الكفاح المسلح خيار جاهز

خبراء أمنيون: الجيش الصحراوي لن يتأثر بوفاة عبد العزيز

حمزة محصول

كثف جيش الجمهورية العربية الصحراوية، في الأسابيع القليلة الماضية، من تدريباته ومناوراته العسكرية وفهمت على أنها استعداد لما بعد طرد الاحتلال المغربي لبعثة المينورسو، لارتباطها الوثيق بوقف إطلاق النار. وتزامن رفع الجاهزية القتالية لهذه القوات مع وفاة الرئيس محمد عبد العزيز.
على الرغم من تمسّك جبهة البوليساريو بالخيار السلمي لتسوية النزاع مع المحتل المغربي، عبر الامتثال التام لقرارات الأمم المتحدة، احتفظ الشعب الصحراوي بحق العودة للكفاح المسلح، كإجراء قابل للتنفيذ في أية لحظة. وتضاعف، في السنوات الأخيرة، الآراء الداعية إلى ترجيح صوت النار والرصاص، بدل تعليق آمال بالية على إنصاف المجتمع الدولي.
وقدم الجيش الصحراوي في الاحتفالات المخلد لميلاد الجمهورية العربية الصحراوية، في 28 فيفري الماضي، استعراضا عسكريا ضخما، كشف فيه عن امتلاكه لأسلحة حربية جد متطورة وبين أنه جاهز لأية معركة مسلحة. وسرعان ما فهمت الأطراف ذات العلاقة بالنزاع الرسالة التي تحمل الدعوة للتعجيل بإقرار الحل السلمي.
وفي الفترة الممتدة بين مارس وأفريل الماضيين، بلغ التوتر بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي درجة عالية لم تشهدها القضية منذ سنوات، وذلك على خلفية عدم هضم الصحراويين مقتل شاب أعزل على يد قوات الاحتلال المغربي في المناطق المحررة قرب جدار العار، وإقدام سلطاته على طرد المكون السياسي والإداري للجنة الأممية المكلفة بتنظيم استفتاء تقرير المصير.
ولم تتردد القوات الصحراوية، في ضبط تفاصيل الاستعداد لأية مواجهة محتملة، لأن طرد المينورسو يعني تعليقا آليا للعمل باتفاق وقف إطلاق النار، وشرع في مناورات عديدة وتدريبات مكثفة.
وحتى وإن انتهى الاجتماع السنوي لمجلس الأمن الدولي، بقرار يلزم المغرب بإعادة عناصر المينورسو في مهلة لا تتجاوز 3 أشهر، وصده للتهور الهستيري لدبلوماسية الاحتلال الذي أعقب زيارة بان كي مون، لاتزال أيادي الصحراويين على الزناد.
تحديات المرحلة هذه، تزامنت مع الأيام الأخيرة، في حياة الفقيد محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو، والذي يعتبر في الوقت ذاته قائدا عسكريا ملهما، فما تداعيات رحيله على معنويات الجيش الصحراوي؟.

مجاهد: للشعب الصحراوي رجال من طينة عبد العزيز

يصف اللواء المتقاعد، عبد العزيز مجاهد «بالرجل المجاهد، الثوري والمسؤول»، وقال في اتصال مع «الشعب» إن القضية الصحراوية حملته المسؤوليات العسكرية والسياسية ولا تنفصل عنها صفة الجهاد في سبيل تحرير الأرض والوطن.
واعتبر مجاهد، أن رحيل عبد العزيز يضاف إلى قوافل الشهداء الذين سقطوا في ميادين الشرف منذ اندلاع الكفاح المسلح سنة 1975 إلى غاية 1991، مؤكدا أن لدى الشعب الصحراوي آلاف من طينة الفقيد.
وأفاد اللواء المتقاعد، بأن تولي محمد عبد العزيز قيادة الدولة والأمانة العامة لجبهة البوليساريو، طيلة 40 سنة، في ظل الديمقراطية المشهودة التي تميز نشاط القيادة الصحراوية وحرصها على الرأي والرأي الآخر، دليل على قناعة رفاقه «بأن قضيتهم ليست في من يتولى المسؤولية وإنما من يخدمها بشكل أفضل».
وأكد المتحدث، اعتقاده الراسخ باستمرار مسيرة النضال التحريري للشعب الصحراوي بعد عبد العزيز، مشيرا إلى التماسك الذي يميز القيادة السياسية والعسكرية للبوليساريو، وقدرتها على إيجاد الخليفة الأنسب لرجل من طينة الفقيد.

بن جانة: معنويات الوحدات القتالية الصحراوية لن تتأثر

الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، بن عمر بن جانة، أفاد بأن «القوات العسكرية الصحراوية لن تتضرر من الناحية المعنوية، لأنها وعلى غرار مبادئ القوات المسلحة بجميع أنحاء العالم، متشبعة بفكر المقاومة والصمود».
وقال لـ «الشعب»، إن الوحدات القتالية الصحراوية ستتجاوز بسرعة وفاة الرئيس عبد العزيز، لأنها مجتمع متشبع بعقيدة قتالية وسيجد القائد البديل. وأضاف، بأن «الشعب الصحراوي كله سيتجاوز المرحلة ولن يتأثر من الناحية المعنوية».
وأوضح، أن التأثر العاطفي لرحيل رجل بحجمه، أمر طبيعي، «لكنه ينال أبدا من عزيمته وإصراره على نيل غايته المنشودة». وأشار بن جانة، إلى أن وفاة عبد العزيز جاءت في مرحلة حرجة للغاية وستشكل ضربة قوية، غير أنها ستلعب في الوقت ذاته دورا في تحفيز وحشد المعنويات.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025