تعود ذكرى اليوم الوطني للطالب المصادف لـ 19 ماي من كل سنة، والجامعة الجزائرية تواجه تحديات كبيرة وصعبة تتطلب تكاثف الجهود من أجل بناء جزائر قوية، لها قاعدة تاريخية وتراث ثقافي وحضاري معتبر، وهو المشروع الذي يعول على انخراط الطلبة فيه بشكل إيجابي وفعال.
لا يمكن الحديث عن الذكرى دون استذكار المراحل التي مرّت بها الجامعة إلى غاية الإصلاحات التي خضعت إليها، مع إبراز أهم التطورات التي واكبتها، منها نظام «أل-أم- دي» المطبق منذ 2004 ، وقد بلغ نسبة 100 بالمائة سنة 2015 ، بالإضافة إلى ولوج عالم المعلوماتية والتكنولوجيات الحديثة، التي تسهل لهم طلب العلم والمعرفة، من خلال التجارب التطبيقية. يعزّز هذا الاتجاه مراجعة الإصلاحات، وما عرفتها من اختلالات، لرد الإعتبار للشهادة الجامعية ودفع الجامعة الجزائرية نحو العالمية.
باعتبار أن الدورات التكوينية إحدى مرتكزات نظام «أل-أم-دي»، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة، لتمكين الطلبة من إجراء تربصات ميدانية، بتفعيل الاتفاقيات المبرمة في هذا المجال، على المستويين الوطني والدولي، بهدف تمكينهم من الاطلاع الواسع على مختلف المعارف، سواء النظرية أو التطبيقية.
وبالرغم من النقائص المسجلة التي تعرفها الجامعة، يتخرج من هذه الأخيرة اليوم، آلاف الطلبة بإمكانهم المشاركة في مسيرة البناء، ويتعين على طلبة اليوم الانخراط بشكل إيجابي في مشروع البناء الوطني، وفي رسم المعالم الثقافية والحضارية للبلاد، وأن يكملوا المسيرة التي بدأها زملاؤهم من الطلبة المجاهدين المضربين، الذين أعطوا دروسا لطلبة اليوم، في التضحية وفي الذود والدفاع عن الوطن.
ويرى البعض أن الانخراط الإيجابي للطلبة في الحياة الاجتماعية للدولة، لا يتأتى إلا بمنحهم الآليات والوسائل والمساهمة في وضع إستراتيجية كلية، كما يعتبرون الأداء السياسي، درجة من درجات الوعي لدى الطالب الجامعي، وليس تنفيذا لبرامج أحزاب سياسية بعينها.
كما تسعى الجامعة الجزائرية لإحداث تخصصات جديدة رفقة المؤسسات الاقتصادية، تفيد الطلبة والمؤسسات، من خلال بناء جسر يربط بين الطرفين، من أجل المساهمة في التنمية المحلية، كما يعد التكوين الجيد الذي يحظى به الطالب الجامعي في المؤسسات العلمية، أو تلك المنشأة في إطار التكوين المهني، عاملا إيجابيا للاعتماد على فئة الشباب في تسيير المؤسسات الوطنية .