انتقد سكان أحياء العاصمة، تأخر عمال مؤسسة المياه و التطهير « سيال» في الاستجابة لبلاغاتهم المتعلقة بتسجيل أعطاب على مستوى قنوات المياه الشروب أو الصرف الصحي، لمدة تتجاوز الأسبوع ما يؤدي إلى ضياع كميات كبيرة من المياه النظيفة واختلاطها مع القذرة باعتبارها تصب في النهاية في المجاري.
هذه الحالة نصادفها في كل مرة عند حدوث تسرب لاسيما خلال فصل الصيف، والغريب في الأمر أن هذا التجاوب المتأخر مع بلاغات المواطن، يتزامن والحملات التحسيسية التي تطلقها الوزارة المعنية والوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية للحد من تبذير المياه والحفاظ عليها باعتبارها ثروة ثمينة خصصت لها الجزائر إمكانيات مادية ومالية ضخمة لربح معركتها، وذلك من خلال استغلال الوسائل الإعلامية والوسائط و حتى الرسائل القصيرة عبر الهاتف النقال. ما يطرح السؤال هل المواطن فقط المسؤول عن ضياع المياه ببلادنا؟.
ومن المعلوم أن التسربات المائية تحدث نتيجة لاهتراء القنوات أو نتيجة الاعتداء عليها من خلال القيام ببعض الأشغال العمومية، ولهذا تحرص وزارة الموارد المائية و البيئة عن طريق مديرياتها على إعادة تهيئة القنوات وشبكات الربط لضمان التسيير الحسن لخدمة ماء الشروب، و كذا مطالبة المؤسسات المنجزة للأشغال بالتنسيق مع مصالحها لتجنب أي خسائر أو اعتداءات على منشآت القطاع.
والحديث عن التسربات يقودنا إلى شرق العاصمة و تحديدا بحي 8 ماي 4 السوريكال» ببلدية باب الزوار حيث سجل تسرب مائي على الرصيف الرابط بين ثانوية نصطفى لشرف و اكمالية ابن رشد، وبالرغم من الإبلاغ عنه والتأكيد من جانب موزعة الهاتف المكلفة باستقبال مكالمات المواطنين على الرقم 15-94 بأنه تم برمجة إصلاحه منذ أكثر من أسبوع إلا أنه لحد الساعة لم يتحرك عمال سيال.
وليس ببعيد وببلدية برج الكيفان وتحديدا بمحاذاة الأمن الحضري سجل أيضا تسرب مائي وتم الإبلاغ عنه منذ أكثر من 10 أيام من طرف أحد عمال اتصالات الجزائر إلا أنه لا حياة لما تنادي، ما يطرح السؤال هل عمال «سيال» في عطلة أم لا يوجد عمال مناوبون جاهزون للتدخل عند أي طارئ؟.
واستغرب المواطنون غياب سيال وهي التي عودتهم بالتزامها باعتبارها مؤسسة مواطنة وتسجل حضورها في كل وقت، إلا أنها تسجل تأخرا في إصلاح التسربات المائية، خاصة وأن ذلك لا يؤثر فقط على ضياع كميات هائلة من المياه الصالحة للشرب بل حتى على سلامة الطرقات والأرصفة التي تعد مكاسب مهمة للمواطن في تنقلاته اليومية.