منصّات تدريب نظري وتطبيقي لتلبية الإحتياجات الصناعية
أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، أمس، مواصلة المضي في تعزيز جودة التكوين وترقية مجالات التميّز داخل مؤسّسات التعليم العالي، وتحسين التفاعل والتكامل بين محاور التكوين والبحث في إطار من التعاون بين المدرسة والمؤسّسة الاقتصادية، حيث انخرطت المدرسة العليا لعلوم الأغذية والصناعات الغذائية الزراعية مع المقاربات الجديدة التي وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال إنشاء منصات تقنية معيارية، بهدف هذه البنى التحتية إلى دعم التكوين التطبيقي للطلبة المهندسين، ومواكبة احتياجات المؤسّسات الاقتصادية.
وأوضح بداري، على هامش زيارة عمل قادته إلى المدرسة العليا لعلوم الأغذية والصناعات الغذائية الزراعية بواد السمار، أنّ الجامعة الجزائرية خرجت من أسوارها وأصبحت مؤسّسة اجتماعية واقتصادية تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، الذي يسعى لبناء اقتصاد وطني قائم على الفكر والمعرفة، وهو ما يترجم التوجّه الجديد للمدرسة العليا لعلوم الأغذية والصناعات الغذائية الزراعية، بحيث أن 22 مجموعة من الطلبة ستؤسّس لمؤسّساتهم المصغّرة وأربعة 04 مؤسّسات ناشئة، ما يجعل المدرسة مؤثرة في محيطها المحلي وخلّاقة لقيمة مضافة من أجل غذاء جزائري وطني محظ وسيادة غذائية.
وحسب الوزير، فإنه بهذا التوجّه تكون الجامعة قد أصبحت تلبي متطلبات المجتمع انطلاقا من المؤشّرات المسجّلة، حيث ستستحدث هذه المدرسة العليا حتى نهاية السنة الجارية أكثر من 30 مؤسسة بين مصغّرة وناشئة، خاصة وأنه تم تجهيزها بعدة منصات تجريبية، من بينها، منصة الحليب ومشتقاته، منصة للتركيبات الغذائية، منصة للتحاليل الحسية.
وتشكّل هذه المنصات أدوات أساسية تدمج التعليم النظري والعملي والبحث التطبيقي والإبتكار والتدريب المستمر والدعم الصناعي، بحيث توفّر للطلاب إطارا تعليميا صارما ومتعدّد التخصّصات وتكنولوجيا، ممّا يهيّئهم بشكل فعال لمهن الصياغة والتحليل الحسي، ناهيك عن تعزيز هذه المنصات تدريب المهنيّين من خلال تلبية الإحتياجات الصناعية والتنظيمية والإبتكارية، ممّا يعزّز سرعة اكتساب المهارات والقدرة التنافسية للصناعات الغذائية، من خلال تحسين إتقان الخصائص الحسية للأغذية.
وفي إطار الآلية التي وضعتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدعم روح المبادرة المقاولاتية داخل الجامعة وتشجيع إنشاء المؤسّسات المصغّرة، انخرطت المدرسة من خلال مختلف هياكلها، ولا سيما حاضنتها، في مرافقة حاملي المشاريع الإبتكارية. ومن بين هذه المشاريع، توصّل مشروعان إلى إجراءات الحماية الملكية الفكرية، أحدهما تمثل في إبداع براءة اختراع لمكمّل غذائي غني بالحديد على شكل «علكة»، والآخر يتعلّق بتسجيل تطبيق رقمي لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف (ONDA)، بهدف إلى توجيه المستهلكين في اختياراتهم الغذائية.
من جهة أخرى، تفقد بداري منصة الحليب ومشتقاته وحدة تجريبية مصغّرة مزّودة بإمكانات للبسترة والخلط، كما زار مركز تطوير ريادة الأعمال.