لا يسعنا في هذا المصاب الجلل.. الذي ألمّ بالشعب الصحراوي المناضل، إلا أن نعزي طلائع هؤلاء الأحرار الأخيار والأطهار في فقدان رمز من رموز الكفاح الصحراوي... من أجل الانعتاق من براثن احتلال غاشم أخذ الأرض بالحديد والنار.
إننا في هذه اللحظات التاريخية، نعتصر ألما لرحيل رجل من الرجال الأفذاذ والأبطال الذين أفنوا عمرهم في التضحية من أجل شعبه إلى آخر رمق من حياته وبقي وفيا لقضية لطالما أداها بحكمة ووطنية مع شعبه داخليا وعلى مستوى المجموعة الدولية.
منذ مسيرة العار للمحتلين والرئيس محمد عبد العزيز يرفع لواء الوطن أو الاستشهاد رفقة إخوانه الأشاوس، منهم الشهيد مصطفى الوالي الذي أبلى البلاء الحسن في مقارعة الاحتلال المغربي في ربوع الصحراء الغربية.
هذا المسؤول الصحراوي تصدى لكل الهذيان المغربي إزاء القضية الصحراوية.. ولم يترك له الفرصة دوليا وهذا من خلال فرض منطق الشرعية عليه.. كاشفا إعتداءاته الهمجية وعمليات القتل والتعذيب، عندما اختارت القيادة الصحراوية الانتفاضة السلمية، هنا فضح الممارسات اللاإنسانية للمغرب.
كما رد المرحوم عبد العزيز على الاستفزازات والإغراءات المغربية... التي أرادت تشويه كفاح هذا الشعب، إنه مسار مناضل من حديد في كل مرة تجدد فيه الثقة من المسؤولين الصحراويين.
إن القيادة الصحراوية قوية بمؤسساتها التي اختارها الشعب، والمنتخبة قاعديا.. هذه الصلابة مستمدة من كل هذه القناعات لتحقيق الاستقلال وهذا ما كان يأمله محمد عبد العزيز دائما، أن يترك مجموعة متماسكة ومتينة لاستكمال المسيرة الوطنية من أجل الاستقلال، كل الاستقلال.. ولا أحد يستطيع إطفاء شعلة تحرير هذا الوطن المفدّى مهما كان، لأنها إرادة شعبية لا تقهر أبدا والصحراويون يدركون ذلك جيدا والرؤية السياسية واضحة لديهم، كونهم اعتادوا الاعتماد على النفس في مواجهة كل ما يحاك ضدهم من قبل المغرب.
واليوم، كل الشعب الصحراوي «محمد عبد العزيز» الرئيس الرمز، الذي تمكن بفضل حكمته قيادة الصحراويين إلى تحقيق أهدافهم الوطنية بنظرة بعيدة المدى غايتها استرجاع الوطن ثم الوطن.