عمليات مكافحة حرائق الغابات، واختبار فعالية سلسلة القيادة، بما في ذلك تنصيب مركز قيادة جوي لعمليات التدخّل الجوية، اختبار آليات الإنذار المبكّر والاتصال واتخاذ القرار في الأزمات، مع تحسين التنسيق بين مختلف الجهات والفاعلين بإدارة الأخطار المتعلّقة بحرائق الغابات.
وتُؤكّد المديرية العامة للحماية المدنية أنّ مكافحة حرائق الغابات مهمة وطنية تستدعي تضافر جهود الجميع، وتُهيب بالمواطنين الالتزام بإرشادات الوقاية والإبلاغ السريع عن أي حرائق، بالإضافة إلى المساهمة في التعاون الفعّال مع مصالح الحماية المدنية في حالات الطوارئ، تحت شعار «حماية غاباتنا مسؤولية الجميع».
هذا وكان قد أشرف الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، محمود جامع رفقة المدير العام العقيد بوعلام بوغلاف وبحضور المدير العام للغابات ووالي الولاية، على وضع المركز المتقدم للحماية المدنية بالزيتونة حيّز الخدمة، والذي أطلق عليه اسم الشهيد مصيبح رابح، تعزيزًا للتغطية العملياتية وضمان التدخل السريع في مختلف الحالات الطارئة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025
العدد 19802

العدد 19802

السبت 21 جوان 2025
العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025