125 عملية في يوم واحد هزّت الإدارة الاستعمارية
تقربت «الشعب» من عدد من المجاهدين الذين أدلوا بشهاداتهم القيمة وشاركونا ذاكرة لم تمت ولم تتلاش رغم مرور الزمن، المجاهد «عبد الحميد سمومة» الذي حل ضيفا على منتدى «الشعب» بسكيكدة، والذي كان أمينا ولائيا للولاية السابعة بفرنسا رفقة آخرين على رأسهم «غربي شعبان، مغناش، قيدمون أحمد، أكلي»، استذكر المجاهد سمومة معنا أحداث هجومات الشمال القسنطيني ودموع الألم على زملائه الشهداء تنهمر من عينيه، حيث كان عام 1955 متواجدا بفرنسا رفقة إخوانه المناضلين بفيدرالية جبهة التحرير بفرنسا، حيث جاءهم حوالي 10 مجاهدين لباريس بحثا عن التمويل المالي للثورة بالجزائر خاصة وأنهم كمناضلين بالمهجر نقلوا الثورة لقلب فرنسا ونشروا الهلع فيها.
وقال المجاهد سمومة كان لنا يومها نظام محكم تمكنا من خلاله نقل ما يحصل بالجزائر لفرنسا وبالتفصيل وهو ما أخلط أوراق المحتل وبعد الهجومات التي حصلت بالجزائر صدر بيان بتاريخ 25 أوت 1958 بالهجوم على قواعد فرنسية حيث قمنا بـ 125 عملية في يوم واحد وفي كل نواحي فرنسا شملت عمليات حرق للغابات، قتل وتدمير منشآت أمنية ومدنية.
وأكد المجاهد أن عظمة الثورة الجزائرية والقرار الشجاع للشهيد زيغود يوسف لفك الخناق على الأوراس، قابله هذا الانتصار الرائع لجنود جيش التحرير الوطني أين اضطرت القيادة العسكرية الفرنسية إلى تغيير خططها وبرامجها لمواجهة المجاهدين، فراحت ترتكب المجازر الرهيبة في حق أبناء الشعب الجزائري، من أجل إيقاف المد الثوري وفصل الجماهير الشعبية عن الالتفاف حول جيش التحرير الوطني وبالرغم من الأعمال الإجرامية التي ارتكبها الجيش الاستعماري منها خاصة الإبادة الجماعية للسكان على مدى أسبوع كامل فإن الثورة التحريرية من جهتها فقد فرضت في الميدان واقعا معاكسا تماما لأحلام الاستعمار.
ودعا المجاهد أبناء الاستقلال إلى الحفاظ على الجزائر التي راح من أجلها رجال ونساء ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية، وأن أجدادنا دفعوا الثمن بالتضحية وأنهم لم يؤمنوا سوى بأمرين اثنين هما الاستقلال والتضحية لا غير.
