كشف السيد عاشق يوسف شوقي، المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية لغير الأجراء، أن مصالحه تعتمد على مقاربة بيداغوجية في التواصل مع مشتركيها، بدليل أن عددهم تضاعف إلى سقف يقدر بـ٧٥٠ ألف شخص بعدما كان الرقم لا يتجاوز ٥٥ ألف.
هذا في حد ذاته، حسب السيد عاشق، توجه جديد يترجم السياسة المتبعة من طرف مسؤولي الصندوق، الذين تبنّوا رؤية حديثة في تسيير هذا التراث مرجعيتها قائمة على:
- أولا: إضفاء طابع الثقة على كل التعاملات تجاه الآخر.
- ثاينا: الفعالية والجدوى في استرجاع كل الأموال خارج الصندوق.
- ثالثا: ترشيد النفقات والتعامل معها وفق آليات التحكم في المصاريف.
- رابعا: اتباع منهجية دقيقة في تحديد الأهداف المتوخاة قصد الحفاظ على التوازنات المالية الكبرى مع إبعاد كل العراقيل وحتى إزالتها نهائيا.
هذه المقاربة البيداغوجية المتفق عليها هي التي أدت بالصندوق إلى بلوغ مرحلة التسيير العقلاني والناجع في آنٍ واحد. وقد وصف السيد عاشق هذه المسعى بـ «المؤشرات الخضراء» التي يحوز عليها الصندوق في الوقت الراهن وهذا بالقضاء على ما يعرف «بالعجز المالي» الذي يوجد في حكم الماضي.
واستنادا الى المعطيات التي عرضها المدير العام للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال غير الأجراء، فإن الاستقرار المالي هو ميزة التسيير الحالي وهو لم يأت من العدم، بل هو نتاج فكر يبحث عن القيمة المضافة.. والإحاطة الشاملة بالمنظومة التأمينية القادرة على التكفل بالأشخاص خلال الإحالة على التقاعد، انطلاقا من مبدإ الديمومة في ضمان المنح للمعنيين.
ويحمل السيد عاشق قيما مرنة تجاه الآخر - أي المشترك - أي تفادي المنطق الردعي الذي ينفر أكثر مما يقرب، وتبين أنهم في حاجة ماسة إلى هذا الصندوق قصد تسوية وضعيته في جوانبها المالية خاصة.
لذلك، فإن تحبيب الصندوق لمشتركيه ومساعدتهم على الانخراط فيه هو شعار المسؤولين وهذا بعيدا عن كل دعوة إلى فرض العقوبات وهذه النظرة الإدارية غير موجودة ولا يعمل بها إلا في حالات نادرة ينص عليها القانون لا أكثر ولا أقل، وفي هذا الشأن فإن الجهود ماتزال تبذل من أجل الوصول إلى الحد الذي يأمله الجميع يفوق ٢٣ مليار من المداخيل بعدما كانت لا تذكر.
هذا الطرح في التسيير المعاصر تفطن له المسؤولون وهذا بالإسراع في إعادة هيكلة الصندوق، بتوسيع دائرة مراكز الاستقبال عبر الولايات مما أدى إلى استقطاب ٣٠٠ ألف مشترك، ناهيك عن الزيادة الإيجابية في المداخيل وصلت إلى مستوى سجلت الارتياح لدى كل من يشتغل في هذا المجال.
وضمن هذه الخيارات، فإن المدير العام قال صراحة إنه لايعمل أبدا على الردع وإنما يؤسس لثقافة مرافقة المشتركين وهذا بدعوتهم إلى الانخراط حماية لمستقبلهم ومستقبل عائلاتهم.
جمال أوكيلي