12 مليـون تلميذ عـادوا إلـى المؤسسات التربويـة..سعــداوي:

إدماج 82410 متعاقد.. ومسابقة وطنية لتوظيف 45 ألف أستاذ قريبا

سعاد بوعبوش

 الإطعـام المدرسـي.. التـزام وطنــي لا يقبــل التهـاون

الكتــب المدرسيــة متوفـــرة في كــل مكـان وبالسعــر المرجعـي

الصحــة في المؤسسـات التعليميــة موضــوع الــدرس الافتتاحي

 التحق، أمس، ما يقارب 12 مليون تلميذ من الأطوار التعليمية الثلاثة بمقاعد الدراسة عبر الوطن، موزّعين على 30 ألف مؤسّسة تربوية على المستوى الوطني، حيث أعطى وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، إشارة الانطلاق الرّسمي للدخول المدرسي 2025- 2026 من مدرسة “فليسي الصغير”، بالمحمدية بالعاصمة الجزائر، مرفوقا بوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد صديق آيت مسعودان، والوزير والي الجزائر محمد عبد النور رابحي، ناهيك عن رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، د. كمال صنهاجي ورئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري كمال مولى.

 خُصّص الدرس الأول للموسم الدراسي الجديد للصحة المدرسية من أجل مستقبل صحي آمن، حيث أوضح وزير التربية أنّ حماية صحة التلاميذ أمر مقدّس يستدعي تعاون الجميع، سواء تعلّق الأمر بالصحة الجسدية، العقلية أو النفسية، مشيرا إلى تسطير برنامج للأنشطة الصحية بمعية وزارة الصحة، اللجنة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته، بالموازاة مع البرنامج البيداغوجي.
وأشار سعداوي إلى أنّ هذا البرنامج تمّ تكييفه حسب الأطوار الثلاثة لمدة أسبوع، من خلال تقديم بعض الأنشطة الصحية موجّهة للمراحل التعليمية، ففي مرحلة التعليم الابتدائي هناك برنامج موجّه للأطفال من خلال تقديم السلوكات الصحية الإيجابية، التغذية الصحية، والابتعاد عن بعض أنواع الأطعمة، التي تتسبّب في بعض الأمراض الصحية وأهمية ممارسة الرياضة، أمّا في مرحلة التعليم المتوسّط، فتم تسطير أهداف أخرى تعنى بالصحة النفسية، الجسدية، والعقلية والتحسيس بمخاطر المؤثرات العقلية والمخدرات، وبعض المواقع الخطيرة وأثرها على التحصيل الدراسي، ناهيك عن ممارسة الرياضة، ونفس الأمر بالنسبة لمرحلة الثانوي مع فتح ورشات تفاعلية يقيمها الأطباء والمختصّين، وكل هذا من أجل ضمان موسم دراسي صحي.
إدمـــاج 82410 أستــــاذ متعاقـــــــد
  بالعودة للتحضيرات التي رافقت الدخول المدرسي، تحدّث الوزير عن إدماج 82410 من الأساتذة المتعاقدين في مناصب دائمة، وهو ما شكّل إضافة حقيقية للقطاع على حدّ قوله ويساهم في استقرار 82 ألف أسرة، مشيرا إلى استمرار الوزارة دعم القطاع وتعزيزه بما يحتاجه من الكفاءات.
كما تحدّث الوزير أيضا، عن تسجيل وزارة التعليم العالي لـ32 ألف من حملة الباكالوريا من أصحاب المعدلات المحترمة، الذين سجلوا في المدارس العليا للأساتذة، معتبرا ذلك مخزون كفاءات لتخريج أساتذة متكوّنين مختصّين في التربية الوطنية، خاصة بعد توسيع دائرة وعدد المدارس العليا للأساتذة، واستكمال هيئة التأطير في القطاع بخريجي الجامعات من حملة شهادة الماجستير وشهادة الماستر وشهادة الليسانس، سواء من خلال التوظيف، أو عن طريق التعاقد التي فتحت له منصة، حيث حظي المترشّحون المقبولون بمناصب لدى الوزارة في انتظار تنظيم المسابقة مستقبلا.

