شهدت مدينة أكفادو، الواقعة على بعد 70 كلم غرب ولاية بجاية، أمس الأول، انطلاق فعاليات الملتقى الدولي العلمي حول مؤتمر الصومام التاريخي، بعد 60 سنة من انعقاده بمشاركة باحثين، أساتذة تاريخ وسياسيين، بينهم حمو اعميوش، جيل مانسيروم، شاغل جوفري، إلى جانب شهود ممن عايشوا هذا الحدث البارز في تاريخ الجزائر.
هذا الملتقى، من تنظيم المجلس الشعبي الولائي لبجاية، ومنتدى التضامن الأورو- متوسطي وماد نشاط (أقبو)، جاء تحت شعار: «60 سنة بعد... ما هي الدروس المستوحاة»، أدلى خلاله المجاهدون الذين شاركوا في الثورة التحريرية بشهاداتهم، على غرار المجاهد رشيد أجعود، بتفاصيل عقد مؤتمر الصومام بقرية إفري أوزلاقن، مؤكدين أنها اختيرت بالنظر لموقعها الجغرافي والاستراتيجي الفريد، وهو الذي جاء لترتيب وتنظيم العمل الثوري. ومن أهدافه تقييم ودراسة الحالة السياسية والعسكرية للثورة المجيدة منذ أول نوفمبر 1954، فضلا عن وضع تنظيم جديد يتمشى مع التطورات الميدانية آنذاك واستراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات الداخلية والخارجية.
وقد خرج القادة المشاركون في مؤتمر الصومام بقرارات حاسمة، من خلال وضع مؤسسات ضمنت استمرارية الثورة واستيعاب الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين التحقوا بجيش التحرير، حيث زاد إقبال المتطوعين على الانخراط في صفوفه، طلبا للاستشهاد من أجل تحرير البلاد من فرنسا الظالمة. وكانت العمليات العسكرية ذات مفعول كبير عبر التراب الوطني، وتوالت هجومات الصناديد من قوات جيش التحرير بتشكيلات منظمة كلفت العدو خسائر معتبرة وتكللت بالانتصار ونيل الاستقلال في الخامس من شهر جويلية 1962.
وبحسب الأستاذ الطاهر خلفون من جامعة ليون الفرنسية، مؤتمر الصومام ساهم بشكل كبير في نجاح الثورة وتحقق التجاوب مع الثورة، بعد الهجوم الشامل الذي شهدته المنطقة الثانية في 20 أوت 1955، حيث أعطى للثورة نفسا جديدا وأسقط الحصار الذي كان مضروبا على الجزائر. كما ساهم، من جهة أخرى، في الرفض القاطع للجنود الفرنسيين الالتحاق بالجزائر. وأمام التفاف الشعب حول قيادته والانتصارات التي توالت، قرر القادة تنظيم الاجتماع التقييمي للمرحلة السابقة تمهيدا للمرحلة اللاحقة وأثمرت الاتصالات فيما بينهم وقع الاختيار على عقد الاجتماع في 20 أوت 1956 بمنطقة إيفري بوادي الصومام.
