نشر أرتال عملياتية لتأمين حملة الحصاد من الحرائق..العقيد بوغلاف:

الحمايـة المدنيــة شريك فعّال في تحقيق الأمن الغذائـي

مبعوثة “الشعب”: آسيا مني

تدخّلات سريعة  ومساهمة فعّالة في حماية المحاصيل

تنصيب أجهزة أمنية متنقلة ترافق عمليـات الحصـاد في المساحــات الشاسعـة

 شدّد المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، على مواكبة مساعي تحقيق الأمن الغذائي من طرف السلطات العليا في البلاد، من خلال وضع كل الوسائل الضرورية الخاصة بمرافقة وحماية عملية الحصاد وضمان تمركز الأرتال المتنقلة بالقرب من المحيطات الزراعية الكبرى، في خطوة من شأنها الرفع من كفاءة مواجهة ظاهرة حرائق المحاصيل والتقليل من آثارها السلبية وحماية الثروة الزراعية التي تعرف ارتفاعا في الإنتاج، نتيجة دعم الجزائر المنتصرة المتواصل للقطاع الأخضر.

  من وسط حقول ولايات شرق البلاد المعروفة بمحاصيلها الزراعية، المنتجة للذهب الأصفر “القمح الصلب”، يواصل المدير العام للحماية المدنية زيارة التفتيش والتفقّد، حيث وقف أمس، بكل من ولاية خنشلة، أم البواقي وقسنطينة، على الظروف التي ترافق تأمين الفرق العملياتية لجهاز الحماية المدنية، السّاهرة على حماية المحاصيل خلال عمليات الدرس والحصاد من خطر الحرائق.  
وتأتي الزيارة في ضوء النمو الكبير الحاصل في قطاع الفلاحة وصعود مؤشّراته وأرقام حصاده تباعا خلال السنوات الخمس الأخيرة، بفضل إصلاحات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حيث كان لازما على سلك الحماية المدنية الإنخراط أكثر في هذا المسعى.

حمــلات تحسيسيــة وتوعويـة

 وقد شرعت مصالح الحماية المدنية في التحضير لحملة الحصاد والدرس هذا العام مبكّرا عبر كل ولايات الوطن الثماني والخمسين، بتنظيم حملات تحسيسية مسّت كل الفلاحين والفاعلين المعنيّين بعملية الجني.
ومن أجل المساهمة الفعّالة في حماية المنتوج الوطني من الحبوب، استهدفت المديرية العامة للحماية المدنية من خلال حملاتها، شريحة الفلاحين والمزارعين لتحسيسهم وتوعيتهم حول ضرورة التقيّد بالإجراءات الوقائية كاملة من أجل تفادي اندلاع الحرائق الفجائية، وما يجب القيام به أثناء وبعد الانتهاء من عملية الحصاد.
وتحليلا للإحصائيات المسجّلة خلال الخمس السنوات الأخيرة، تبيّن أنّ الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرائق تبقى مرتبطة بعدم تطبيق الإجراءات الوقائية، بحيث كانت هذه الحوادث غالبا ما تكون ناجمة عن ترك بقايا الأعشاب ومخلّفات النباتات اليابسة، وعدم صيانة العتاد خاصة الآلات المخصّصة للحصاد، إلى جانب نقص المطافئ وغياب الوعي بكيفية استخدامها الصحيح، وكذا عدم توفّر خزّانات المياه بكميات وسعات كافية، وضعف مستوى الإطلاع على القواعد الأساسية للتدخّل الأولي لأجل التحكّم في الحريق من طرف الفلاحين والمستثمرين، قبل وصول نجدة الحماية المدنية.
وتضع المديرية العامة للحماية المدنية لفائدة الفلاحين جهازا أمنيا عمليا لمرافقتهم، وذلك بوضع أجهزة أمنية جوارية أثناء حملة الحصاد والدرس، بهدف التدخّل السريع والسّيطرة على الحرائق عند بداية اندلاعها مباشرة، لتفادي وقوع خسائر في المحاصيل الزراعية، والمساهمة في الحدّ والتّقليل من الآثار الاقتصادية المترتّبة عنها، والمحافظة على المنتوج الوطني من أجل تدعيم الأمن الغذائي الوطني.

