أكد رئيس المجلس الوطني للجمهورية الصحراوية خاطري أدوه، أمس، بالجزائر العاصمة، أن المواقف “غير المسؤولة” التي اتخذها المغرب مؤخرا “تضع المنطقة في مخاطر غير محسوبة العواقب”.
في تصريح له عقب المحادثات التي أجراها مع رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة، شدد خاطري أدوه على أن “المغرب وبتقليصه لبعثة المينورسو بقرار أحادي، إنما يضع المنطقة في مخاطر غير محسوبة العواقب’’، مطالبا مجلس الأمن الدولي بالرد، من خلال تبنّي “موقف حازم” تجاه هذه التصرفات “غير المسؤولة والسلبية”.
وأوضح أنه تناول رفقة ولد خليفة، آخر التطورات التي تشهدها القضية الصحراوية وبوجه أخص التقرير الذي قدمه، منذ أيام قلائل، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لمجلس الأمن، في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قادته إلى المنطقة.
وعلى ضوء هذا التقرير، يعكف مجلس الأمن على مناقشة القضية الصحراوية وكذا المواقف ‘’الخطيرة’’ للمملكة المغربية في الآونة الأخيرة.
وذكر في هذا الصدد، باستهداف المغرب للأمين العام للأمم المتحدة وقبلها محاولاته عرقلة جهود مبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس.
في هذا الإطار، لفت المسؤول الصحراوي إلى أن المغرب وبمواقفه هذه، “لا يحاول فقط تجميد مسار التسوية، بل نسفه بالكامل”، مذكرا بأنه يحاول أيضا الرجوع بالقضية الصحراوية إلى الطرح الذي كان يروّج له في سبعينيات القرن الماضي، في إطار ما كان يطلق عليه اصطلاحا “الملف المطوي” وتسويقه على أنه “مشكل داخلي مغربي”.
وإزاء ذلك، أعرب خاطري عن قناعته بضرورة قيام مجلس الأمن بالرد على هذه التجاوزات “بكل حزم”، من خلال إعادة البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (مينورسو) إلى وضعها الطبيعي حتى تقوم بمهامها وكذا وضع رزنامة دقيقة ومفصّلة لحلّ يقوم أساسا على تنظيم استفتاء تقرير المصير.
واعتبر رئيس المجلس الوطني الصحراوي التصرفات المغربية سالفة الذكر “تدخلا في صلاحيات مجلس الأمن”، الذي كان قد عيّـن وشكل بعثة المينورسو عام 1991 والتي أسندت لها مهمّة توفير كل الشروط اللازمة لتنظيم هذا الموعد المصيري.
على صعيد ذي صلة، أعرب المسؤول الصحراوي عن استبشاره بقرار مجلس الأمن، الاستماع إلى المبعوث الخاص للإتحاد الإفريقي بالصحراء الغربية الرئيس الموزمبيقي الأسبق جواكيم شيسانو، وهي الخطوة التي “ينتظر منها أن تسفر عن موقف حازم وعاجل من طرف مجلس الأمن”.
وبالمناسبة، جدد رئيس المجلس الوطني الصحراوي تثمينه لموقف الجزائر “الدائم والثابت” تجاه القضية ودعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل حرية.