مسابقـة علــــى 24 ألـف منصــب

 كشف ذات المسؤول في هذا الإطار، عن إعداد النصوص التنظيمية من أجل تنظيم هذه المسابقة على مستوى من الشفافية، بما يتوافق مع النصوص التنظيمية للوظيف العمومي لدعم القطاع بالإطارات اللازمة، حيث سيتسابق المترشّحون على 45 ألف منصب عمل مخصّص للأساتذة، مع أحقية المتعاقدين المشاركة في هذه المسابقة من أجل سدّ احتياجات القطاع، مؤكّدا أنّ عملية التوظيف هذه ستعني الحاملين للشهادات المنصوص عليها في التنظيم المعمول به في قطاع التربية الوطنية، شهادات ذات العلاقة المباشرة بالتخصّصات التي يحتاجها القطاع وبالنسبة للإداريّين وباقي الأسلاك، وتحدّث سعداوي عن 24 ألف منصب ستنظّم بشأنها المسابقات اللازمة.
وبخصوص الكتاب المدرسي، أكّد سعداوي حرص الوزارة على توفيره بجميع المؤسّسات التربوية، كما تعاقد الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية مع عدد كبير من المكتبات الخاصة، من أجل ضمان الوفرة على مستوى الولايات، واستحداث نقاط البيع لتقريب الكتاب المدرسي من المواطنين والأسرة التربوية، وبسعره المرجعي دون مزايدة أو مضاربة في هذا المجال، مشيرا إلى التنسيق مع وزارة التجارة بتكثيف الرّقابة خصوصا بنقاط البيع الخاصة، حتى يكون الالتزام وطني بتوفير الكتاب المدرسي للتلاميذ.
من جهة أخرى، تدعّم قطاع التربية بـ464 مؤسّسة تربوية ما بين ابتدائيات ومتوسّطات وثانويات، مشيرا إلى وجود مشاريع مسطّرة في إطار برنامج 2025، لإنجاز 600 قسم توسعة و196 متوسطة و70 ثانوية سيتمّ البدء في إنجازها في الآجال المحدّدة، من أجل استلامها قبل بداية الموسم المقبل.
في المقابل ذكّر الوزير بإطلاق المسابقة الوطنية للابتكار المدرسي في بداية هذا الموسم، داعيا الأسرة التربوية والأولياء إلى فسح المجال للابتكار وتفجير طاقاتهم الفكرية، من أجل الإبداع وتشكيل نوادٍ تحتضن هذه الأفكار بمرافقة الأساتذة، بهدف الوصول إلى الفعل التربوي العميق والانخراط في مشاريع الأولمبياد والمشاركة في التنافسية العالمية ورفع رايتهم الوطنية.
وعشية الدخول المدرسي، أكّد وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي، في تصريح للتلفزيون العمومي، أنّ أكثر من 12 مليون تلميذ التحقوا، الأحد، بمقاعد الدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة، بينهم ما يزيد عن مليون تلميذ جديد. وقد جرى استقبالهم عبر ما يقارب 30 ألف مؤسّسة تربوية، بعدما تدعّم القطاع هذا الموسم بـ464 مؤسّسة جديدة، تشمل 272 مدرسة ابتدائية و132 متوسطة و60 ثانوية.
وأوضح الوزير أنّ البرنامج المسطّر لسنة 2025، يتضمن إطلاق مشاريع إضافية تتمثل في إنجاز 600 قسم توسعة و196 متوسطة و70 ثانوية، مؤكّدا أنه وجّه تعليمات صارمة لمديري التربية لمتابعة ومرافقة سير هذه الورشات، لضمان احترام آجال الإنجاز وجودة البنى التحتية.
وفي كلمته، عبّر سعداوي عن امتنانه لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على تجديد الثقة في شخصه خلال التعديل الحكومي الأخير، مبرزًا أنّ حجم المسؤولية الملقاة على قطاع التربية يتطلّب جهودا مضاعفة لتجسيد تطلّعات المجتمع، الذي يترقّب من المدرسة أن تكون محورًا أساسيا في بناء مستقبل الأجيال.
كما كشف الوزير أنّ الأسبوع الأول من السنة الدراسية سيُخصّص لأنشطة صحية وتحسيسية تحت شعار: “الصحة المدرسية.. من أجل مستقبل صحي آمن”، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة واللجنة الوطنية للوقاية من السرطان. وأكّد، في السياق ذاته، أنّ قطاعه يولي اهتمامًا خاصًا للتربية البدنية والفنية باعتبارهما ركيزتين في تكوين شخصية التلميذ.
أما في ما يخصّ الإطعام المدرسي، فقد شدّد سعداوي على ضرورة توفير وجبات ساخنة، منذ اليوم الأول، مذكّرا بأنّ هذا التزام وطني لا يقبل التهاون. وفي ما يتعلّق بالكتاب المدرسي، طمأن الوزير الأولياء بوجود وفرة عبر جميع المؤسّسات، موضّحا أنّ الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، أبرم اتفاقيات مع مكتبات خاصة لبيعه بنفس السعر المطبق داخل المدارس، ضمانًا لتكافؤ الفرص.
على الصعيد البيداغوجي، أبرز سعداوي إدخال تعديلات على برنامج السنة الثالثة ابتدائي، أهمها تعزيز مادة التاريخ، وتوسيع تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، بما يتماشى مع توجّهات الجامعة نحو إدماج هذه اللغة في مختلف التخصّصات. كما سيتم تعزيز مكانة التربية الفنية والرياضية، في إطار استراتيجية شاملة لتطوير الأداء التربوي.
وفي ملف الرّقمنة، أكّد الوزير أنّ النظام الرقمي المطبّق في القطاع أظهر نتائج إيجابية، ويتمّ العمل على توسيعه ليشمل تنظيم الامتحانات الوطنية وفق منظومة متكاملة، مع دعم استخدام الألواح والسبورات الذكية وتشجيع مسابقات الابتكار في الوسط المدرسي.
وأضاف سعداوي أنّ الوزارة تعتمد مبدأ الشفافية في عملها، حيث تُنشر كل القرارات والبيانات بشكل آني عبر الموقع الرّسمي للوزارة وصفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، بما يضمن تواصلًا مباشرًا مع الأسرة التربوية.
وبشأن التوظيف، أوضح الوزير أنه تمّ فتح منصة إلكترونية للتعاقد على المناصب الشاغرة، إلى جانب التحضير لتنظيم مسابقة وطنية للتوظيف مستقبلًا، بهدف تلبية احتياجات القطاع المتزايدة من التأطير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19881

العدد 19881

الأحد 21 سبتمبر 2025
العدد 19880

العدد 19880

السبت 20 سبتمبر 2025
العدد 19879

العدد 19879

الخميس 18 سبتمبر 2025
العدد 19878

العدد 19878

الأربعاء 17 سبتمبر 2025