بعيدا عن الاتكالية استطاعت الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب «أونساج» شد انتباه الشباب منذ إنشائها في 1997، حيث وجد فيها الفرصة الذهبية للانطلاق في مشاريع لمؤسسات مصغرة تكون بمثابة الحلم الذي تحقق على أرض الواقع بالنسبة له، والسبيل لإثبات الذات بعيدا عن الآفات الاجتماعية.
في هذا الإطار تم تمويل أكثر من 356 ألف مشروع وفرت أكثر من 855 ألف منصب شغل في قطاعات مختلفة منها الفلاحة ، الصناعة، الحرف التقليدية والبيئة، ما يجعلها سببا في إعالة الكثير من العائلات ما يساهم في تحسين مستواها المعيشي بصفة عامة، وكذا غرس الثقة في الشاب الجزائري في قدرته على تحقيق مشاريعه الخاصة وإن كانت بسيطة وإن كان مستواه التعليمي محدود، فكثيرا ما يكون هذا العامل والخبرة العائق الأساسي أمام توظيفه.
وهذا جوهر الاستراتيجية الوطنية لتشجيع الشباب للاعتماد على النفس وبناء مؤسسات مصغرة تجسد قوتهم في الخلق والإبداع على أرض الواقع، ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني عموما لأنها ستخلق مناصب شغل جديدة خاصة إذا علمنا أن نسبة قطاع الفلاحة في 2015 وصل إلى 29 بالمائة ما يعني التحول إلى هذا القطاع كمصدر مالي ممكن وسط ما تعرفه أسعار البترول من تلاعبات.
كما تقوم الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب بالرهان على الحد من البطالة التي تكون في كثير من الأحيان سببا مباشرا في ولوج الشباب عالم الانحراف بكل صوره، لذلك سيكون «أونساج» بالنسبة لهؤلاء سدا منيعا أمام سقوطهم في هاوية المخدرات والإجرام، ما ينعكس إيجابا على المجتمع بصفة عامة، وتركز في هذا الشأن الوكالة على تمويل مشاريع لفئة البطالين خاصة خريجي الجامعات والمعاهد لأن نسبتهم قليلة مقارنة بالفئات الأخرى، خاصة وأن التكوين هو السبب الأول وراء فشل بعض المؤسسات الصغيرة التي تمولها الوكالة، كما تخصص دعما كبيرا لشباب الجنوب الراغبين في إنشاء مشاريعهم الخاصة من أجل تطوير مختلف القطاعات في الجنوب الجزائري، حيث تسيطر المؤسسات البترولية الكبيرة، ما يسمح بفتح مناصب عمل جديدة.