إستراتيجيــة عملياتيـة خاصـة

 وتجسيدا للبرنامج السنوي للتحسيس والتوعية، سبق وأن نظمت المديرية العامة للحماية المدنية ابتداء من 22 أفريل 2025، حملة للوقاية والتحسيس من حرائق المحاصيل الزراعية على مستوى ولايات الجنوب، على غرار أدرار، تيميمون، المنيعة، عين صالح، الوادي، بني عباس، ورقلة، غرداية، إليزي وإن قزام، أين انطلقت عملية الحصاد مبكّرا في نهاية شهر أفريل وبداية شهر ماي.
وفي الشّق العملياتي، كشفت قيادة الحماية المدنية، عن استراتيجية عملياتية خاصة تتماشى والثورة الفلاحية الحاصلة في الجزائر، بضمان تمركز العتاد والأرتال المتنقلة المختصّة في مكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، مع مضاعفة العمل الميداني لجهاز الحماية بالقرب من الحقول الزراعية.
علاوة على ذلك، جرى إعطاء الأولوية للمحيطات الفلاحية المنتجة للزراعات الكبرى، مثل القمح بنوعيه الصلب واللين والشعير، في ظل التوقّعات والمؤشّرات التي تشير إلى تحقيق حصاد زراعي ضخم جدّا للمحاصيل الاستراتيجية، إذ كان من الضروري مرافقة هذا القطاع الحيوي الذي تعوّل عليه الجزائر المنتصرة كثيرا لتحقيق الأمن الغذائي الوطني.
وعمدت مصالح الحماية المدنية في إطار مهامها الوقائية، ومساهمتها الفعّالة في حماية الأمن الغذائي، إلى مرافقة حملة الحصاد سنوياً عبر مختلف ولايات الوطن، عبر تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية واسعة النطاق موجّهة للفلاحين والسكان المجاورين للمساحات الزراعية، تحثّهم على اتخاذ جملة من التدابير الوقائية، أبرزها إنجاز أشرطة عازلة حول المحاصيل، التزوّد بصهاريج مياه خلال عمليات الحصاد، والمراقبة التقنية الدقيقة للحصادات لتفادي الشرارات التي قد تؤدي إلى نشوب حرائق، إضافة إلى تجهيز هذه الآلات بمطافئ يدوية، التي تم تسطير دورات تدريبية للفلاحين حول كيفية استعمالها.
وشملت الحملات التوعوية للمواطنين، الحثّ على ضرورة تفادي مسبّبات الحرائق، لاسيما رمي أعقاب السجائر واستعمال الألعاب النارية، خاصة خلال موسم الاحتفالات بشهادات ونجاحات نهاية السنة الدراسية، والمناسبات العائلية، لما تشكّله من خطر حقيقي على المحاصيل الزراعية القريبة منهم.
إلى ذلك، جرى تنصيب أجهزة أمنية متنقلة ترافق عمليات الحصاد في المساحات الشاسعة، بالتنسيق مع المصالح الفلاحية، ارتكز توزيعها على حجم المساحات وبعدها عن الوحدات، ممّا سمح بالتدخّل السريع وإخماد الحرائق في بداياتها، وساهم هذا الأمر بشكل ملموس في حماية الثروة الفلاحية الوطنية الكبرى من الخسائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19828

العدد 19828

الإثنين 21 جويلية 2025
العدد 19827

العدد 19827

الأحد 20 جويلية 2025
العدد 19826

العدد 19826

السبت 19 جويلية 2025
العدد 19825

العدد 19825

الخميس 17 جويلية 2025