ممثّل وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية..الرّائد نسيم رابح إكلف:

الأمن السّيبراني لضمان الموثوقية الرّقمية في السّياحة

سعاد . ب

السّياحة معنية بالتّهديدات الجديدة للأمن المعلوماتي

 أكّد المتدخّلون، أمس، في اليوم الدراسي الموسوم بـ «الابتكار الرقمي في السياحة في الجزائر: ابتكار يروّج للأصالة»، أنّ السياحة اليوم أصبحت تعتمد بشكل كبير على الأنظمة الرقمية ضمن رؤية استراتيجية شاملة ومتكاملة، غير أنّ تحديات الرقمنة تفرض تعزيز أمن المعطيات المستخدمة، خاصة مع ظهور تهديدات جديدة للأمن المعلوماتي، وسلامة السياح والشركات العاملة في هذا المجال.

 أوضح الرائد نسيم رابح إكلف، ممثّل وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، في مداخلته حول الأمن السيبراني ودعم التطور الرقمي للسياحة في الجزائر، أنّ السياحة الرقمية أصبحت جزءا لا يتجزّأ من تجربة السائح، ما يجعلها هدفا مغريا للهجمات السيبرانية التي تشمل التلاعب والاحتيال والتخريب، ولهذا يعد الأمن السيبراني أمرا جوهريا لضمان الثقة والموثوقية الرقمية في قطاع السياحة، حيث تُعالج المنصات وأنظمة المعلومات كميات ضخمة من البيانات الحساسة، يجعل القطاع من بين الأكثر استهدافا بالهجمات السيبرانية.
وحسب إكلف تتلخّص مساعي القطاع في بناء ثقة العملاء، وتحقيق امتثال للوائح والتوصيات والارشادات، ودعم استدامة الوجهات السياحية من خلال حماية البيانات والإدارة الفطنة للتدفقات السياحية ممّا يضمن نجاح التحول الرقمي في القطاع وديمومته.
ومن بين التهديدات السيبرانية التي تواجه السياحة الرقمية، انفجار الهجمات على منصات الحجز الإلكتروني، حيث يعد قطاع الحجز الإلكتروني هدفًا مغريا للمهاجمين، خاصة خلال فترات الضغط. تتطور الهجمات من اعتراض مرور البيانات إلى السيطرة على الحسابات، وتستهدف في المقام الأول ثقة المستخدم والمعلومات الشخصية والمال، لهذا يوصى بتعزيز استخدام المصادقة الثنائية (FA2)، فحص منتظم للحسابات، والفصل بين الصلاحيات، ناهيك عن التحقق من رسائل الحجز عبر الموقع أو التطبيق الرسمي، وعدم الاستجابة لروابط أو طلبات مزيفة خارج المنصة.
في المقابل، تطرّق المتحدث إلى تحدي آخر هجمات تصيد احتيالية تطلق عبر البريد الالكتروني، حيث تهدف هذه الهجمات إلى خداع الموظفين أو العملاء عبر رسائل مزيّفة، وتحتوي على روابط أو مرفقات تقود إلى صفحات «تحقّق» مزيّفة أو صفحات شبيهة تمامًا بالموقع الأصلي، مقترحا ضرورة التفحّص بعناية لعنوان البريد والروابط، وتجنب فتح أي رابط من رسالة مفاجئة، والتواصل مباشرةً مع الفرق التقنية عبر القنوات الرسمية قبل اتخاذ أي قرار.
إلى جانب تهديدات أخرى خطيرة كهجمات الفدية وتعطيل العمليات،  وهجمات الهندسة الاجتماعية والمكالمات الاحتيالية المعزّزة بالذكاء الاصطناعي، والتي من أعقد وأخطر التهديدات السيبرانية، لأنها تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والضغط النفسي، ناهيك عن استهداف الأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء وسلاسل التوريد الذكية.
وحسب ممثل وكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، فإنّ هذه التهديدات السيبرانية لها انعكاسات وخيمة على السياحة، أهمها فقدان ثقة السائح في الأنظمة المعلوماتية المتاحة كمنصات الحجز الإلكتروني، خسائر مالية للشركات السياحية نتيجة تعويضات أو تراجع الإقبال، مشاكل قانونية بسبب انتهاك قوانين حماية البيانات، بالإضافة إلى التسبب في خلق صراع جيوسياسي في حال تعرض سياح أجانب لمكروه جراء تسريب بياناتهم الحساسة.
وعن كيفية تصدي القطاع لهذه التهديدات، قدّم إكلف جملة من المقترحات من بينها تدريب الموظفين على كشف الرسائل والمكالمات الاحتيالية وتوعية السياح والمسافرين حول الأمن السيبراني، تقليل الثقة الافتراضية باعتماد الثقة صفر، والتحقق القوي من الهوية والمصادقة ذات العوامل المتعددة، تحديث الأنظمة باستمرار وانتظام مع إزالة الأنظمة الضعيفة، وضرورة تبني نُهج احترافية للطوارئ بوضع خطط استجابة سريعة، نسخ احتياطية دورية، الاستعداد المسبق عبر خطط استجابة سريعة للحوادث السيبرانية، وصرف فائق الحذر نحو الطرف الثالث بمراجعات أمنية صارمة للمراكز الخارجية والمزودين، تحميل التطبيقات من مصادر موثوقة فقط، مراجعة أمن سلسلة التوريد والتحقق من مزودي الخدمات البرمجية.


31 بوّابة إلكترونية لتسويق السّياحة والصّناعـة التّقليـديـة

 من جهتها استعرضت مديرة المنظومات الإعلامية والإحصائيات بوزارة السياحة، خضراء فنينش، الإنجازات الرئيسية لرقمنة قطاع السياحة والمتمثلة في تطوير منصات رقمية متكاملة للخدمات الإدارية، وإطلاق 31 بوابة إلكترونية والتسويق للسياحة والصناعة التقليدية، إضافة الى تعزيز الدفع الالكتروني في القطاع، ورقمنة تسيير المؤسسات السياحية والفندقية.
وبخصوص التحديات المستقبلية، أشارت فنينش إلى أهمية تعزيز الأمن المعلوماتي وحماية البيانات، وتعميم الدفع الإلكتروني بشكل كامل، مع مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، وتعزيز تنافسية القطاع وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ناهيك عن التركيز على الاستدامة والابتكار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025