آراء سكان سوق اهراس في الإعلام الجواري

«الشعب» تعود إلى الواجهة والأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصنع الحدث

فضائيات تروّج للتهويل والإثارة بدل الخدمة الإعلامية

بمناسبة اليوم العالمي للصحافة المصادف لـ03 من ماي من كل عام، إرتأت جريدة الشعب بسوق اهراس، أن تنزل إلى الشارع لتحسس رأي المواطن حول أهم مصادر المعلومات بالنسبة إليه، وماهي أقرب وسائل الاتصال الجماهيرية إلى أذنه، وهل فعلا مازال المواطن السوقهراسي يقبل على الصحيفة الورقية، وماهي أبرز العناوين الصحفية التي تستوهويه عن قرب؟
في إطار هاته الجولة القصيرة على مستوى ساحة وسط المدينة والتي تزامن افتتاحها بيوم قبل العيد العالمي للصحافة، أين وجدنا حركية غير معهودة لالتقاط صور تذكارية بالساحة بعد عملية ترميم دامت تقريبا سنة.
كان فيه نوع من الإجماع على الدور الكبير الذي تأخذه الصحافة الاستقصائية ممثلة في المادة الإعلامية المتنوعة من ملفات وربورتاجات وكذا تحقيقات بسوق أهراس، والتي تعتبر الأقرب إلى المواطنين، خاصة ما تعلق بقضايا التنمية وكذا أهم القرارات التي تتخذ في إطار المجال التنموي بالولاية التي تعتبر ولاية ذات طابع فلاحي.
وهو التوجه الذي تسير عليه جريدة «الشعب» بمكتبها بسوق أهراس، بعد إعادة فتحه مطلع العام الجاري، أين تم وضع الولاية وأبرز القطاعات التنموية فيها حيز التناول والمعالجة في جملة من الروبورتاجات والاستطلاعات الميدانية، الأمر الذي لاقى استحسانا كبيرا من طرف سكان الولاية وكذا القائمين على القطاعات التي تم تناولها، وهو كممارسة إعلامية جادة تكرس مبدأ تنوير الرأي العام بالوضع التنموي بالولاية، مع تسجيل أبرز الاختلالات التي تعاني منها المدينة العريقة بحوالي 26 بلدية مازالت أغلبها تعاني العزلة والتأخر في تجسيد مشاريعها التنموية.
وجدنا مجموعة من الجالسين في المقهى المحاذي لساحة وسط المدينة، تقرّبنا منهم وسألناهم عن دور وسائل الإعلام في تزويد المواطن بالأخبار والمعلومات اليومية. أجابنا محمد، 46 سنة، عامل يومي، قائلا: «أقرب وسيلة إعلامية هي وسائل الإعلام التي تكرس حق المواطن في الحصول على المعلومة وتسلط الضوء على الملفات والمواضيع العالقة في شكل مادة إعلامية متكاملة، ليس الغرض منها الإثارة بقدر ما يرجى منها المعالجة الجادة، لأن عنصر القرب الجواري مهم جدا فيما يخص التنمية في الولاية، من خلال إفادة المواطن بأهم الترتيبات في مجالات العمل المختلفة، خاصة الفلاحة والحرف والتربية وذلك باستضافة متخصصين في شتى المجالات وتسليط الضوء على قضايا تخص وتنفع المواطن في حياته اليومية.
نفس الرأي ذهب إليه أحد كبار السن وجدناه جالسا على مستوى الساحة العمومية، بالقول إن للصحافة دورا كبيرا في تزويدنا بالأخبار، بعيدا عن التهويل والتضخيم، كما هو شأن القنوات التي نراها يوميا لا تنقل سوى الجانب السيّئ من الولاية وتعمل على تضخيمه دون أيّ فائدة تعود على المواطن؟ وأعطى الشيخ أمثلة عن «الشعب»، التي عادت إلى الواجهة من خلال إعلام جواري زادت مكانة في المشهد المحلي منذ فتح مكتبها بعين المكان.
مجموعة من الشباب كذلك حاولنا استطلاع آراءهم فيما يخص أهم مصادر استقاء الأخبار بسوق اهراس، جميعهم قالوا موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك «ويكي اهراس»، وهو موقع مصمّم يخص جميع المواضيع التي تخص ولاية سوق اهراس، أين أبدوا انبهارا كبيرا بالمعلومات التي يتم تنزيلها وتوثيقها بالصورة والصوت بصورة يومية على مستوى هذا الموقع «ويكي اهراس» بالفايس بوك.
أعدنا السؤال على هذه المجموعة من الشباب عن مدى صحة وقيمة المعلومات والأخبار المقدمة يوميا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص ولاية سوق اهراس، هنا أجابنا أحدهم واسمه عبد الرحمن، 22 سنة، طالب بجامعة محمد الشريف مساعدية - كلية الحقوق، أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت اليوم أقرب وسائل الاتصال إلى المواطن، وبالتالي فالتردد اليومي على مواقع التواصل الاجتماعي بحد ذاته أصبح جزءا من العملية الإعلامية، فأي معلومات أو أخبار تخص الولاية نحاول أن نجدها على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي فنحن دائما نسعى إلى توسيع مجال اشتراكنا في المؤسسات والهيئات المحلية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بغرض ضمان الحصول على آخر الأخبار والمعلومات التي تخص ولاية سوق اهراس.
سألناه في هذا السياق، ما هي أهم المواقع التي تراها، بحكم تجربتك الشخصية، أنها تزودك بحصة الأسد من الأخبار اليومية؟ أجاب، يأتي على رأسها الموقع المحلي الشهير بسوق أهراس «ويكي اهراس» ثم الموقع الرسمي لولاية سوق أهراس بالفايس بوك، وكذا موقع سوق أهراس وهو يخص أهم الفنون بالولاية، هذا إلى جانب مواقع عديد المديريات المحلية كالثقافة والرياضة، ومواقع بيع العصافير لأشخاص صمّموها خصيصا للفئات التي يستهويها هذا العمل.

