628 حالة جديدة والنساء في الصدارة
ندّدت الجمعيات والمؤسسات الطبية برد فعل أحد القضاة بوهران، برفض “طلب السماح” لزوج مصاب بإعادة الزواج مع امرأة ثانية حاملة لفيروس الإيدز، تقدمت به مؤخرا زوجه، حاملة لنفس الفيروس، بسبب تدهور حالتها الصحية.
وأكّد عدد منهم، في تصريح لـ “الشعب”، أن قرار قاضي المحكمة، لا يستند إلى أي وضع قانوني أو دستوري، مؤكدين أنها حرية شخصية، تسمح بها القوانين الجزائرية، في حال موافقة الطرفين. وعلّلوا موقفهم، بأنه مبني على أسس “طبية علمية”: وهي أن الصورة الذهنية عن كون المرض قاتلا تغيّرت بفعل التقدم الطبي الهائل لعلاج مصابي فيروس فقدان المناعة، الذي حوله إلى “مرض مزمن كأمراض السكري والضغط والقلب وغيرها من الأمراض الأخرى”.
تزويج 37 زوجا مصابا.. والترتيب لزيجات جديدة قريبا
من جهتها كشفت البروفيسور موفق نجاة، رئيسة مصلحة الأمراض المعدية التابعة للمستشفى الجامعي بوهران، عن مبادرة لتزويج المصابين بمرض الإيدز، تبنّتها المصلحة، منذ سنة 2006، حيث تكفلت إلى يومنا هذا بـ37 زيجة، جميعهم مصابون بمرض الإيدز، وترتب حاليا لزيجات أخرى. كما سجّلت ولادة أطفال سالمين من المرض، على الرغم من أن كلا الوالدين مصابين بالإيدز.
فيما ربطت البروفيسور عدم انتقال مرض الإيدز من الأبوين بعامل “المتابعة الصحية الدقيقة”.
وأوضحت موفق، أن تمكن المصابين بالإيدز من الزواج “يسهم في تجنّب انتقال العدوى لأشخاص، إضافة إلى تحقيق المساواة، كونهم مثل بقية أفراد المجتمع، وتسري عليهم جميع الاحتياجات النفسية والجسدية”، مع التشديد على الاستمرار في المتابعة الصحية والفحوصات الطبية والتأكيد على أفضلية استخدام العازل حتى بعد الزواج، لتجنب انتقال جرعات مختلفة من الفيروس لكلا الطرفين.
وأوضحت المتحدثة، أن الدولة تؤمّن علاج مرض الإيدز للمصابين كافة بشكل مجاني ودوري، وهو الأمر الذي أدى إلى تقديم خدمات علاجية ذات جودة وفقا للمعايير العالمية، في إشارة منها إلى الدورات التكوينية التي يخضع لها الأطباء والأعوان وكذا التكفل السوسيولوجي والبسيكولوجي، خاصة ما تعلق بتوفير العديد من الأدوية المتطورة حديثا، والتي تعتمد على دمج 3 أدوية أو أكثر معا، والهدف منها تقليص عدد الأدوية الموصوفة.
وتبيّن أحدث الإحصائيات التابعة لمصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بوهران، أن شريحة النساء تتصدر القائمة، بعدما كان الرجال في الصدارة، حيث تم اكتشاف خلال الفترة من 1 جانفي إلى 30 نوفمبر، 628 حالة جديدة، موزعة كالآتي: 317 امرأة، 265 رجل و46 حالة طفل جديدة.
ويتكفّل المستشفى الجامعي بن رجب بوهران حاليا بـ3500 حالة، تشرف عليها مصلحة الأمراض المعدية. وأفادت التوضيحات أن عدد الإصابات، تجمع 14 ولاية بالغرب الجزائري. كما أكد المختصون، أن معظم الحالات الجديدة في مراحل متقدمة، موضحين أن الأعراض في معظم الحالات، لا تظهر إلا بعد 10 سنوات، لا يعاني خلالها حامل الفيروس من أي عوارض خاصة أو حتى ضعف يحدّ من نشاطه أو إنتاجيته في الحياة.
غياب ثقافة مرض «الإيدز» مسؤولية تتحملها وسائل الإعلام
حمّلت عبد السلام جميلة، طبيبة مختصة في علم الأوبئة بمستشفى كناستيل لطب الأطفال، ونائب ثاني لجمعية حق الوقاية بوهران، وسائل الإعلام جزءاً من مسؤولية غياب ثقافة مرض الإيدز والوصمة التي ترتبط بنظرة المجتمع للمتعايشين معه، على الرغم من مرور 30 سنة على اكتشافه، في وقت تسعى فيه الجزائر لإنجاح حملة الوصول إلى “صفر إصابة بالأيدز” التي أطلقتها الأمم المتحدة وتشارك فيها مختلف الدول والمنظمات حول العالم.
وقالت المتحدثة، إن التطورات في مجال التشخيص بالجزائر، ساعدت على اكتشاف عديد الأمراض، خاصة منها برامج الكشف المبكر وتطبيق برامج علاجية وجراحية أكثر فاعلية، مشيرة إلى أن جمعية حق الوقاية بوهران، جمعية وطنية أجرت عبر 3 مراكز تابعة لها أكثر من 1312 تشخيص، منها 35 حالة، سجلتها خلال السنة الجارية 2015، منهم 6 مثليين، 3 أفارقة و21 طفلا.
ونبّهت المتحدثة إلى أهمية الكشف الدوري وعدم التمييز بين المصابين بالإيدز وغيرهم من أفراد المجتمع، انطلاقا من مبدإ أن المصاب في كثير من الحالات، يكون ضحية. كما أن هذا الفيروس، لا ينتقل عن طريق المخالطة العارضة أو الاتصالات الشخصية في محيط الأسرة أو العمل الاجتماعي أو المدرسة، كالمصافحة والعناق والأكل أو الشرب أو من خلال حنفيات شرب المياه أو المسابح، كما لم يثبت حتى الآن انتقاله عن طريق العطس أو السعال أو بواسطة الحشرات كالذباب والبعوض أو استعمال وسائل المواصلات العامة أو عن طريق الملابس.