بشيشي في ندوة «الإعلام والثورة»

ضرورة استرجاع أرشيف إذاعة «صوت الجزائر المكافحة»

زهراء.ب

دعا المجاهد ووزير الإعلام الأسبق محمد لمين بشيشي، أمس إلى استرجاع أرشيف إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة إبان الثورة، على اعتبار أنه يشكل جزءا من «الذاكرة» التي تؤرخ لتاريخ كفاح طويل ضد المستعمر الفرنسي.

وتأسف بشيشي، خلال تنشيطه ندوة فكرية حول «الإعلام والثورة» بمنتدى الذاكرة التي تنظمه يومية المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد، للوضع الذي آل إليه أرشيف إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة، فبعد ضياع الجزء الخاص بإذاعة الناظور بوهران سنوات قليلة بعد الإستقلال، حيث تم إدخال حقيبتين كبيرتين من وجدة، دون أن يعرف بعد ذلك وجهتهما  ـ استنادا إلى تصريحات مدني حواس ـ  تم إهمال الجزء الذي كان في تونس حيث خيرت السلطات التونسية الجزائر بين الحصول على الأرشيف مقابل دفع أشرطة تسجيل فارغة، أو منح أشرطة فارغة لنسخ الأرشيف فيها، وهو ما لم يتم أخذه بعين الإعتبار آنذاك مما أدى بـ «الإخوة في تونس» إلى إستعمال أشرطة إذاعة صوت الجزائر الحرة والتسجيل عليها، ليضيع جزء مهم من المادة الإعلامية التي كانت وراء نشر الرعب والخوف في نفوس الفرنسييين، وتوسيع دائرة المساندة للثورة التحريرية المظفرة.
وسلم الأرشيف الموجود في مصر، أيام كان صوت الجزائر المكافحة يبث من إذاعة صوت العرب ومازالت التسجيلات موجودة لحد الآن ونرغب في استرجاعها ـ  يضيف بشيشي ـ  غير أن ذلك يحتاج إلى دفع أموال، قبل أن يؤكد أنه علينا أن نجعل من الأرشيف قضية استراتيجية لأن الأمر يتعلق بإستعادة الذاكرة.
وخاض المجاهد بشيشي، وأحد ركائز إذاعة صوت الجزائر الحرة المكافحة بتونس، في تفاصيل إنشاء الإذاعة السرية، وهي تحتفل بالذكرى الـ٥٦ لتأسيسها، حيث أكد أن عناصر سلاح الإشارة كان له الفضل في إنشائها حينما عملوا على ايجاد وسيلة اتصال لاسلكية بالوحدات العسكرية المتواجدة في الميدان، ليتطور الأمر إلى إنشاء الإذاعة السرية بريف المغرب سنة ١٩٥٦، بعد استقطاب رواد سلاح الإشارة لتسييرها، وهناك اجتمعت لجنة النظام المدني ضمت اطارات سامية من بينهم زهير إحدادن، عبد المجيد مزيان، تكفلت بكتابة التقارير والتعاليق في الإذاعة، وظلت تنشط مدة ٩ أشهر إلى غاية اكتشافها من طرف المستعمر وقنبلتها، ليتم نقلها إلى الناظور ومعاودة البث في ١ جويلية ١٩٥٩.
يقول بشيشي أن البلدان الشقيقة بعد ذلك تشجعت وفتحت أمواج الأثير لصوت الجزائر الحرة المكافحة، فكان ذلك في تيتوان، طنجة، ثم تونس، طرابلس سوريا، والقاهرة، وقد عمل ثلة من الإعلاميين الأكفاء على إسماع صوت الثورة التحريرية، وصوت الشعب من خلال تعاليق سياسية وأخبار عسكرية كانت تلهب الحماس في نفوس المجاهدين، وتقض مضجع فرنسا الإستعمارية خاصة بعد أن سمحت إذاعة صوت العرب بعد تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة ببث حصة باللغة الفرنسية وكانت موجهة لأوروبا خصيصا.
ويتذكر بشيشي كيف كان العمل يتم في الإذاعة السرية وبعدها الإذاعة الثابتة، فرغم الصعوبات وشح المعلومات كان الإعلاميون يوجهون كلماتهم وكأنها طلقات رشاش، فمن عبد المجيد مزيان، عبد القادر معاشو، توفيق المدني، توفيق قسوري، تعددت الأسماء ولكن ظل الهدف واحد المساهمة في تحرير الوطن وايصال كلمة الجزائر إلى كل المحافل الدولية.
وبالعودة إلى علاقته بالمجاهد والإعلامي الفذ عيسى مسعودي رحمه الله، يقول بشيشي أن الاختيار وقع عليه لمقاسمة عيسى مسعودي قراءة التعليق السياسي حينما كان يشتغل بإذاعة صوت الجزائر بتونس، وظل يقسامه قراءة التعاليق إلى غاية توقف الإذاعة ليحول إلى القاهرة ومسعودي إلى الناظور بالمغرب، ولكن ما يبقى يتذكره عن الراحل، أنه «كان لا ينطق إلا بشيء يؤمن به».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024