التنمية المستدامة العلاج الفعّال لظاهرة بروز النّعرات المختلفة

سعيد بن عياد

تواجه الجزائر ظاهرة بروز النعرات الجهوية التي وجدت فيها أطراف مناوئة للجزائر منذ بداية المقاومة القوية للوجود الاستدماري المنفذ لمواصلة تنفيذ مشروعها التخريبي بممارسة هجمة إعلامية متعددة ترافقها أدوات جهنمية لاستهداف الهوية الجزائرية عن طريق بث سموم الفرقة وترويج مغالطات يشتغل عليها خبراء في مجال هندسة الإشاعة بالقفز على الحقائق وتغييبها.
 وفي ظل أزمات اقتصادية وشح النفقات كما هو الحال في مرحلة الصدمة المالية الخارجية تشتد قوة العملية في محاولة استقطاب المواطنين خاصة الشباب تحت شعارات براقة ومخادعة لا يمكن فضحها سوى باعتماد منهجية عمل تنموية جوارية تسقط أوراق المخابر الأجنبية على غرار الأكاديمية البربرية الفرنسية التي تمثل رأس الأفعى التي تعمل منذ عقود على مشروع ضرب الهوية الجزائرية في عملية أقرب للانتقام وتصفية حساب تاريخي ولا يتردد قادتها في الذهاب بعيدا باتجاه ترويج مخططات تقوم على تفتيت المجتمعات وتمزيق النسيج الاجتماعي وتخريب الكيانات الوطنية مرتكزة على النفوذ الإعلامي والتلاعب بالمعطيات التاريخية وتسويق خطابات هي عصارة للفكر الاستعماري القائم على عقيدة التفرقة بين أبناء الشعب الواحد لمحاولة التسلل من أجل بلوغ أهداف غير معلنة لكنها مكشوفة.
 وإلى جانب الإنجازات التي حققتها الجزائر في تعزيز النسيج الاجتماعي والثقافي الوطني بتكريس التنوع وتحويله إلى طاقة خلاقة لتجديد النفس ومواجهة التحديات في ظل تطور نوعي للحياة السياسية والإعلامية، يلعب الجانب الاقتصادي بالمفهوم الواسع القائم على الاستثمار التنموي ببعده الجواري المحلي الدور البارز لكسر تلك المخططات وإحباطها، بحيث بقدر تطور وتيرة تشاركية المواطنين في الحياة العامة من خلال مختلف البرامج والصيغ بقدر ما تتعزز طاقة المناعة التي تحيط المجتمع الجزائري بما يلزم من الضمانات الكفيلة بإبعاد التأثيرات العنيفة لتلك المخططات.
 كما يساعد التعاطي المفتوح مع الإشكالات التي تثار ومواجهتها بما يكتنزه المجتمع العميق في كافة أرجاء البلاد على تفويت الفرصة على أوساط خاضعة لحالة أشبه بسلب الفكر تنساق وراء مغامرات غريبة عن وطننا ولا تجد لها صدى في أوساط الشعب الجزائري الذي يدرك خصوصياته وقوة التنوع الذي صهرته حقب من التاريخ المشترك.
ولم تتوقف الدولة الجزائرية منذ استرجاع السيادة الوطنية عن تسخير كل الإمكانيات والموارد لإنجاز برامج التنمية المتوازنة المرتكزة على النهوض الإنسان عن طريق تجسيد مبادئ حملتها الثورة التحريرية المجيدة وأبرزها العدالة والتعليم والبناء والصحة وهي العجلة التي تواصل المسيرة جيلا بعد جيل في ظل تعزيز الانسجام ورص الصفوف من أجل العيش الكريم عنوانه كرامة الإنسان وعزته وعدم الخضوع للنفوذ أو السقوط في المؤامرات التي تحاك ضد بلد بحجم الجزائر.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19824

العدد 19824

الأربعاء 16 جويلية 2025
العدد 19823

العدد 19823

الثلاثاء 15 جويلية 2025
العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025