عارضــون: فرصــة لا تعــوّض لتعزيـــز الحضــور الإقليمــي والدولـي وتوسيـع شبكـات الأعمــال
في أروقة قصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، بعث معرض الجزائر الدولي في نسخته 56 حيوية لافتة وحركية كبيرة، تتجاوز مجرد عرض المنتجات والخدمات، لتتحول إلى ساحة مفتوحة لبناء جسور تعاون وعقد شراكات استراتيجية بين مختلف المؤسسات الجزائرية والأجنبية المشاركة في المعرض، الذي التأمت فيه عشرات الوفود الاقتصادية من مختلف دول العالم، وشكل هذا الحدث الاقتصادي واجهة حقيقية للتحوّل الاقتصادي الذي تشهده بلادنا..
وفي استطلاع ميداني أجريناه على هامش المعرض، أكد عدد من المشاركين أن الحدث يمثل فرصة سانحة لا تعوض لتعزيز الحضور الإقليمي والدولي، وتوسيع شبكات الأعمال نحو مختلف مناطق العالم، على غرار السوق الإفريقية والجزائرية التي تشهد تحولا كبيرا بعد بروز فاعلين يطمحون لتوسيع دائرة الشراكات خارج حدود البلاد بغية إيصال المنتج الوطني إلى قارات العالم.
الخبرة الجزائرية لتعزيز التحوّل الرقمي
من بين المشاركين في المعرض، برزت الشركة الموريتانية Smart MS SA، المختصة في الرقمنة والأمن السيبراني، ممثلة في محمد إبراهيم تو الذي أكد أن مشاركة المؤسسة في هذا الحدث الاقتصادي الهام، تهدف إلى تعزيز الحضور الإقليمي والدولي، مع التركيز على بناء شراكات استراتيجية مع الشركات الجزائرية والمؤسسات الأجنبية».
وأضاف في تصريح لـ»الشعب» أن مؤسسته تعرض مشاريع ابتكارية في مجال التحوّل الرقمي، ونبحث عن فرص شراكة تساهم في تطوير الاقتصاد الرقمي في موريتانيا وعلى مستوى القارة الإفريقية.
الأشقـاء التونسيـــون..آفـــاق جديـدة
من جانبه، صرح محمد يحيى، المسؤول التجاري بشركة PASTIS من الجارة تونس المتخصصة في المنتجات النصف جلدية، أو «السكاي» أن الهدف من المشاركة في معرض الجزائر الدولي هو فتح آفاق جديدة بعد النجاح في تصدير منتجاتهم إلى كل من فرنسا وإيطاليا، مشيرا إلى وجود احتكاك مع سلطنة عمان بغية تحقيق هدف مؤسستهم خلال فعاليات المعرض.
وحول الشراكات مع المؤسسات الجزائرية أبرز محدثنا أنهم يتطلعون لدخول السوق الجزائرية، من خلال عقد شراكات مع فاعلين اقتصاديين جزائريين بقوة، في إطار توسيع حضورهم في إفريقيا بمنتجات ذات جودة».
صناعــة وطنــيــة بطمــوح عالمـي
أما بورزاق ياسين، ممثل مجمع MAXIPOWER، أكد أن أكثر من 50% من منتجات المجمع تصنع في الجزائر، وتشمل المواد الكهرومنزلية، الإعلام الآلي، والأثاث. كما شدّد أن مؤسسته تقوم بتجميع منتجاتها محليا، في انتظار تأهيل اليد العاملة بغية إنتاج القطع داخل المؤسسة.
وأشار ممثل الشركة «نسعى من خلال مشاركتنا إلى عرض منتجاتنا للمستهلك الجزائري والتقرب من موزعين محليين، ونعمل على بناء شراكات للتصدير نحو إفريقيا، لا سيما في مجالات مثل الأثاث المكتبي والمنزلي، والمكيفات الهوائية التلفزة والإعلام الآلي.»
أما شركة BCR، مؤسسة اقتصادية عمومية المختصة في منتجات» إينوكس»، المشاركة في المعرض فقد أكد ممثلها حمامجي عمر أن الشركة تملك فرعين في برج منايل وسطيف، المتخصصين في أدوات «الإينوكس»، الفضة، الأحواض، والحنفيات.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الهدف من المشاركة هو التعريف بالمنتجات الوطنية وتكريس سياسة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في التوجه بقوة نحو التصدير، في إطار ترقية الصادرات خارج قطاع المحروقات والتطلع إلى أسواق عربية وأفريقية، من خلال عقد لقاءات مع شركاء أجانب، على غرار ضيف شرف هذه الطبعة الممثلة في سلطنة عمان.»
شبـــاب يبحــث عــن مـدّ جســـور التعــــاون
كما عرف المعرض حضور مختلف الشركات الخاصة التي لم تشارك في فعاليات هذا المعرض، في محاولة منها للتقرب من العارضين والفاعلين الاقتصاديين من مختلف الدول بغية الاحتكاك وربط جسور من أجل الترويج لمؤسساتهم وربط شراكات مع فاعلين اقتصاديين جزائريين وأجانب. حسب ما وقفت عليه «الشعب».
وكان أبرز تلك الشركات أصحابها شباب طموح يرغب في الحصول على فرص اقتصادية واستثمارية خلال فعاليات هذا المعرض.
منصّة حقيقية للشراكات
وقد لاحظت «الشعب» خلال جولتها والاحتكاك مع فاعلين ومشاركين جزائريين، عرب أو أجانب، أن معرض الجزائر لم يعد مجرد فضاء للعرض التجاري، بل تحول إلى منصة عملية لعقد الشراكات، وتبادل الخبرات، واستكشاف فرص واعدة في السوق الإفريقية والدولية.