تفعيل آليـات الاستجـابــة الإنسانيـة.. أولويـة قصوى
يؤكد أستاذ القانون العام بجامعة الجزائر-3، الدكتور موسى بودهان لـ «الشعب»، أن إعلان الأمم المتحدة المتأخر لقطاع غزة منطقة مجاعة، يعكس كارثة إنسانية خطيرة. مؤكداً أن الكيان الصهيوني يستخدم الجوع كسلاح حرب، في ظل عجز المجتمع الدولي عن فرض القانون ومحاسبته على جرائمه الممنهجة.
أوضح الدكتور موسى بودهان، في اتصال مع «الشعب»، أمس، أن إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة في قطاع غزة، جاء فقط تأكيدا لواقع الحال المفروض على القطاع منذ مدة طويلة، وأكد أن ما يحتاج إليه القطاع فعلا هو تطبيق القرارات والتفعيل الفوري للإعلان، لأنه لن يكون له معنى إذا لم يتم التحرك.
وأضاف، أنه يترتب على الإعلان من الناحية القانونية، تفعيل آليات الاستجابة الإنسانية بتقديم المساعدات الغذائية والطبية، لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، وزيادة الدعم الدولي للمنطقة المتضررة، من خلال حشد الموارد والتمويل من الدول المانحة والمنظمات الدولية، على غرار الصليب الأحمر الدولي، وكذا تنسيق الجهود بين المنظمات الدولية والحكومات والمنظمات غير الحكومية، لضمان تقديم المساعدات بشكل فعال ومنظم، مع تحديد الأولويات للاستجابة الإنسانية، مثل توفير الغذاء والماء والرعاية الصحية، لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المتضررين. وذلك كله في إطار الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، الذي ينص على حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية في حالات الطوارئ. بالمقابل، قال الدكتور بودهان، إنه يتعين على المجتمع الدولي الالتزام بالقانون وتطبيقه، سيما مع كيان ضرب عرض الحائط بميثاق الأمم المتحدة، الذي هو دستور العالم، فكيف له أن يلتزم بمجرد إعلان ما لم يصاحبه ضغط حقيقي لمنع الكارثة الإنسانية في القطاع، الذي قطع عنه الماء والغذاء والدواء والوقود منذ أشهر طويلة، حتى بات الناس يموتون جوعا، هذا إن نجوا من القصف. وأكد ضرورة أن تقوم منظمات الصليب الأحمر الدولي والأونروا وغيرها من مؤسسات الإغاثة الدولية الحكومية وغير الحكومية، بالضغط على هذا الكيان المجرم، الذي حشر نفسه في الزاوية الضيقة، ولم يبق لها هامشا للتحرك، خاصة وأنه أثبت على نفسه ارتكاب مختلف الجرائم التي يمنعها القانون الدولي الإنساني، أثناء الحروب.
يذكر، أن الأمم المتحدة أعلنت، ولأول مرة، قطاع غزة منطقة مجاعة، وذلك بعد أشهر من استخدام الاحتلال الصهيوني الجوع سلاح حرب، ما عرض نصف مليون شخص في غزة إلى المجاعة التي أدت إلى الموت جوعا، حيث أشار تقرير الأمم المتحدة إلى معاناة خمس العائلات في غزة من نقص الغذاء، وثلث الأطفال من سوء تغذية حاد، فيما يموت ما لا يقل عن اثنين من كل 10 آلاف شخص يوميا بسبب الجوع الشديد أو نتيجة اجتماع عاملي سوء التغذية والمرض، وبالنسبة لهذه الأخيرة، قد يكون العدد أكبر بكثير، لكن الإحصائيات غير متوفرة.