المجاهد الواهم صالح المعروف ب»الرزقي»

مؤتمر الصومام من أفكار الشهيد زيغود يوسف

سكيكدة: خالد العيفة

قال المجاهد الواهم صالح المعروف بـ «الرزقي»،  عايش الثورة بالولاية الثانية،  بحجر مفروش نواحي غين قشرة غرب مدينة سكيكدة، « إن فكرة مؤتمر الصومام من أفكار الشهيد البطل زيغود يوسف، الذي كان يريد إقامته بالولاية الثانية»، وفي خضم ذلك حسب الواهم» فإن انعقد مؤتمر بمنطقة بوالزعرور ببيت بوعوينة رابح بن الطيب ببين الويدان بين شهري افريل وماي سنة 1956 «، موضحا عمي الرزقي «أن تلك المنطقة كانت خلال انعقاد المؤتمر التحضيري شبه محررة، حيث كان عناصر جيش التحرير منتشرين في كل المداشر و القرى المحاطة بالمنطقة على غرار قرية اغبال، زروبة لمباطل، المرج، حجر مفروش وغيرها من المناطق الأخرى».
أضاف الواهم أن «حتى الشعب تجند لحراسة المكان من مباغتة العدو للمجاهدين، وكان عين المجاهدين من عساكر العدو».
أوضح عمي الواهم «أنه تقديرا واحتراما لزيغود يوسف نظم مؤتمر الصومام بنفس تاريخ هجمات 20 أوت 1955، مما يؤكد قيمة البطل زيغود يوسف الذي أعطى دفعا للثورة التحريرية بأفكاره التي جسدها في ساحة الفداء»، وعرج المجاهد للحديث عن ظروف الكفاح والمهمات التي قام بها خلال الثورة  بالفيلق الذي كان تحت مسؤولية بولغب عيسى ونائبه بوبحيرة علي  وجلب السلاح من الحدود التونسية، والمشاق الذي تعرض لها المجاهدون خلال السير بالجبال، حيث اشتبكوا مع عساكر العدو بجبال سفاحلي بسوق اهراس، واستشهد لهم المجاهد بودرمين، وتكفل مواطنون بدفنه حتى تتمكن قافلة المجاهدين من مواصلة السير نحو هدفها لجلب السلاح وإمداد جيش التحرير بالذخيرة»، وأضاف» الرزقي أن القافلة دخلت إلى تونس ومكثت حوالي 20 يوما قبل ترحالها والعودة إلى الديار محملة بالأسلحة والذخيرة التي وصلت إلى 1000 خرطوشة، زيادة على تسليح أفراد الفيلق بنوعين من الأسلحة، واستغرق 30 يوما للوصول إلى حجر مفروش مركز الولاية التاريخية الثانية».
وهجمات 20 أوت 1955 كما قال الواهم «هي معركة حاسمة، وكانت نقطة تحول في حياة الثورة ، فبالرغم من الإمدادات التي وصلت العدو، وعلى الرغم من حالة الطوارئ فقد استمر جيش التحرير الوطني تطوير أعماله الثورية، وتنويع وسائل الكفاح، وخلق حالة من الفزع وعدم الطمأنينة لدى المستعمر، وتخريب المزارع و مخازن الغلال، وقطع طرق المواصلات،ونجحت مقاطعة المنتجات الفرنسية نجاحا منقطع النظير».
فقد جاءت هذه الهجمات حسب «الرزقي» تتويجا لمجهودات كبيرة، فبعد أشهر طويلة من الإعداد، قام جيش التحرير بمجموعات من العمليات المنسقة، والتي تم تنفيذها في وقت واحد، ضد أهداف محددة في منطقة سكيكدة وضواحيها، وكان القتال أشد ما يكون في سكيكدة، الحروش، القل، وبعض النواحي الأخرى، وأعطى هذا الهجوم نفسا جديدا للكفاح المسلح، وكان مثالا للتضحية، فقدت سكيكدة على إثرها الآلاف من الرجال، والنساء ،والشيوخ، والأطفال بمجازر الزفزاف، والملعب البلدي لكرة القدم، وضحايا المقاهي، وكذلك الشباب الذين ساقهم الاستعمار على طول الشارع الرئيسي حتى مكان تعذيبهم بملعب أول ماي حاليا، ومكان اغتيالهم جماعيا بملـــعب 20 أوت حاليا، وبناحية القل وصل عدد المهاجمين 300 فرد، تمركز الهجوم في القل ودام أربع ساعات على ثكنتي الدرك والجيش قتل خلالها ضابط ودركي، وتم حرق ثلاثة مراكز للفلين والخشب، تخريب معمل السمك، ولأن الهجوم كان عاما وشاملا لجأت القوات الفرنسية  إلى قنبلة المدينة بالمدفعية من بوارجها البحرية، فقتل أربعة وعشرون فرنسيا واستشهد 72 شهيدا ووقع 11 جريحا».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025