سكان المخيّمات الصحراوية يخشون الفياضانات
استيقظ سكان تندوف، صبيحة أمس، على حجم الدمار والخراب الذي خلفته العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، تاركةً وراءها خسائر مادية معتبرة وهلع وسط المواطنين ودعوات إلى إعادة النظر في شبكة الصرف الصحي بالمدينة.
العاصفة المطرية المصحوبة برياح قوية والتي بلغت سرعتها 110 كلم في الساعة، دامت لقرابة الساعة من الزمن وبلغت معها كمية الأمطار المتساقطة حوالي 20 ملم، مخلفةً خسائر في الممتلكات العامة والخاصة، كما أدت إلى سقوط الأشجار وجدران بعض المنازل وإلحاق أضرار ببعض السيارات.
أفاد مصدر مسؤول لـ «الشعب» أن هذه العواصف ضربت المنطقة بشكل مفاجئ وبعيداً عن كل التوقعات في ظل غياب نشرية خاصة تُحذر من الكارثة، بحسب ما هو معمول به في مثل هكذا حالات، وقد حاولنا الاتصال بمسؤولين من الأرصاد الجوية بتندوف للإطلاع أكثر على الكارثة الجوية غير أن كل الاتصالات باءت بالفشل.
وقفت «الشعب» من عين المكان على حجم الخسائر المسجلة والوضعية الكارثية التي خلفتها العاصفة، وفي هذا الإطار، أكد الرائد «أحمد با أدجي» مدير الحماية المدنية، بولاية تندوف على تسجيل حالة وفاة واحدة ويتعلق الأمر بالطفل «و. - اسماعيل» ابن الـ 03 سنوات بعد إصابته بصعقة كهربائية بحي الحكمة دون تسجيل جرحى، وأضاف المتحدث أن عدد التدخلات المسجلة بلغت 18 تدخلا بمدينة تندوف ومخيمات اللاجئين الصحراويين يتعلق أغلبها بنداءات لفتح المسالك وتجفيف البرك المائية داخل بعض المؤسسات الإدارية وإخراج المياه من المنازل.
من جهة أخرى، تنقل الأمين العام للولاية السيد «دحو مصطفى»، صبيحة أمس، رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي بالنيابة وعدد من المسؤولين الى بعض الأحياء الأكثر تضرراً لمعاينة الخسائر والتكفل بالمتضرّرين، فيما تشكلت خلية أزمة برئاسة الأمين العام للولاية للإشراف على معالجة نتائج الكارثة وإحصاء الأضرار.
تجدر الإشارة إلى أن والي تندوف قد ترأس، منذ أسبوعين فقط، اجتماع تم التطرق فيه الى ضرورة وضع آليات وسبل لمجابهة الأخطار والكوارث على مستوى الولاية، حيث دعا الى تطبيق مناورة ميدانية تحاكي تعرض الولاية لكارثة طبيعية بشكل مفاجئ لمعرفة مدى جاهزية مختلف الهيئات لتطبيق مخطط الإسعافات الأولي.
في ذات السياق، شهدت مخيمات اللاجئين الصحراويين أضراراً معتبرة مست جل المخيمات، مع قطع الطرقات بسبب الأودية والسيول، فيما كان الضرر الأكبر في كل من مخيم الداخلة ومخيم العيون الذين عاش سكانهما، ليلة بيضاء، بسبب التخوف من تكرار سيناريو أمطار، أكتوبر الماضي، وفي اتصال هاتفي لـ»الشعب»، أكد السيد «محمد يسلم بيسط» والي ولاية العيون أن العاصفة خلّفت «دمار شديدا وغير مسبوق» في البنايات الطوبية بمختلف دوائر المخيم، فيما تم تسجيل 11 جريحا بمخيم العيون فقطا إثنين منهم في حالة خطيرة، تم نقلهم لمستشفى تندوف، وأضاف المتحدث أن الإحصاء الأولي للأضرار والذي لا يزال متواصلا، الى حد الساعة، كشف عن وجود 76 عائلة متضرّرة بشكل كامل بالمخيم وحوالي 60% من المدارس وروضات الأطفال لحق بها دمار وتشقق للجدران وسيلان في الأسقف، مما سيؤثر سلباً على الدخول المدرسي القادم، وأكد والي العيون أن الدوائر الواقعة شرق المخيم كانت الأكثر تضرراً، حيث تم تسجيل إتلاف بعض الخيم بشكل كامل وسقوط البنايات بهذه المناطق، وقد أشاد «بيسط» بالتعاطي الايجابي والتدخل السريع للحماية المدنية الجزائرية من أجل إجلاء المتضررين وفتح المسالك بين دوائر المخيم، فيما أعرب عن سعادته للتدخل الميداني للسلطات المحلية بالولاية ووقوفها عن كثب لمعاينة الأضرار، وهي ذات الأضرار التي وقفت عندها مفوضية غوث اللاجئين ومنظمة الغذاء العالمي رفقة منظمات غير حكومية يقودها وفد هام من الجبهة لدراسة الأوضاع الناجمة عن الكارثة، فيما تشكلت خلية أزمة في مخيم العيون يترأسها والي الولاية.
أصدر الهلال الأحمر الصحراوي بياناً موجهاً للمجتمع الدولي ومختلف المنظمات الدولية يدعو الى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين الصحراويين، بعد النقص الفادح في المواد الغذائية على مستوى مخازن الهلال ونفاذ المخزون الاحتياطي من الخيم والأغطية، وهو ما أكده والي العيون والذي دعا الى ضرورة تجاوب الدول المانحة مع هذا النداء، خاصةً و أن بعض اللاجئين الصحراويين باتوا، اليوم، بدون مأوى.