أشرف، أمس، المكون علي عمارة، على توزيع الشهادات للمشاركين في أول دورة تكوينية للتكفل بالأشخاص المسنين ومرضى الزهايمر والذي يعدّ تخصصا جديدا في الجزائر.
كشف المكون علي عمارة، عن انطلاق الدورة التكوينية الثانية قريبا، وهي مفتوحة لجميع ممارسي الصحة والطلبة والجمعيات، الذين يهتمون بالأشخاص المسنين والمصابين بمرض الزهايمر. موضحا أن الدورات التكوينية تتميز بإثراء هذا التخصص ومواكبة التطورات الحاصلة في مجال الصحة، بهدف تطوير قدرات المتربصين في هذا المجال، باعتبار أن نوعية الخدمات الصحية مرتبطة بالتكوين.
في ذات السياق، أوضح عمارة أن التكفل بالأشخاص المسنين والمصابين بالزهايمر يتطلب الكثير من الجهد، لأن العناية بهذه الفئة التي تعيش معاناة نفسية حادة لا يمكن أن يتقنها من هب ودب وإنما تتطلب فترة تكوينية تساعد الطلبة والممرضين على ضمان أحسن تكفل بهذه الفئة التي أجبرتها مرحلة الشيخوخة على الشعور بحالة ضعف بعد أن كانت تتمتع بكامل قواها الجسدية، وهو ما يؤثر نفسيا على الأشخاص المسنين، وبالتالي تقع المسؤولية في هذه الحالة على الأشخاص الذين يهتمون بهذه الفئة.
وقدم عمارة خلال الدورة التكوينية جميع النصائح التي ستساعد المتربصين طيلة مسارهم المهني في مجال التكفل بالأشخاص المسنين، لاسيما ما تعلق بكيفية التعامل والتواصل مع المرضى والإجراءات الوقائية التي يجب أخذها قبل الشروع في التشخيص والعلاج، حيث ركز المكون عمارة على أهمية السهر على ضمان سلامة المريض من خلال تحضير جميع الوسائل التي تجعله في أمن مدة العلاج.
وأكد أنه تلقى عديد الصعوبات والعراقيل التي لم تمكنه من مزاولة نشاطه التكويني من قبل، بل استمر في كفاحه للظفر برخصة لمدة فاقت السنة والنصف، مشيرا إلى أنه لم يفقد الأمل وإنما بقي متمسّكا بحلمه الذي حولته مدرسة تكوين الشبه الطبي الخاص”ذهب” - سوبماد سابقا - الواقعة بشوفالي، إلى حقيقة، من خلال إيمانها بكفاءته في التكوين حيث وفرت له فرصة تحويل خبرته في مجال التكفل بالأشخاص المسنين والمرضى لأكبر عدد من الشباب الجزائريين دون غيرهم.
في ذات السياق، أشاد عمارة بالمجهودات الكبيرة التي يبذلها وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، في سبيل تحسين نوعية التكوين للمساهمة في توفير تكفل جيد يكون في مستوى تطلعات المرضى، زيادة على تشجيعه الكفاءات الجزائرية والمبادرات التي تعود بالفائدة على المنظومة الصحية وتجعلها في تطور مستمر، متأسفا على تصرفات بعض الأشخاص الذين يسعون إلى عرقلة هذه الإرادة والنية السليمة.
فيما يخص كيفية التكفل بمرضى الزهايمر، أوضح ذات المتحدث قائلا: “هذه الفئة تعيش معاناة نفسية كبيرة والعناية بها تتطلب بذل جهد لإشعارهم بالارتياح والتعامل معهم بكل ثقة، دون أن ننسى أن هؤلاء المصابين بالزهايمر حاليا كانوا في وقت سابق يمتهنون عديد الحرف والمهن من أساتذة وأطباء ومحامين، إلا أن الأقدار شاءت أن يصلوا إلى مرحلة النسيان”.
وعبّر المكون عن فرحته لمقاسمة أبناء بلده من دكاترة ومختصين في الشبه الطبي وطلبة، خبرة 16 سنة في هذا المجال خلال الدورة التكوينية الأولى له في الجزائر، مؤكدا أنه لن يبخل عليهم بالمعلومات القيّمة التي تجعلهم يحسّنون مستواهم، لاسيما فيما يتعلق بتقوية العلاقة وطرق التواصل بين المعالج والمرضى من الأشخاص المسنين الذين هم بحاجة إلى عناية جيدة نفسية وجسدية من قبل أشخاص مكونين بطريقة جيدة تمكنهم من بلوغ مرحلة استدراك العجز الذي يعاني منه قطاع الصحة في هذا المجال.