أكّد العديد من صغار مزارعي الحبوب بمنطقة غرب متيجة الخصبة، أنّ نتائج الحصاد والدرس سجلت تراجعا في مردود المساحات المزروعة، ناهيك عن رداءة نوعية الحبوب وتدني أسعار التبن. فيما أكّد رئيس مصلحة مراقبة الإنتاج بمديرية الفلاحة، أنّ هذا التراجع يبقى نسبيا وأنّ طرح المزارعين مبالغ فيه.
في ذات السياق، أكّد معظم الذين تحدثنا رليهم بمناطق حجوط وسيدي عمر وسيدي راشد، أنّ مردود الهكتار الواحد يتراوح بين 15 و25 قنطارا هذا الموسم، بعدما كان يتجاوز سقف 40 هكتارا طيلة المواسم المنصرمة.
وقال أحدهم، إنّه حصل على 128 قنطار من القمح من 10 هكتارات مزروعة، ما يعني أنّ المردود لم يتجاوز سقف 13 قنطارا في الهكتار الواحد. فيما أشار مزارع آخر إلى حصوله على 40 قنطارا من 3 هكتارات بمعدل مردود متوسط قدره 13 قنطارا في الهكتار. وقال آخرون، إنّ المعدّل المتوسط لمستثمراتهم يتراوح عموما ما بين 15 و18 قنطارا للهكتار، في حين كان هؤلاء يترقبون تحصيل منتوج بمردود متوسط لا يقل عن 35 قنطارا في الهكتار الواحد، وحتى الأراضي التي كانت من ذي قبل مزروعة بمنتوج البطاطا لم يحصل منها سوى على ما يعادل 35 إلى 40 قنطارا في الهكتار الواحد، بحسب ما أشار إليه بعض المزارعين.
عن الأسباب المباشرة التي تقف وراء تراجع المحصول هذه السنة وبهذه النسب التي فاقت كل التقديرات، أشار بعضهم إلى عدّة أسباب يراها كل منهم الأقرب إلى تفسير حقيقة ما وقع، تأتي في مقدمتها رداءة البذور المستعملة والتي تم الحصول عليها من مستودعات الديوان الوطني للحبوب. فيما أشار آخرون إلى تأثير حرارة الجو المسجلة إلى غاية شهر جانفي الفارط على البذور، إضافة إلى إصابة معظم المزارع بمرض الصدأ الأصفر الذي يهاجم السنابل في مرحلة الإثمار وهو المرض الذي قام أحد المزارعين بمعالجته مرتين للتمكن من بلوغ الهدف المرجو إلا أنّه خسر بالمقابل مساحات شاسعة بفعل مرور الجرار على المزروعات التي لم يكن بوسعها استرجاع شكلها وطبيعتها، بالنظر إلى تقدم نموها.
وإشتكى مزارعون آخرون، من نقص فاعلية الأدوية المستعملة للمعالجة، لاسيما في ظلّ انتشار مرض الليلية الغريب، الذي يسفر عادة عن احتراق بطيئ للسنابل. كما أعرب آخرون عن تذمرهم من الانتشار الفظيع لمرض الحشرة البيضاء، التي أغارت على عديد المزارع وأصابت السنابل في الصميم، مما أسفر عن تراجع المردود.
من جهته قال رئيس مصلحة مراقبة الإنتاج بمديرية الفلاحة، إنّ المصالح التقنية الفلاحية رافقت المزارعين طيلة الموسم ولم تسجّل تطورات سلبية في المسار التقني، مشيرا إلى حصول عديد المزارعين بمنطقة أحمر العين على مردود مرتفع يتمشى والتوقعات المسطرة من ذي قبل. وأكّد محدثنا، أنّ المزارعين الذين تابعوا مسارهم التقني باهتمام ورعاية مثالية حصلوا على نتائج مشجعة للغاية، في حين تلقى بعضهم صعوبات تقنية في معالجة محاصيلهم، لاسيما في ظلّ النمو المفرط للحشائش بفعل كثافة الأمطار المتهاطلة خلال الفترة الفاصلة بين جانفي ومارس مما أثّر سلبا على مردود المساحات المزروعة. كما أشار محدثنا أيضا، رلى أنّ بعض المزارعين يتحجّجون بتراجع المنتوج لتبرير ظاهرة عدم دفع محصولهم لمراكز التخزين المعتمدة وهي المراكز التي استقبلت كميات معتبرة تجاوزت سقف 130 ألف قنطار مع نهاية شهر جوان، الأمر الذي لا يوحي بتراجع المردود مقارنة مع ما تمّ تداوله خلال السنوات الفارطة.
وبين مخاوف المزارعين وطمأنة المصالح الفلاحية بشأن الموضوع، يبقى الإشكال مطروحا على الغرفة الفلاحية وجمعية المزارعين للنظر في مجمل الانشغالات المعبّر عنها.