اعتبر الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر، أن القرار الخطير الذي أقدم عليه الاحتلال المغربي بإبعاد المكون المدني السياسي والإداري لبعثة المينورسو، تهجّما على الأمم المتحدة. ورغم ذلك، يضيف نفس المسؤول، الشعب الصحراوي طيلة هذا المسار يبقى ملتزما ومتجاوبا مع الشرعية الدولية.
ذكّر عمر، بأن مخطط السلام المتفق عليه بين الطرفين، يقضي بمعادلة لا يمكن فصل مكوّناتها، مؤكّدا بأنّ وقف إطلاق النار مرهون بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي بكل حرية وديمقراطية، وهي المهمة الرئيسية لبعثة الأمم المتحدّة، كما يدل على ذلك اسمها، يضيف نفس المتحدث، قائلا: “أفضل ردّ على عجرفة وتطاول النظام المغربي، هو الاعتراف بالدولة الصحراوية وتكريس عضويتها في مختلف المحافل الدولية”.
واعتبر طالب، أن هذا التصرف، نابع من روح المغامرة والشعور بالعزلة الدولية التي يعاني منها النظام المغربي والتي تبرز بجلاء على مستوى الاتحاد الإفريقي، هذه المنظمة القارية التي احتضنت الدولة الصحراوية، وشكّلت صوتا قويّا في الدفاع عن القضية العادلة، إلى جانب أمريكا اللاتينية وعديد دول العالم وأوربا والأمم المتحدّة، على رأسهم الجزائر، حيث تصل مستوى المؤازرة وعلاقات التحالف الراسخة بين الشعبين والدولتين إلى أعلى سقف.
ووفقا لهذه الصراعات والمتغيرات، دعا الوزير الأول للجمهورية العربية الصحراوية المجتمع الدولي، على رأسهم مجلس الأمن، للمسارعة باتخاذ قرارات حاسمة لحمل النظام المغربي على العودة لجادة الصواب والحيلولة دون المخاطر المحتملة، انسجاما مع التزاماته بهذا الصدد، لاسيما التشديد على الحاجة الملحة والعاجلة بأن تعود البعثة الأممية لمزاولة وظائفها كاملة ومطالبة الأمين العام لإطلاع مجلس الأمن الدولي حول ما إذا كانت البعثة قد عادت لأداء مهامها بصورة كاملة، وإذا لم يحدث ذلك، يتم النظر في أفضل السبل لتسهيل تحقيق هذه الغاية، يضيف نفس المسؤول.
وجدد طالب التأكيد على أن الشعب الصحراوي لن يقبل أبدا، أن تتحول بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، إلى بعثة حامية وحارسة للاحتلال المغربي وأن تحصر مهمّتها في الحفاظ فقط على وقف إطلاق النار، في خروج تام عن الاتفاقية، محذّرا بالقول إنّها “كلٌّ لا يقبل التجزئة”، وخروج أي طرف عن مقتضياتها ينسف الأسس المبنية عليها ويعد تهديدا للأمن والسلم الدوليين.
ونوّه طالب بالدعم الذي تقدمه الجزائر للقضية الصحراوية قائلا: “أعبّر عن جميل العرفان للجزائر حكومة وشعبا، على رأسهم المجاهد الكبير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والذي تقام هذه المناسبة تحت رعايته السامية”، مشيدا في هذا الإطار بشمولية وعمق ورمزية المساندة التي تجسدت اليوم، انطلاقا من وهران في هذا التجمع الشعبي والعمالي الكبير وكذا القافلة التضامنية المنطلقة للصحراء الغربية التي اعتبرها رسالة واضحة للمجتمع الدولي.