464 مؤسسة جديدة وخرائط بيداغوجية دقيقة
ابتكار حلول عملية لمواجهة بعض التحديات الميدانية
الأقسام الجاهزة وتفعيل الدوام الكامل في الابتدائي والأقسام الدوارة والملحقات بالمتوسط لمواجهة الاكتظاظ
أكّد مدير التعليم الابتدائي بوزارة التربية الوطنية، ضيف الله أمحمد، أنّ الدخول المدرسي لموسم 2025-2026 يمثل بمثابة نقطة انطلاق لموسم دراسي متميّز واستثنائي، مشيرًا إلى أنّ الوزارة سخّرت كافة الوسائل لضمان انطلاق الموسم في ظروف جيّدة، وابتكار حلول عملية لمواجهة بعض التحديات الميدانية.
كشف ضيف الله أمحمد لدى استضافته في برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، أمس الأحد، أنّ عدد التلاميذ هذا العام بلغ حوالي 12 مليون تلميذ، موزّعين على مختلف الأطوار، وهو ما وصفه بأنه “رقم يعكس حجم التحدي الوطني”، مضيفًا بالقول: “إنّ التحضيرات لهذا الدخول انطلقت منذ شهر جانفي 2025، وشملت الجوانب التربوية والتنظيمية واللوجستية”.
وأوضح المسؤول ذاته أنّ عدد المؤسّسات التربوية بلغ 30.158 مؤسسة عبر الوطن، منها 464 مؤسسة جديدة موزّعة على الأطوار الثلاثة، مشيرًا إلى أنّ “التعليم الابتدائي يحتل النصيب الأكبر بأكثر من 21 ألف مدرسة، يليه التعليم المتوسّط بأكثر من 6 آلاف مؤسسة، ثمّ التعليم الثانوي بأكثر من 2800 ثانوية، بينها 60 ثانوية جديدة”.
وأضاف قائلا: “الوزارة اعتمدت على قاعدة بيانات رقمية محدثة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، تشمل معلومات دقيقة تخصّ أزيد من 1.028.000 مليون تلميذ جديد، إضافة إلى تحليل نتائج الفصلين الأول والثاني لتحديد عدد المعيدين وضبط الاحتياجات من التأطير البيداغوجي والمناصب المالية”.
وفيما يخصّ ظاهرة الاكتظاظ، أوضح ضيف الله أنها “ليست عامة وإنما جزئية، وظرفية في بعض المناطق”، مضيفًا أنّ “الوزارة اعتمدت حلولًا بيداغوجية وتنظيمية مجرّبة منذ سنوات، تتكيف مع الظروف والإمكانات المتوفرة”.
وأشار المتحدث إلى أنّ معدل التلاميذ في القسم يتراوح وطنيًا ما بين 27 و29 تلميذًا، موضّحًا: “هناك مناطق تعاني ضغطًا ناتجًا عن عدم توفر أوعية عقارية لإنجاز مؤسّسات جديدة، أو بسبب عمليات توزيع سكنات لم تتبعها تجهيزات تربوية، وهو ما جعلنا نلجأ إلى حلول ميدانية كاستعمال الأقسام الجاهزة، وتفعيل نظام الدوام الكامل في الابتدائي، والأقسام الدوارة والملحقات في المتوسط”.
وفيما يخصّ التأطير، صرّح ضيف الله بأنه “تمّ إدماج أكثر من 82 ألف أستاذ خلال الموسم الدراسي المنصرم، وجميع المعنيّين استلموا قرارات “الإدماج”، مؤكّدًا أنّ الوزارة لجأت، مع بداية الدخول المدرسي، إلى نظام التعاقد المؤقت لتغطية المناصب الشاغرة، في انتظار تنظيم مسابقة وطنية للتوظيف في ديسمبر المقبل”.
أوضح المسؤول أنّ الوزارة قامت “بمراجعة جزئية لبعض البرامج والمحتويات الدراسية لتخفيف الضغط على التلاميذ”، مشيرًا إلى “تقليص ساعات مادة التاريخ في الابتدائي، وتأجيل تدريس الجغرافيا”، مقابل “توسيع حيّز الأنشطة الثقافية والرياضية”.
توازن بين الفرنسية والإنجليزية
شدّد ضيف الله على أنّ الوزارة “تركّز في التعليم الابتدائي فيما يتعلّق باللغتين الفرنسية والإنجليزية، على لغة التواصل وتخصيص نفس الحجم الساعي بين اللغتين والعمل على تدعيم إتقان اللغتين في التعليم المتوسّط”، مشيرًا إلى أنّ التعليم الثانوي سيعرف “توسيعًا في التخصّصات اللغوية حسب اهتمامات التلاميذ”.
رغم التحديات، أظهرت الجزائر ـ حسبه ـ تقدماً ملحوظًا في مجال التعليم وبرزت مؤشّرات ذلك على المستوى الدولي، حيث حقّق التلاميذ نتائج مشجّعة في المسابقات التعليمية الدولية، واصفًا ذلك بأنه “مؤشّر على تحسّن الأداء البيداغوجي وجودة التعليم، رغم التحديات الهيكلية”، وأوضح قائلا: “هذه الإنجازات تشير إلى تحسّن مستمر في جودة التعليم، وتعزّز من الأمل في أن تكون الجزائر على الطريق الصحيح لتحقيق المزيد من التطور”.
منحة مدرسية وكتب مجانية
كشف ضيف الله عن “صرف منحة التمدرس المقدرة بـ 5000 دينار قبل 31 جويلية، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية بتقديمها قبل الدخول المدرسي بشهر على الأقل”، بالإضافة إلى الحملة الوطنية التي بادرت بها وزارة التربية بمعية عديد الجمعيات، من أجل جمع وتوزيع المحافظ و الكتب المدرسية للأسر المحدودة الدخل.
وفي جانب الخدمات المدرسية، أكّد ضيف الله أنّ الوزارة وفّرت الإطعام المدرسي في أكثر من 17 ألف مؤسّسة تعليمية في الطور الابتدائي، وهناك نحو 3 آلاف مؤسّسة في الطور المتوسط تتوفر على النظام الداخلي، وحوالي ألفي مؤسّسة في الثانوي، بالإضافة إلى تعزيز النقل المدرسي عن طريق الحافلات أو عبر كراء وسائل النقل، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
واختتم مدير التعليم الابتدائي بوزارة التربية الوطنية، اللقاء بالحديث عن الجانب الصحي قائلا: “واحدة من أبرز ملامح الموسم الدراسي الجديد هي الحملة الصحية المدرسية، التي ستنطلق على مدار الأسبوع الأول من العام الدراسي، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي لدى التلاميذ، خاصة في مجال النظافة الشخصية والعناية بالمحيط المدرسي”.
وكشف المسؤول بالمناسبة عن إجراءات جديدة تهدف إلى “تكثيف الرقابة على جودة الطعام المقدم في المدارس، من خلال تنظيم حملات توعية لضمان سلامة الوجبات المقدمة، وكذا الحرص على وفرة المياه ومراقبة خزانات المياه في المؤسّسات التعليمية”.