توقف الخبير عبد الرحمان مبتول عند الموكب الجنائزي المهيب المشيّع لفقيد الجزائر حسين آيت أحمد إلى مثواه الأخير بمسقط رأسه في آث يحيى بتيزي وزو، مثلما أوصى به القائد التاريخي والزعيم الثوري.
ورأى الدكتور مبتول أن المشاركة الشعبية الواسعة في وداع «الدا الحسين» الأخير، حملت عديد الرسائل تستدعي الوقوف عندها في هذا الظرف الذي تعيشه الجزائر.
- إن الذي جمع المواطنين من مختلف أنحاء الوطن، شرقه وغربه، جنوبه وشماله في مراسم تشييع جنازة آيت الحسين رسالة قوية تحمل في مغزاها ومعناها الدفاع عن الوحدة الوطنية وأن الجزائر الأبدية تأخذ في الاعتبار مختلف الحساسيات السياسية، الاقتصادية والثقافية.
- إن الجزائر تبنى بالديمقراطية ودولة القانون التي تحرص على تثمين أنثربولوجيتها الثقافية وترقى بالحريات التي تعد السند القوي للتنمية، تكسب رهانها بإدماج المرأة وإشراكها في تسيير المدينة.
- إن إقامة منظومة اقتصادية تستند إجراءات جذرية تعزز الفعالية الاقتصادية مقرونة بالعدالة الاجتماعية التي تعطي متانة للجبهة الداخلية وتحصّنها من تقلبات الخارج. وهي تقلبات تحتم العمل على إقامة المجموعات الإقليمية وتزويدها بآليات التكامل والاندماج الإقليمي مثل الاتحاد المغاربي الذي يبقى الحلم الكبير والتطلع الأبدي.
- إن هذه الإنجازات والمشاريع والرؤى لابد أن ترافق بالنضال من أجل نظام دولي عادل تتساوى فيه الفرص ويحارب الفقر وترسخ ثقافة العدالة والتسامح في محور الشرق والغرب، بعيدا عن الاختلال الفظيع الذي يطبع علاقات المجموعتين ويبقيهما عرضة للشرخ والتمزق والاختلالات.
وعبّر الدكتور مبتول عن أمله في أن تترجم هذه الرسائل التي بعثت بها عفويا حشود المواطنين وهي تودع الد الحسين في أرض الواقع لما لها من أهمية وقيمة لجزائر الجميع.