تستقطب بقايا القطع الحربية وبعض متعلقات الشهيد عبد الله معصمي، التي جمعها شباب مختلف دور الشباب بولاية باتنة، فضول الزوار وشغفهم بفضاء «دار الدزاير» وقرية التسلية بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، لما تمنحه من فسحة في تاريخ الثورة للجيل الجديد.
انجذب الزوار من العائلات والشباب وحتى الأطفال لما يحتويه الجناح في زاوية زجاجية مغلقة لبقايا متعلقات الشهيد الذي عثر على جسده الطاهر سنة 1996 بكامل لباسه العسكري وبندقية وحذاء وأدوات ميدانية حربية وهو ما زاد من إنجذاب الزوار وشغفهم بالتاريخ الثوري.
وأشار رئيس وفد ولاية باتنة بن فاتح بوضرسة إلى أن الشباب والأطفال والعائلات التي تمر عبر جناح ولاية باتنة يشدها ما يعرض من شواهد خاصة بتاريخ الثورة خاصة ما تعلق بالشهيد معصمي عبد الله الذي عثر على جثمانه الطاهر وهو في كامل لباسه العسكري وسلاحه سنة 1996 بمنطقة الشمرة على مستوى تيخيار بطريق أم البواقي - باتنة وتم إعادة دفن رفاته.
وعادة ما يطرح الزوار الكثير من الأسئلة حول أصالة مقتنيات الشهيد خاصة لباسه وبقايا حذاؤه المتآكل وسلاحه وكل أغراضه التي بقيت على حالها رغم مرور الزمن يضيف ذات المتحدث.
وأشار في ذات السياق الى أن ما يعرض ايضا بالخيمة من أغراض ترجع للحرب العالمية الأولى وضمنها خوذة عسكرية عليها آثار،فضلا على بقايا قنابل متفجرة وبقايا رشاش و أسلحة منها أجنحة طيران ترجع للجيش الفرنسي إستخدمت في مختلف المعارك التي شهدتها الولاية.
وأكد أن الشباب يجمعون هذه القطع بمبادرات فردية كهواية للحفاظ على الذاكرة التاريخية للمنطقة التي عرفت بإنطلاق أول رصاصة من ربوعها بداية الثورة في الفاتح نوفمبر 1954.
وأوضح أن هؤلاء الشباب الذين تستهويهم مغامرة جمع بقايا الأسلحة عبر جبال ولاية باتنة ينتمون لدور الشباب التابعة لمديرية الشباب والرياضة للولاية ويتم تأطيرهم وتحسيسيهم بخطورة هوايتهم خاصة أن بعض الذخائر والقنابل قد تكون مملوءة ولم تنفجر بعد وقد أقمنا معارض توعوية للشباب بخصوص هده الأسلحة وخطورتها.
وأضاف السيد بن ضرسة أن مختلف دور الشباب تمتلك أزيد من 200 قطعة مختلفة من بقايا الأسلحة كالرصاص والقنابل والدبابات جمعها شباب نوادي مراكز الشباب بذات الولاية من مختلف ساحات المعارك التي شهدتها المنطقة خلال الثورة.
وأشار ذات المصدر الى أن «شواهد تاريخية خاصة بالثورة المجيدة ضمنها طائرات كاملة الهيكل وقنابل فارغة منشطرة ما تزال تفترش العراء عبر مختلف مداشر وبلديات باتنة ضمنها طائرة كاملة بجبل أحمر خدوا».
وسجل بن ضرسة غياب التنسيق ما بين مديرية المجاهدين ومراكز الشباب التي تكتنز هذه القطع الحربية والتاريخية الشاهدة على نضال المنطقة. ودعا مختلف مسؤولي مؤسسات حماية الذاكرة التاريخية بجردها وتصنيفها وتخصيص متحف جهوي للم شمل الذاكرة وتقديمها للجيل الجديد كعناصر لإذكاء الوطنية والمسؤولية إتجاه الوطن.
كما تتوزع عبر فضاء الخيمة الباتنية الأصيلة العديد من القطع الحربية ذات القيمة التاريخية على غرار أسلحة وبقايا ذخيرة وقنابل،وأدوات الزراعة والنسيج والنحاس العتيقة.
وقد تميز حفل العرس التقليدي لولاية باتنة في إطار برنامج خيمة « دار الدزاير» بتقديم شذرات من أصالة الولاية المعروفة بمخزونها التراثي وتقاليدها الأصيلة في مجال اللباس التقليدي والأغنية وتقاليد حفلات الأعراس.
وقد شدت مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والعروض الفولكلورية التي شهدها العرس التقليدي الشاوي المفعم بالتاريخ والتقاليد ورائحة التراث العريق الجمهور العاصمي. ومنح العرس التقليدي صورة شاملة عن طقوس تنظيم العرس بباتنة بكل تفاصيله.
كما زادت زغاريد النساء نكهة خاصة لتلك اللحظات التي تحن لها كل العائلات وتعيد من خلالها ربط الجيل الجديد مع عناصر تقاليده وتراثه وموسيقاه النابعة من الذاكرة الفنية الجزائرية العريقة بإيقاعاتها.
وأطربت الفرق المحلية القادمة من عاصمة الأوراس باتنة الحاضرين بأنواع مختلفة من الفنون المحلية من أغاني الرحابة والرقصات والأكلات الشعبية والحلويات التي تتقاطر تاريخا وأصلة وعذوبة.
وقد منح وفد ولاية المتكون من 50 عضوا بمشاركة جمعيات ثقافية واجتماعية والذي ينشط عبر مختلف دور الشباب التابعة لمديرية الشباب والرياضة للولاية الجمهور فسيفساء من عناصر الثقافة المحلية بعناصرها الجمالية ولباس «التاملاكت والبرنوس» باعتبارها تراثا ماديا ولا ماديا مشتركا يجب الحفاظ عليه.
وتذوق الحضور أيضا بعض الأطباق والحلويات التي تشتهر بها أعراس المنطقة منها البربوشة والزيراوي والرقاق والرفيس و الزرير والجاري و الشخشوخة غيرها.