مؤسسـات “السليل” تصنع الحـدث في معـرض الجزائر الـدولي..

الصناعة العسكرية الجزائرية.. مفتاح الأمن وركيـزة التنميـة

قصر المعارض: هيام لعيون

 عرض خريطة ورقية لمينـاء جـن جـن.. الخرائـط الرقمية سبتمبر المقبل

المـلازم الأول مصبـــاح لـ “الشعــب”: الهيئة الوحيـدة المؤهلة لإنتــاج الخرائــط وتوزيعهـا علـى المستـوى الوطنــي

 تقديم النشرات الجوية للقوات البحرية مـن خــلال مكتــب أرصــاد جويــة خـــاص

 النقيب أبو أحمد أيوب: إنتاج اللوحـات الإلكترونيــة لفائــدة المــدارس ضمـــن الأولويــات

 النقيب ضيف: إنتـــاج أجهــزة إلكــترو-ميكانيكيـة مثــل المحطـات الشمسيـــة ومضـادات الصواعـق والمولدات الكهربائية 

النقيب بعداش: عقد اتفاقيات مع شركات مدنية مثل شركات الصيد والحراسة وكاميرات الطرقات والمطارات

في الطبعة 56 لمعرض الجزائر الدولي، المقام في قصر المعارض بالصنوبر البحري، بالجزائر العاصمة، برزت المؤسسات العسكرية، بروزا جعل الزوار يتدافعون على جناح وزارة الدفاع الوطني، للاطلاع على الأسلحة الجزائرية الصنع، وآخر تطورات الصناعة العسكرية التي عرضتها مؤسّسات متخصّصة في مجالات مختلفة، حيث تم تسليط الضوء على مشاريع مؤسّسات الجيش الوطني الشعبي ومنتجاتها ومهامها الحيوية في مجالات متعدّدة، من الطوبوغرافيا البحرية إلى صناعة الذخيرة وصيانة الأنظمة البصرية والاتصالات الإلكترونية.

جسّدت المؤسّسات العسكرية، بحضورها ضمن فعاليات هذا الحدث الاقتصادي الهام، مسعى الدولة نحو تكامل المنظومة العسكرية مع الرؤية الاقتصادية للبلاد، حيث عرضت مشاريع تُسهم فعلا في الرقي باقتصاد البلاد، كما تُسهم في النهضة التنموية غير المسبوقة، معتمدة - بالدرجة الأولى - على  الكفاءات الجزائرية.

خريطــة رقميـة

 وصرّح الملازم الأول مصباح نور الدين، رئيس فصيلة الطوبوغرافية التابعة للمصلحة الهيدروغرافية للقوات البحرية، بزرالدة  لـ«الشّعب” أنّ هذه المصلحة تُعد الهيئة الوحيدة المؤهّلة لإنتاج الخرائط وتوزيعها على المستوى الوطني، وذلك من أجل ضمان سلامة وأمن الملاحة البحرية، وأوضح أنّ “الهدف من مشاركتنا في هذا المعرض هو التعريف بأهمية الخرائط البحرية في ضمان سلامة وأمن الملاحة، وإبراز الدور الذي تؤديه المصلحة في هذا الجانب”.
وأشار محدثنا إلى أنّ “الجديد خلال هذه الطبعة من معرض الجزائر الدولي هو إصدار خريطة ميناء جن جن، بالنظر إلى أهميته الاقتصادية الكبيرة بالنسبة للبلاد”، وهنا تبرز أهمية التكامل بين مختلف المؤسّسات الوطنية العسكرية والمدنية، في إطار ترقية الاقتصاد الوطني، علما أنّ أشغال توسعة ميناء جن جن بولاية جيجل شرق البلاد، وفق تعليمات الرئيس عبد المجيد تبون، تدخل في إطار تعزيز التجارة الخارجية للجزائر، وتحسين القدرة الاستيعابية للميناء، وخفض التكاليف اللوجستية، حيث يدخل هذا المشروع ضمن رؤية الرئيس عبد المجيد تبون، لتطوير البنية التحتية البحرية، وجعلها مركزا لوجستيا إقليميا.
وأضاف الملازم الأول مصباح، أنّ المصلحة “بصدد تسويق الخرائط بالصيغة الرقمية على الصعيد الوطني والدولي لفائدة كافة مستخدمي البحر”، لكنه - في نفس الوقت - شدّد على أن “الخريطة الورقية تبقى إجبارية على متن كل البواخر”، كما كشف أن هناك نقطة بيع للخرائط على مستوى قصر المعارض، خلال المعرض الدولي الحالي، حيث يمكن لأي شخص اقتناؤها منها، وأنه “سيتم إطلاق الخرائط الإلكترونية شهر سبتمبر المقبل، حيث ستشمل كل خرائط الساحل الجزائري”.
وقال الملازم الأول مصباح: “ضمن مهامنا أيضا، تقديم النشرات الجوية للقوات البحرية من خلال مكتب أرصاد جوية خاص، إذ نقوم بتقديم نشرات جوية يومية وخاصة، ونشرات خاصة بالسفن البحرية، يتم إرسالها إلى كافة وحدات القوات البحرية”.

