ركز المتدخلون في النقاش، أمس، خلال منتدى جريدة «الشعب»، المنظم بالتنسيق مع قصر الثقافة لولاية سكيكدة حول موضوع الأبعاد الاستراتيجية والعسكرية لهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955، على أن فكرة الهجومات التي قادها الشهيد زيغود يوسف لم تأت اعتباطيا، وإنما جاءت من رجل مسؤول ومنظم أعد العدة وحضّر لأرضيته بشكل دقيق أربك كل توقعات المستعمر لأنه اعتبرها قضية حياة أو موت.
أكد المتدخلون أن حضور المنطقة التاريخية الثانية في أشغال مؤتمر الصومام كان عاملا فيصلا في ناجه ودون كان سيفشل بسبب وجود تيار متوجس مما يجري، خاصة وأنه كان من المفترض أن ينعقد في منطقة ساطور بسكيكدة، لكن الدواعي الأمنية والاستراتيجية اتفقت على اختيار منطقة أثري ببجاية.
وبناء عليه كانت مشاركة زيغود يوسف في المؤتمر فريدة جدا بالنظر للتقارير المفصلة والمنظمة التي قدمها، حيث كان يؤكد في كل أعماله على النظام والتسلسل والمنهجية وهذا بشهادة الحاضرين في المؤتمر وكل من تعامل معه.
في هذا الإطار، عاد المجاهد عبد الله بوراوي في تدخله المقتضب، ليؤكد على عدم وجود خلافات بين زيغود يوسف وزملائه من المجاهدين وقادة الولايات الأخرى، وإنما كان هناك نقاش واختلاف في الرؤى حول قضايا معينة لكن ليست لدرجة الخلافات العميقة، وذلك بسبب التفاف الجميع على هدف واحد وهو تحقيق الاستقلال والحرية.
بدوره انتقد عمي الرزقي الواهم عدم إعطاء مؤتمر «بوزعرور» الاهتمام الكافي من البحث والقراءة التاريخية بالرغم من كونه مؤتمرا تحضيريا بالولاية التاريخية الثانية وسبق انعقاد مؤتمر الصومام، وهو ما تؤكده عدة وثائق، إلى جانب تطرق الرئيس الأسبق الراحل علي كافي لهذا المؤتمر في مذكرة في 24 صفحة.
وفي المقابل أكدت وسيلة فيران عضو بالمجلس الولائي لسكيكدة، أن هناك الكثير من الحقائق والوقائع بالمنطقة التي ما تزال مطموسة أو مغيبة أو لم يتم تدوينها ولا تسجيلها بالرغم من الحديث عنها من طرف ما عايشوها بالمنطقة على غرار معركة «مليلة»، وهي مؤهلة لتكون مادة تاريخية دسمة يستفيد منها الطلبة والمؤرخون والباحثون، داعية إلى نفض الغبار عنها وعدم الاستهانة بهذا الإرث، لأن من شأن ذلك تعزيز الروح الوطنية لدى الجيل الجديد.