الصحيفة الورقية باتت تقليدا عند فئات محدودة

في هذا الاستطلاع الميداني أردنا على الأقل تتبع حدود توزيع الصحف اليومية على مستوى أكشاك المدينة، أين استطلعنا رأي فئة من باعة الصحف، في مجموع الإجابات أن بيع الصحيفة الورقية تراجع في السنوات الأخيرة بشكل رهيب، أين أكد لنا أحد باعة الأكشاك، رمز لاسمه بعلي، أن العديد من العناوين الصحفية اليومية لا تباع منها أي نسخة وبالتالي نعيدها إلى الموزعين كما تم جلبها ككل يوم، الأمر الذي دفعنا إلى تقليص قائمة الصحف الورقية التي لا تعرف أي مبيعات من طرف المواطنين، ما عدا بعض الإدارات العمومية، خاصة الصحف الأسبوعية والملاحق الدورية وكذا المجلات، الأمر الذي تراجعت معه أيضا عائدات البيع بالقطعة.
سألنا صاحب أحد الأكشاك عن الفئات التي تشتري الصحف بصورة دورية، أجابنا أشخاص لهم تقاليد وتعلق بقراءة الصحيفة، وهي الفئات المثقفة التي تداوم بصورة يومية على اقتناء الصحيفة صباحا مع موعد الفطور، وأحيانا يوصي أصحابها بترك أعداد معينة إذا لم يتح لهم الاطلاع عليها صباحا، الأمر الذي يجعل من هؤلاء زبائن أوفياء لنا نسعى ككل يوم إلى تحسس قدومهم من عدمه، عادة ما يستطلعون الأخبار على مستوى قراءة الصحف في المقاهي صباحا.
الفئة الأخرى التي نتعامل معها يوميا هي الإدارات العمومية والتي تحاول أن ترى المواضيع والأخبار التي تخص قطاعاتها، خاصة الولاية وخلايا الاتصال بالمؤسسات العمومية، الفئة كذلك التي نحتك بها في بيع الصحف الورقية، الإعلاميون رجال المهنة الصحفية، أولئك الذين يتركون أرقام هواتفهم الشخصية وكذا عناوينهم لتتبع حجم التوزيع وبيع العناوين الإعلامية التي يشتغلون بها على مستوى ولاية سوق اهراس.

القنوات التلفزيونية ودور الإعلام الجواري

أردنا من خلال جولتنا معرفة أيضا نسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية الوطنية، مع مختلف العناوين الإخبارية أين كانت الرؤية براغماتية صرفة تخص تتبع كل مادة إعلامية تتناول واقع المواطن والولاية واهتماماتها. فالقنوات التلفزيونية الخاصة اليوم، يقول صاحب محل بوسط المدينة يضع شاشة إخبارية بها، إنه في متابعة يومية للقنوات الخاصة، لكن المشكلة تكمن في مدى صحة الأخبار والمعلومات التي تبثها، سواء كانت وطنية أو محلية. كذلك أغلب المواضيع المتناولة ربما فيها نوع من التشويه للواقع، وفق رؤية وخط تحرير كل قناة تلفزيونية، ليبقى المواطن أحيانا يعاني من حالات نفسية معقدة نظير مشاهدة بعض هذه القنوات التي تنقل واقعا مأسويا عن وضع الممارسة السياسية في البلاد والواقع الاقتصادي المعقد ضمن إجراءات الرشادة المصرفية التي تدعو لها كل الأطراف، وبالتالي تجد المشاهد يتحول تلقائيا إلى بعض القنوات البعيدة كل البعد عن الواقع المعيش مثل قنوات ناشينال جيوغرافي، لكي يحس بنوع من الارتياح على الأقل.
سألنا أحد المواطنين عن رؤيته للقطاع الإعلامي في الجزائر في عيد الصحافة العالمي، فقال، الجزائر تقريبا قطعت شوطا لا بأس به في إطار الحريات، وبالأخص الإعلام، فهذا مكسب ثمين، لكن بالمقابل نرى أن الممارسة الإعلامية باتت تعاني الانحدار يوما بعد يوم في بعض القنوات الفضائية والدليل ما يعرض من برامج أقرب إلى التفاهة والسطحية، الأمر الذي يدفع المشاهد أحيانا الى العودة والحنين إلى الإعلام العمومي الذي يقدم خدمة عمومية في إطار أخلاقيات عالية. كذلك نعتبر هذا الانفتاح فرصة ثمينة لكي تطور المؤسسات الإعلامية العمومية محتواها وتتقرب أكثر من المواطن، هذا الأخير الذي سوف يميز تلقائيا بين ما ينفعه وما يضره من هذه العناوين الإعلامية الكثيرة مع الوقت.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025