دعـم لوجيستــي

  من جهته، تحدث النقيب أبو أحمد أيوب عماد الدين، وهو مهندس مطور لمحطات الفحص الأوتوماتيكي وممثل عن المؤسّسة المركزية لتجديد عتاد الإشارة، الكائن مقرّها بالحراش بالجزائر العاصمة، عن مشاركة المؤسّسة في الطبعة الحالية لمعرض الجزائر الدولي، وقال إنّ عتاد الإشارة “يُعد الحلقة الرئيسية في سلسلة الدعم التقني لمختلف قوات ووحدات الجيش الوطني الشعبي، وذلك من خلال تنفيذ مهام متعدّدة”، وتشمل هذه المهام - وفق ممثل المؤسّسة العسكرية - في “الإنتاج والتجميع بالنمط الكلي والجزئي CKD و SKD لمختلف أجهزة الإشارة، إلى جانب صيانة عداد الإشارة من الدرجة الثالثة والرابعة، تركيب أنظمة الاتصالات على متن العربات، ونمذجة الدارات المطبوعة، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات في مجال الصناعة الإلكترونية”.
وبخصوص التوجيهات الأخيرة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بالإسهام في إنتاج اللوحات الإلكترونية لفائدة وزارة التربية، أكّد المتحدث قائلا: “طبقا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، ستباشر مؤسّستنا دراسة أولية لهذا المشروع، لتلبية الاحتياجات الوطنية”. وفيما يتعلق بالمنتجات الجديدة، قال النقيب: “هناك محطات حسابات جديدة، بالإضافة إلى سرفرة، وأجهزة كمبيوتر محمولة ومكتبية، وعدة أجهزة عسكرية منها، وحدة دمج الراديو، وحدة دمج الأجهزة التفاضلية، بالإضافة الى الموجه التكتيكي”.

صناعـة الذخــيرة

 من جانبه، أكّد النقيب ضيف ربيع، ممثل مؤسّسة الأجهزة الصناعية بسريانة بولاية باتنة لـ«الشّعب”، أنّ مشاركة المؤسّسة “تهدف إلى التعريف بالمنتجات في المقام الأول”، وأضاف: “المهمة الأساسية لمؤسّستنا هي إنتاج الذخيرة صغيرة العيار، إلى جانب بعض المنتجات العسكرية الأخرى مثل القنابل اليدوية والألغام المضادة للدبابات”، وتابع: “كما نقوم بجمع أدوات إنتاج قطع الغيار الموجهة لسلاسل إنتاج الذخيرة يتم صنعها وتجهيزها داخل مؤسّستنا”.
وفيما يخص باقي المنتجات، أوضح ضيف ربيع قائلا: “نقوم أيضا بتجهيز حقول الرمي سواء لفائدة الجيش الوطني الشعبي أو السلطات الأمنية الأخرى مثل الجمارك والشرطة، وتشمل هذه الحقول، حقول رمي داخلية مجهّزة بأنظمة سواء كانت تقليدية المتمثلة في (دارئات ساقطة أو متحركة ومعلقة أو في الأنظمة الحديثة تشمل دارئات نظام تحديد مواقع القاذفة سواء عبر الكاميرا الحرارية أو الليزر”.
أشار محدثنا إلى أن المؤسّسة تنتج الأجهزة الإكترو-ميكانيكية مثل المحطات الشمسية والمحطات الشمسية الهجينة، إضافة إلى مضادات الصواعق والمولدات الكهربائية.
وبشأن المشاريع قيد الإنجاز، أشار إلى أنّ المؤسّسة تعمل حاليا على تطوير”قنابل دخانية عيار 40 ملم، قنابل مضيئة للإشارة، قنابل خراشيط محارق الغاز موجّهة للقطاع الاقتصادي، خصوصا المجال البتروكميائي، إلى جانب خراطيش عيار 26.5 ملم، والقنابل الدخانية موجّهة خصيصا للجيش الوطني الشعبي وعناصر حفظ الأمن”.

