إلى رحاب رحمة الله أيها البطل الكبير

محمد كاديك

شاءت إرادة الله أن يختار إلى جواره المجاهد الكبير، الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز؛ ذلك الرجل العظيم الذي لم ينبض قلبه إلا بالحرية. شاءت الأقدار أن يختار الله الرئيس محمد عبد العزيز إلى جواره قبل أن تشرق شمس الحرية على الأراضي الصحراوية.. اختاره إلى حيث هدأة الروح بعيدا عن الظّلم الذي كابده وشعبه على مدى عقود من الزمن لم يكلّ في أثنائها عن تحمّل آمال شعبه وآلامه، وظل يعانق ذلك الحلم الجميل.. حلم طفل صحراوي يرسم وردة على شفتي الحياة.. يرسم حمامة تعانق خيط نور.. يرسم الوطن..
حياة كفاح كانت حياة الرئيس محمد عبد العزيز.. حياة كفاح وجهاد وصبر ومصابرة.. حياة بطولات في ميادين الكرامة والشرف.. حياةٌ جعلها وقفا على رسالة سامية خطّها الشعب الصحراوي الأبيّ بالدماء والدموع.. حياة جعلها وقفا على الحق وحده، فكانت الرسالة الأعظم على مدى أربعين عاما من الصّبر.. أربعون عاما من الصمود..
رحل محمد عبد العزيز.. ترجّل الفارس الذي نثر عبير المحبة في كل الآفاق، وصاغ ملحمة عظيمة لأمجاد الإنسان.. ملحمةٌ صاغها مكافحا في الميدان، وسياسيا في المنابر عبر العالم.. محمد عبد العزيز صنع مجد الإنسان..
عرفنا محمد عبد العزيز ونحن ندرج في أول الصبا.. كنا نرى ابتسامته على نشرات الأخبار، ونجمع صوره من الصّحف؛ وبقيت ابتسامته ترافقنا على مرّ السنين.. لم تتغيّر.. أربعون عاما من الصّبر رافقتها بسمة تنقل ذلك الأمل الصّحراوي في التحرّر من ربقة المستعمر.. بسمة ظلت راسخة على الدّوام، وتقول لكل العالم بأعلى صوت: الحريّة حقّ الإنسان.. الحريّة هي الإنسان..
أربعون عاما من الكفاح.. ها بلغت القضية أشدّها، ومن حق الرئيس محمد عبد العزيز أن يترجّل.. من حقه أن يرحل إلى حيث لا ظلم في حق الإنسان، ويكفي أنه صاغ ملحمة ستتردد ألحانها على مدى التاريخ..
فزعت القلوب يا سيدي محمد عبد العزيز.. فزعت القلوب ودمعت الأعين لفراقك أيها الصامد على درب الحرية.. فزعت القلوب لفراقك يا من جعلت للمجد هامة.. نم هانئا.. فالشعب الصحراوي الأبي، وشرفاء العالم على عهدك ووعدك.. المجد للإنسان..
رحمك الله أيها البطل الكبير.. رحمك الله ولقّاك نضرة وسرورا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025