نشط المؤرخ والباحث سعيد معول، أمس، ندوة تاريخية بمقر ملحقة متحف المجاهد بسيدي بلعباس تحت عنوان: «تاريخ الجزائر وقفة للشهداء وأمانة الأجيال»، حيث أبرز للحضور من طلبة جامعيين، تلامذة الثانوي، مهتمين بالتاريخ وغيرهم من المواطنين الحجم الحقيقي للتصفية العرقية التي مارسها الإستعمار الفرنسي منذ وطأته الأولى لأرض الوطن مستدلا بأرقام وحقائق تاريخية.
وقال أن الإحصائيات الخاصة بسكان الجزائر قبل 1830 أكدت وجود 10 ملايين جزائري ليتقلص العدد إلى 4 ملايين مع بداية القرن الماضي وهو ما يعكس سياسة التصفية الهمجية التي إنتهجها المستعمر ضد الأبرياء والعزل من المواطنين، وأضاف في تحليله للحقائق التاريخية أن التصفية أخذت أشكالا وأنواعا بداية بالتصفية الجسدية التي راح ضحيتها المليون ونصف المليون شهيد وكذا مختلف أساليب التجويع، الترهيب، الأوبئة والتي قضت على الملايين من الجزائريين.
وتخللت الندوة شهادات حية لمجاهدين على غرار المجاهد عبد السلام بوشارب الذي استرجع عديد الذكريات الأليمة وذكّر بعديد الشخصيات التي خلّدت أسماءها في السجل الثوري الخالد، كما أثنى على بطولات جيل الثورة الذي ضحى بأعز ما يملك من أجل إسترجاع الجزائر لحريتها وإستقلالها، أما الأستاذ اسماعيل سعدي فقد شرح للطلبة من خلال مداخلته التضحيات الجسام لجيل بأكمله في سبيل الوطن، داعيا في الوقت ذاته الجيل الحالي لمواصله التضحيات من أجل البناء والمحافظة على المكتسبات التاريخية.