صيانـة إلكترونيــة

 أما النقيب حسام الدين بعداش، ممثل المؤسّسة العسكرية، مؤسّسة تجديد وصيانة الأسلحة والمنظومات الإلكترونية ببوفاريك، وهي مؤسّسة ذات طابع اقتصادي، فقد استعرض مهام مؤسّسته بقوله: “نضمن صيانة وتصليح العتاد المتمثل في الأسلحة والمنظومات الإلكترونية والعتاد الطبوغرافي”. وأضاف في تصريح لـ«الشّعب”: “نقوم بصيانة وتصليح الكاميرات الحرارية والمناظير الليلية والنهارية، كما نقوم بصيانة الأسلحة ذات العيار الصغير، المتوسّط والكبير. وتهدف مؤسّستنا أيضا - يقول المتحدث - إلى عقد اتفاقيات مع شركات مدنية مثل شركات الصيد والحراسة، وكاميرات الطرقات والمطارات، وعقد شراكات في مجال الصيانة والتصليح”.
كما تشمل مهام المؤسّسة أيضا، صيانة وتصليح الأسلحة، أسلحة الصيد والحراسة، صيانة وتصليح الوسائل البصرية، الطبوغرافية والإلكترو-بصرية، وضع في الخدمة تجهيزات الاختبار والضبط للوسائل الجديدة المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة، صيانة وتصليح المنظومات الإلكترونية، بما فيها: بطاقة الأم، بطاقة التغذية، بطاقة العرض، وشاشات العرض المختلفة، المشاركة في أشغال الخبرة والتقييم للعتاد في مجال التخصّص، ناهيك عن تكوين المتربّصين والرسكلة لفائدة المستخدمين المكلفين بالمتابعة التقنية للعتاد في مجال التخصص.

عقيدة صناعيـــة دفاعيـة متكاملــة

 وتبرز تصريحات ممثلي مختلف المؤسّسات العسكرية التي وقفت عندها “الشّعب”، الدور المتزايد لمؤسّسات الجيش الوطني الشعبي في دعم الاقتصاد الوطني من جهة، وضمان الجاهزية التكنولوجية والأمنية من جهة أخرى، كما تعكس نضج الرؤية الاقتصادية الدفاعية للدولة، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، وهي رؤية تجمع بين صون السيادة الوطنية من خلال تعزيز المنتوج المحلي في كل المجالات، والاعتماد على الكفاءات الوطنية الخالصة، وذلك في إطار التأسيس لبناء مرحلة التكامل بين مختلف القطاعات الأمنية والاقتصادية والمدنية، وهو ما يعزّز رسوخ بلادنا في موقعها كقوة إقليمية تعتمد على ما تنتج في مختلف الجوانب الدفاعية الأمنية والاقتصادية، ويبقى الجيش الوطني الشعبي حصنا منيعا لأمانة الشهداء وحماية الجزائر المحروسة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025
العدد 19805

العدد 19805

الثلاثاء 24 جوان 2025
العدد 19804

العدد 19804

الإثنين 23 جوان 2025
العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025