للطلبة مساهمة في الثورة التحريرية المجيدة، التي تميزت بتجند كل الشعب الجزائري، في سبيل استقلال الجزائر.شنّ الطلبة إضرابا يوم 19 ماي 1956 ، وقرروا الالتحاق جماعيا بالكفاح المسلح احتجاجا على المضايقات والاعتقالات في صفوفهم، خاصة بعد إشاعة إعدام فرحات عجاج، وتنديدا بالظلم والبطش الذي كان يتعرض له الشعب الجزائري من طرف المستعمر الغاشم.
كان انخراط الطلبة والتلاميذ في صفوف الثورة التحريرية المجيدة، التي لقنت المستعمر الفرنسي درسا في الوطنية والحرية وعزة النفس، مسألة وقت فقط وتحصيل حاصل، لأن الشعب الجزائري برمته، انخرط منذ البداية في كفاح تحرير الجزائر، مستجيبا قاطبة لنداء جبهة التحرير الوطني، التي أطرت العمل السياسي، وقررت أن الكفاح المسلح السبيل الوحيد، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن الشعب مل من الكفاح السياسي الذي لم يأت بنتيجة، وأن وقت الاستعمار الغاشم انتهى بالجزائر.
التئام الطلبة جاء استجابة لنداء تم إطلاقه، في فيفري 1955 بمبادرة من جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا، من أجل تشكيل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وانعقد المؤتمر التأسيسي بباريس في غضون نفس السنة، وتحديدا في شهر جويلية، ناقش محاور أساسية، في مقدمتها لم ورصّ صفوف الطلبة، مشاركة الاتحاد في الحياة السياسية، والحفاظ على مكانة اللغة العربية.
وخلال أشغال المؤتمر التأسيسي، تم تزكية أحمد طالب الابراهيمي رئيسا للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، والعياشي ياكر نائبا، ومولود بلهوان كاتبا عاما، وعبد الرحمن شريط كاتبا مساعدا، ومحمد منصور أمين المال، وباشر العمل السياسي بطريقة فورية، منددا بالمضايقات والمتابعات التي تمت في حق الطلبة عموما وأعضاء الاتحاد على وجه التحديد، بينهم الطالب عمارة رشيد الذي استشهد بعدما تعرض لتعذيب وحشي همجي، إثر اعتقاله يوم السابع ديسمبر من العام 1955.
الإدارة الاستعمارية وكما كان متوقعا، لم تغير إستراتيجيتها وبقيت تستهدف الطلبة الذين كانوا على غرار الشعب الجزائري ضحية أبشع أنواع العنف والتعذيب، ليقرر الاتحاد عقد مؤتمر ثان في مارس من العام 1956 ، بحضور 60 مندوبا عن الطلبة الجزائريين، إلى جانب مشاركة وفود من تونس والمغرب، وتقرر شنّ إضراب مفتوح يوم 19 ماي 1956، سجل بصمة الطلبة والتلاميذ بأحرف من ذهب في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة.